المحتوى الرئيسى

يحيى الجمل يحارب شعب مصر

06/18 18:32

بقلم: ممدوح إسماعيل*

يحيى الجمل منذ تعيينه نائبًا لرئيس الوزراء رفع الراية السوداء، وأعلنها حربًا على هوية مصر وحرية شعب مصر وإرادته، وكان أول ما بدأ به في حربه محاولته محو المادة الثانية من الدستور، وإزالة هوية مصر الإسلامية منه، وعندما وجد معارضة حاول تغيير النص، ولما فشل لجأ إلى حرب الإسلاميين وإقصائهم عن كلِّ منصب ومكان، ثم أسفر عن وجه قبيح عندما سخر وتهكم على الذات الإلهية، وعندما غضب الشعب قال: إنه لم يقصد، والآيات واضحة في كتاب الله في حكم كل من يسخر منها أو يستهزئ بها- وهذا ليس موضوع المقال- وظل يمارس كلَّ أنواع الحرب المعلنة والخفية ضد كل ما هو إسلامي؛ حتى لا يكون للإسلام وجود في هوية مصر؛ فعمل على الدعوة إلى حوار وطني تعمَّد فيه إقصاء كل الإسلاميين، ودعا إليه رموزًا للحزب الوطني، بل دعا إلى المصالحة معهم، فوجد رفضًا شعبيًّا، فكانت دعوته إلى وضع دستور قبل الانتخابات رغم أنف إرادة الشعب في 19 مارس، وهو يخرج لسانه للشعب بكلِّ طريقة وأسلوب، رغم أنه وفقًا لمهنته في القانون الدستوري- الذي يدرِّسه- يجب عليه أن يستجيب لإرادة الشعب، ولكن كيف وهو الذي تربَّى في مدرسة لا تعرف للشعب رأيًا ولا حقًّا؟!

 

وصنع لجنة لوضع الدستور، ودفع أنصاره إلى الظهور في القنوات الفضائية؛ كي يصرخوا بالدستور أولاً، كل ذلك لأنه يريد منع وضع دستور من هيئة تأسيسية يختارها نواب الشعب، وهو يعلم أن نواب الشعب القادمين محبون لمصر وهوية مصر الإسلامية، وهو يكره ذلك، فدفع في كلِّ اتجاه دعوته إلى "الدستور أولاً"؛ كي يمنع الشعب من وضع دستور يحقق هوية مصر العربية الإسلامية، رغم أنه يعلم أن دساتير العالم الغربي تتضمن نصوصًا واضحة في الهوية المسيحية، في بريطانيا، وبلجيكا، والدنمارك، وغيرها من بلاد الغرب الذي يقتدي به، لكنه يرفض أن يكون دستور مصر كاشفًا لهوية مصر العربية الإسلامية، وكلما اقترب الوقت المحدد لانتخابات البرلمان زادت قوة حربه، فدفع عصام شرف للتصريح بتأجيل الانتخابات، وهو تصريح لا يمكن صدوره من مسئول في منصب رئيس الوزراء يعبِّر عن إرادة شعب مصر، ثم خرج يحيى الجمل على الشعب بتصريح في قناة فضائية أنه يريد تغيير نتيجة الاستفتاء! ودفع بعدد من الأحزاب تحت التأسيس إلى طلب ذلك، ثم خرج على الناس في جريدة (الأخبار) يوم الخميس 16 يونيه أنه يطالب ببقاء الجيش، ومدِّ الفترة الانتقالية، ووضع الدستور أولاً.

 

الحقيقة أن يحيى الجمل يعلم أن نتيجة انتخابات البرلمان سوف تعصف ببقائه هو وأشكاله، فيريد إطالة أمد وجوده في الحكم؛ كي يفعل كل ما يريد من محو هوية مصر وتغريبها، وعلمنة الحكم، وتضييع الشريعة الإسلامية من الحكم والدستور، وهو يصارع الوقت؛ كي يحقق مخططه، ويضغط ويدفع بكلِّ ما يستطيع، حتى إنه يصرح أنه يريد تغيير نتيجة الاستفتاء وهو من عجائب الديكتاتورية.

 

الواقع أن يحيى الجمل استبد به الغرور، ومع الفرق الكبير بين طغيانه وطغيان حسني مبارك إلا أنهما يتشابهان في بعض النقاط، ولكن شعب مصر الذي عرف طريقه لحريته، وأزال أكبر طاغية عربي في العصر الحديث، وقدم ملحمة رائعة في تحرير مصر من أكبر عميل للغرب قادر بفضل الله على أن يمنع كل خطط يحيى الجمل وهزيمته في تلك الحرب بإرادة شعبية قوية، تفضح كل مخططاته ومخططات من يعاونه، وواجب على الشعب أن يعلن بكلِّ الطرق السلمية رفضه لمخططات عصابة يحيى الجمل، وإظهار إرادته للمجلس الأعلى عبر تكوين مؤسسات في كلِّ مكان تخاطب المجلس الأعلى، وتظهر إرادتها، وتخرج للناس تطالب بحقِّ الشعب في تطبيق إرادته في استفتاء 19 مارس، ويسقط كل أعداء حرية الشعب وحقه في التمسك بانتخابات في موعدها، وحقه في التمسك بالهوية العربية الإسلامية لمصر.

 

وكل ما يفعله يحيى الجمل أنه يؤخر إعلان نتيجة هزيمته في حربه ضد هوية الشعب المصري، ويضع اسمه في التاريخ الأسود لكلِّ من يطغى ويستبد ويظلم شعب مصر وهويته الإسلامية، ويضم آخرهم حسني مبارك ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)﴾ (يوسف).

-----------------

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل