المحتوى الرئيسى

مسلمة ومسيحية ويهودية.. ثلاث فنانات جمعهن الغناء من أجل ثقافة واحدة

06/18 01:07

تقدم ثلاث فنانات من ديانات مختلفة، عروضًا فنية يمزجن فيها بين الغناء العربي الإسلامي واليهودي والإسباني المسيحي؛ حيث قادتهن الصدفة وحب التراث الغنائي الأندلسي القديم إلى تقديم هذا اللون من الغناء؛ حيث يجمعهن شعار واحد؛ هو "ثقافة واحدة لديانات ثلاث".

ولم يقف اختلاف دياناتهن بين الإسلام والمسيحية واليهودية، إزاء انصهارهن في ملحمة غنائية واحدة، شعارها التنقيب في التراث الغنائي الأندلسي المشترك بين اليهود والمسلمين والمسيحيين؛ حيث كان التعايش عنوانًا حقيقيًّا لا مجرد شعار يرفع لتحقيق أجندات سياسية.

وقالت فانسيا بالوما الفنانة والباحثة في التراث الأندلسي اليهودي والمختصة بالغناء النسائي اليهودي لشمال المغرب: "بالفن نستطيع أن نحقق الوحدة في الأحاسيس والمشاعر الإنسانية النبيلة"، حسب وكالة "رويترز" الإخبارية، الجمعة 17 يونيو/حزيران.

وأضافت: "المرأة بصفة خاصة يمكن أن تحقق الانسجام والتعاون من أجل فن جميل وتحقيق تقدم نحو التعايش"، على هامش حفل فني أقيم مؤخرًا في الرباط، اشتركت فيه بالغناء مع سميرة القادري من المغرب وبيجونيا أولابيد من إسبانيا.

وأشارت فانسيا إلى أن الصدفة والتنقيب في التراث الأندلسي الموسيقي قادا الفنانات الثلاثة إلى الالتقاء لتكوين "جبهة فنية يوحدها حب الفن والتراث القديم المُحمَّل بكثير من معاني حب الحياة والتآخي".

وقالت: "حتى إننا نجد القطعة الغنائية نفسها تغنت بها الطائفة اليهودية الأندلسية بالعبرية، وتغنى بها مسلمو الأندلس ومسيحيوها".

واتفقت سميرة القادري الفنانة المغربية والباحثة في التراث الأندلسي أيضًا معها على أن مقطوعة "عائشة وفاطمة ومريم" -وهي مقطوعة شعبية غنائية كانت متداولة في أوروبا في القرون الوسطى- فيها هذا التقارب في الغناء بين الديانات الثلاثة.

وأضافت أنها ورفيقتيها في الفن فانسيا وبيجونيا، هدفهن "تكريم المرأة بالموسيقى؛ فالموسيقى -خاصةً في ذلك العصر- كانت تقليدًا نسائيًّا لا رجاليًّا؛ حين كانت النساء هن العازفات والمغنيات والراقصات".

وتغنت الفنانات الثلاثة في حفل جمعهن مؤخرًا بصحبة عازفات بموشحات أندلسية قديمة، مثل "يا أهل الحمى"، و"بأي سبب نهجر"، بالإضافة إلى الموشح الأندلسي العربي الشهير "لما بدا يتثنى" الذي تغنت به الإسبانية بيجونيا بلغة بلادها.

وقالت إنها ذهلت حين عرفت أن أصل القطعة عربي، وأضافت أن الموشح موجود في التراث الإسباني القديم.

وأشارت بيجونيا إلى أن زوجها مختص بالآلات الموسيقية للعصر الوسيط، وإلى أن حبها التراث الموسيقي الأندلسي كان وراء قدومها إلى المغرب للبحث والتعمق في هذا الفن؛ "لإيجاد عامل مشترك لهذا التراث الذي جاء نتيجة تزاوج ضفتي المتوسط في فترة من فترات تاريخنا المشترك".

وتقول فانسيا: "الموسيقى هي الأم والأصل الذي نبع منه الفن اليهودي والأندلسي المسلم والمسيحي".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل