المحتوى الرئيسى

الإسبان أصحاب (فزعة)

06/18 17:19

فيصل الجفن

من المؤكد أن الحكم الإسباني صاحب الموقف الرجولي مع أمانة الاتحاد السعودي لن يفوت على نفسه فرصة تأليف كتاب يحمل ذكرياته مع الصافرة، ولن يكون في خلده أي شك بأن ما حصل معه في الرياض، يجب أن يتصدر بداية حكاياته من أجل أن يضمن لنفسه بيع أكثر كمية ممكنة من نسخ كتابه المتوقع له أن يحقق أرقاما قياسية.

فهو لن يتردد في ذكر ما حصل له من طلب الفزعة مع قليل من أسلوب (حب الخشوم) في أي برنامج سيستضيفه كنوع من الغرائب التي واجهته خلال مسيرته التحكيمية. ومن الممكن أن تكون قصته لا تبتعد كثيرا عن كونه بعد مباراة الهلال والاتحاد، أبلغوه بطلب البقاء ليوم إضافي من أجل تحكيم مباراة أخرى فأبلغهم بعدم استطاعته لكونه أتي هنا من أجل مباراة واحدة، ولكن أسلوب المفاوض استطاع إقناعه من خلال أكثر من عرض وطريقة للإقناع، فاستجاب لهم بعد أن أدرك أنه سينجح بأي مستوى يستطيع تقديمه، وعدم (تفويت) هذه الفرصة من أجل أن يجرب أشياء جديدة في حياته.

على الجانب الآخر، في الوقت نفسه الذي كان المفاوض مازال يقنع الحكم الشهم، هناك كانت أصوات تصرخ و لكن بهدوء، وتتساءل لماذا يحدث كل هذا ؟ واحد من هذه الأصوات يملك سجلا حافلا تجد فيه كل ما يتمناه أي حكم في العالم. آخر ما تم تدوينه هي المشاركة في آخر كأس عالم وبمستوى (يرفع الرأس). و مع ذلك ما زالت لجنة التحكيم تعتقد أنها تمتلك الإجابة لكل الانتقادات التي توجه لها من خلال الإعلام، ولكنها لا تعترف بأنها تعامل الإعلام بطريقة فيها الكثير من (المفهومية الطاغية)، وكأن لا أحد يفهم التحكيم و قوانينه إلا أعضاء اللجنة، ورئيسها، ومستشاروه.

فهؤلاء يهدمون أكثر من البناء فبعد أن خسرنا المرداسي معنويا، ها هو الحكم المتميز المونديالي خليل جلال يصرخ على طريقته، وقبله عبد الله القحطاني. ومع ذلك ستجد لديهم إجابة لما حدث ولن يكون هناك استغراب من توجيه الاتهام هذه المرة للإعلام، لأنهم يعتقدون أن الإعلام يطالب بإبعاد الحكم السعودي وإحضار الأجنبي، ولا يعلمون أن الإعلام يقدم لهم السلبيات من أجل أن يسهل لهم المهمة ويعملون على إصلاحها، ويكون اهتمامهم بتطوير حكامهم فعلا لا قولا. ولكن ما يحصل حاليا هو أبعد ما يكون من التصديق، بقيام اللجنة بواجبها والمؤشرات ترسل للإعلام رسائل تحمل الكثير من عدم الارتياح بأن الوضع لن يتغير بسبب الآتي.

التعامل المالي مع الحكم وكيفية الصرف وعدم إعطائهم الوضع المناسب من معسكرات يستطيعون من خلاله العمل على تطوير الذات. بعد أن يعملوا على ذلك من حق اللجنة أن تحاسب الإعلام والكل، ولكن هل يستطيعون ذلك ..؟

خاتمة

يقول المثل الروسي: تاج القيصر لا يمكن أن يحميه من الصداع.

* نقلاً عن صحيفة "الاقتصادية" السعودية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل