المحتوى الرئيسى

الضعف الإيماني لزوجي يصيبني بالانهيار!

06/18 13:38

مريم- القاهرة:

نشأت في أسرة متدينة، وتزوجتُ منذ سنتين، وزوجي يحسن معاملتي كما يحسن معاملة أهلي ويتمتع بصفاتٍ أخرى جميلة؛ ولكن يوجد فجوة بيني وبينه؛ حيث لا يسعى إلى تطوير نفسه سواء باكتساب مهارات جديدة، خاصةً أنه في أشد الحاجة إليها، كما لا يحرص على زيادة إيمانياته، وتحسين علاقته بالله أو بالتغيير من عادادته فهو ضعيف جدًّا أمام شهواته، ولقد حاولت معه مرارًا وبوسائل عدة لتحقيق ذلك، ولكن دون جدوى.

 

هو يعترف بأنه مقصر جدًّا في قراءة القران وصلاة الفجر على سبيل المثال؛ ولكن لا يقوم بأية بخطوةٍ إيجابية.

 

هذا الأمر موجود منذ بداية الزواج، وكنتُ أتعايش معه مع الحرص على أن أساعده وأُغيِّر فيه، كنت أتمنى أن نكون عونًا لبعض على الطاعة، وكنتُ أحاول أن يكون لنا عبادة أو عمل مشترك نرفع به أنفسنا، ويُضفي على الأسرة جوًّا إيمانيًّا.

 

لكن منذ فترة صرتُ أذكره دون أمل، ولا أجد شيئًا يجعلني أفتخر بزوجي بيني وبين نفسي، وصرتُ أبكي كثيرًا، بل وأتذكر أحيانًا هذا الموضوع أثناء العلاقة الخاصة، فماذا أفعل؟.. أرجو النصيحة.

 

تجيب عنها: أسماء صقر الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين).

بل افتخري به يا سيدتي فإنك متزوجة منه منذ سنتين وتقولين عنه "يحسن معاملتي كما يحسن معاملة أهلي ويتمتع بصفات أخرى جميلة، "ولم يصدر عنك شكوى من مشكلة حقيقية فيه إلا من بعض التقصير الشخصي غير المقصود.. إن المشكلة الحقيقية التي تواجهك هي أن في ذهنك صورة معينة تريدين زوجك عليها وهو لا يرى ذلك بعد بالحجم الذي تريدينه.

 

إن تكوين صور معينة والسعي إلى تحقيقها أمر واجب وضروري وباعث للنجاح؛ إلا أن ذلك صحيحٌ فقط إن طبقناه على أنفسنا، أما تطبيقه على الآخرين ومطالبتهم- ولو في أنفسنا- بالارتقاء إلى هذه الصورة يشكل مشكلاتٍ عديدة خاصة في الزواج.. منها أننا نفقد بشكل متواصل قدرتنا على تقبلهم وحبهم لذاتهم بل والفخر بهم كما هم، كما أن نظرتنا لهم تتحول لنظرة استعلاء أو هكذا يرونها، ولو لم يعبروا عن ذلك، ثم إن هذه النظرة تكون عاملاً محبطًا لهم للتغيير والتطوير.

 

أختي الفاضلة.. لقد أحدثت أنت هذه الفجوة التي تتحدثين عنها بنظرتكِ الناقدة له، وبدوام تفكيرك بالناقص لا استمتاعك بالموجود وأنتِ الوحيدة القادرة بإذن الله على طيها.

 

ركِّزي على تحسين نظرتك له وتطوير مهاراتك معه، وأن تعيشا سعادة زوجية بغض النظر عن أي شيء آخر.. ضخمي ميزاته ومحامده، وداومي النظر إليها واجعلي التفاتتك لما سوى ذلك التفاتة للالتقاء على طاعة صلاة الفجر أو قراءة صفحتين من القرآن معًا يوميًّا، ولعل زوجك سابقكِ بأميال وأميال عند الله وأنت تظنينَ غير ذلك!!

 

واعلمي أن روح المرح تصل لما لا يصل إليه الحسم والضغط من نجاحات.. فاحرصي على إضفاء المرح بقدر ما يمكن.. استمتعي واسعدي معه بمراجعات سريعة لحياتكما اليومية وبتغييرات ولو بسيطة، مثلاً الإفطار يومًا وسط الأسبوع بمطعم قبل موعد العمل.. أو برحلة لمدة يوم واحد في مكان ما على البحر وغيرها.

 

اهتمي بعلاقتكما فقط دون النظر لأي شيء آخر إلا أن توقظيه للفجر فقط لا غير لفترةٍ لا تقل عن 10 أيام.

 

احرصي على إقامة علاقات قوية ومتينة بصحبةٍ صالحةٍ من أهل وجيران ورواد المسجد ليكونا عونًا له ولكِ، وليكن ذلك بشكلٍ طبيعي وواعٍ.

 

بعد ذلك ابدئي المحاولات ولا تتعجلي النتائج.. استغلي رغبته في استدراك التقصير فأشركيه معك في الطاعات وخلق الجو الذي تتمنين في البيت بشكلٍ تلقائي غير ناقد، وحولي التشجيع اللفظي إلى إضاءة فرص عملية أمامه مثل إهدائه كتاب ما وكتابة إهداء رقيق عليه، وليكن كُتيبًا سهل القراءة أو فسحة إلى درس في مسجدٍ شيق أو لشيخٍ مشهور.. أو إعلان عن دورة لتطوير المهارات في جريدة.

 

لا تكرري له العرض إن لم يهتم به.. بل انتقلي إلى موضوع آخر فورًا وأنت مبتسمة كأنَّ الأمر ليس مهمًا عندك.. وأظهري له سعادة غير مبالغ فيها إن اهتم واستجاب.. وحين تنتقلين إلى قناة إسلامية ارفعي الصوت قليلاً بغير أن تناديه ليسمع معك.. وهكذا.. إن شعوره بمساحة أكبر ليتخذ هو خطوة نابعة من نفسه وقناعته- ولو أخذت وقتًا أطول- لتكونن خيرًا من استجابته لك مرةً سريعًا ثم عودته للسابق سريعًا أيضًا.

 

نرشح لك

Comments

عاجل