المحتوى الرئيسى

بطولة الحقبة السوداء!

06/18 15:37

عبد العزيز النهدي

من ينظر إلى مجريات بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، سيتلبسه إحساس أن هذه الكأس باقية في جدة، فإتحاد ديمتري قد خسف بالهلال خسفا في ليلة الخسوف حد إلغاء أهمية مباراة الرد عند الهلاليين لصعوبة المهمة وربما استحالتها، أما الأهلي، وهو الحكاية الغريبة في الكرة السعودية هذا الموسم، والمليئة جدا بالتناقضات، قد أنقذه نجمه عماد الحوسني في لحظة وقفت فيها عدالة الكرة مع جمهور الأهلي، ولم أقل فريق أو لاعبين أو إدارة!

لا أعتقد أن مهمة الهلاليين في مباراة الإياب ستكون العودة وتعديل النتيجة، ولا أظن أن لدى أكثر اللاعبين والإداريين والمشجعين تفاؤلا بصيص أمل في اللحاق بالإتحاد، لأن ذلك ضرب من الخيال، بل المهمة هي الهرب بجثة الحوت الأزرق بعيدا عن نمور ديمتري المفترسة، والجائعة النهمة لرد هزيمة الخميس الأسود رغم أنهم فعليا قد ثأروا لها أكثر من مرة وفي أكثر من مباراة مهمة!

أما جاره الأهلي الذي جرح نفسه بنفسه وجرح جماهيره، لم يقدم في مباراتي الشباب ثم الوحدة ما يجعله مرشحا للبطولة في أعين محبيه فماذا عنه في أعين الآخرين، لكن حلم الجماهير بالبطولة بدأ مع الخطأ والجهل الشبابي الذي كلف الفريق البطولة وأشياء كثيرة، وهو الحق والمكسب القانوني للأهلي من جهة أخرى، فعندها استشعرت الجماهير أن حظوظ فريقهم في المضي قدما نحو اللقب أصبحت متوافرة، رغم تأكدهم واقتناعهم بأن الفريق يعيش أسوأ مستوياته الفنية منذ أكثر من عقد كامل ومعرض للخسارة في كل مباراة.


شخصيا أعتقد أن الوحدة قد خسرت بطاقة بلوغ النهائي الذي سيقام في جدة، كما هو حال الهلال هناك، والمؤشرات وربما الأمنيات تقول أن لقاءا تاريخيا سيكون في ختام البطولة بين القطبين الأهلي والاتحاد، ومعه ستتفتح الصفحات ويسترسل التاريخ، وتحضر متعة النهائيات وتتضاعف، بنكهة وطعم وروح لقاءات عملاقي جدة.

المدرج الأخضر سحر الجميع عندما رسم أحلى اللوحات في مدرجات ملعب عبدالله الفيصل، وأرسل إلى باقي المدرجات رسالة تحذير وإنذار مفادها: أنا الرقم الصعب، لكن قدر هذا المدرج أن يعيش أياما سوداء في حقبة سوداء، وربما قدره أيضا، أن يفرح في الأيام المقبلة ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين بقرار عادل ونافذ كرة القدم!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل