المحتوى الرئيسى

مؤتمر دولي للسلام... ما الجديد بقلم: عبد الغفور عويضة

06/17 22:37

بقلم: عبد الغفور عويضة

انسداد في الافق السياسي سببه التعنت الاسرائيلي المدعوم امريكيا،ياتي هذا في وقت قاربت فيه الدولة الفلسطينية من رؤية النور، هذا الانغلاق السياسي و موت العملية السلمية منذ ما بعد مفاوضات كامب ديفيد من العام 2000 حتى الان ينذر بالعودة الى انتفاضة شعبية على غرار انتفاضة العام 1987 في ظل ما يشهده المحيط العربي من هذه الثورات،و يرافق هذا كله تحرك دبلوماسي فلسطيني من توجه للامم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية المزمع اعلانها في ايلول المقبل في ظل مصالحة وطنية فلسطينية ، وما زاد الامر تعقيدا هو تخلي الولايات المتحدة غير المعلن عن العملية السلمية و رعايتها لها و انحيازها التام لاسرائيل كم وضح في خطاب اوباما الاخير امام منظمة الايباك و اجماع الكونجرس على خطاب نتنياهو الذي القاه امامه مؤخرا ، وسط كل هذا و خوفا من تفاقم الوضع حيث هدد الرئيس محمود عباس بحل السلطة مرارا و تكرارا سارعت فرنسا كعضو بارز و فاعل في الاتحاد الاوروبي احد اعضاء اللجنة الرباعية الدولية للدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام بين الفلسطينيين و الاسرائيليين يقوم اساسا على القبول بحدود العام 1976 مع تبادل في للاراضي و ادخال تعديلات على الحدود من خلال تبادل الراضي مع تاجيل النظر في قضيتي اللاجئين و القدس لمدة عام دون النظر الى شيطان التفاصيل في هذه المرحلة على الاقل،و منذ يومها الاول سارعت السلطة لقبوا المبادرة الفرنسية في حين سكتت اسرائيل و من ثم ابدت رغبتها في دراستها و التشاور مع الحليف الامريكي.

اليوم و قد مضى اربع ايام على هذه المبادرة او الدعوة فان هناك الكثير من النقاط التي تثار حولها، و الكثير من دروس ووقائع التاريخ تتسارع الى ذاكرتنا ، و الكثير ايضا من المخاوف و التوقعات تقفز الى حاضرنا و نستحضر اول ما نستحضر هنا الخسائر المتلاحقة التي يتلقاها الفلسطيني في كل تحرك دولي، هذه الخسائر قد لا يعيرها الكثيرين اهتماما لانهم لا ينظرون الى الوراء ليعلموا ما مدى ما فقدوه ، و الخسائر هنا حقيقية تتعلق بالارض ... الارض التي تريد اسرائيل ضم اكبر قدر ممكن منها بكل الطرق وشتى الوسائل / و اني اتساءل:

ما الجديد الذي سيقدمه هذا المؤتمر الدولي ان تم عقده؟؟

ما هي سبل الحل التي سيقدمها هذا المؤتمر؟؟

اليس هذا المؤتمر بمثابة تفاوضا على المتفاوض عليه اصلا و بتا في امر قضايا تعتبر محسومة دوليا؟؟

الا تعتقدون ان من النتائج المتوقعة لهذا المؤتمر ضم مزيدا من الاراضي في الضفة الغربية بعد ان تم بناء الجدار الفاصل الذي قال عنه مسؤولون فلسطينيون _ وللاسف_ بتهن تعديلا بسيطا على الحدود؟؟

الا يخلق هذا حالة خوف من حقيقة الوثائق التي نشرتها قناة الجزيرة؟؟

ان النظرة الى المؤتمر الدولي التي دعت اليه فرنسا تاتي من زاويتين، او تاتي من احد هدفين يريد المؤتمر تحقيقهما، و هلا الهدفين يبتعدان كل البعد عن المسمى الذي اطلق على هذا المؤتمر" مؤتمر دولي للسلام " فان كان الهدف السلام كما تدعي باريس فالحاج لا تبدو ملحة لهذا المؤتمر لاننا لسنا بحاجة الى مؤتمرات و قرارات بل اننا بحاجة الى تنفيذ قرارات المؤتمرات السابقة... نحتاج الى الزام و التزام في التطبيق و ممارسة ضغوط من اجل تطبيق و تنفيذ قرارات كانت اتخذتها مؤتمرات سابقة ولا تزال معلّقة و من هذه الناحية فاني اعتقد ان هذا المؤتمر ياتي كاساس لوضع ترتيبا الوضع النهائي او الاصح ترتيبات ماقبل الوضع النهائي لا سيما و انه قد اجل الخوض في اهم ركيزتين في القضية الفلسطينية بمجملها و هما قضيتي القدس و اللاجئين و هما ما يصر الرئيس محمود عباس على عدم التنازل عنهما باي شكل من الاشكال، عباس الذي باتت اسرائيل ترى فيه انه لم يعد شريكا في العملية السلمية و انه بات عقبة في طريق احلال السلام و التاجيل يكون على امل ان تفرز الانتخابات الفلسطينية المرتقبة احدا غير عباس يمكنه ان يفاوض عليهما, ياتي المؤتمر لوضع ترتيبات لوضع ما قبل النهائي بعد ان تبرمت اسرائيل و ضاقت ذرعا بما تمخضت عنه اوسلو و القرارات الدولية 242 و338و خلقت امرا واقعا جديدا في الضفة الغربية يتمثل في الجدار الفاصل و اكثر من 220 مستوطنة مما يشكل ما مساحته7% من اراضي الضفة الغربية و يضاف الى ذلك 13% نسبة الاراضي التي ابتلعها جدار الضم و التوسع العنصري عدا عن القدس و نقاط المراقبة الدائمة و المناطق المصنفةc حسب اتفاق اوسلو لتصل بذلك السيطرة الاسرائيلية على اراضي الضفة لما يزيد على 42% من مساحة الضفة فاسرائيل تسعى للاحتفاظ بهذا الواقع او التنازل على مضض و تحت العبارة الشارونية المشهورة " تنازلات مؤلمة" و الذريعة الاساسة لها هى تحقيق امنها فاسرائيل كما يقول الكاتب محمد الماغوط " لو أعطيت اليوم جنوب لبنان طوعا واختيارا لطالبت غدا بشمال لبنان لحماية أمنها في جنوب لبنان.ولو اعطيت كل لبنان لطالبت بتركيا لحماية أمنها في لبنان.ولو اعطيت تركيا لطالبت ببلغاريا لحماية أمنها في تركيا.ولو أعطيت اوروبا الشرقية لطالبت بأوروبا الغربية لحماية أمنها في أوروبا الشرقية.ولو أعطيت القطب الشمالي لطالبت بالقطب الجنوبي لحماية أمنها في القطب الشمالي"، و اعتقد ان هناك ترتيبات يحاول المؤتمر الدولي الثاني للسلام ان يجسدها على ارض الضفة الغربية قد تتيح في يوم من الايام قيام الدولة الفلسطينية يمكن وصفها بانها قابلة للحياة هذه الجوانب لا تبدو للمفاوض الفلسطيني بهذه الجسامة او لا يمكن اعتبارها من الثوابت و يمكنه ان يفاوض عليها لا سيما اذا اخذنا ما جاء في الوثائق التي بثتها قناة الجزيرة بعين الاعتبار و هذا يعني ان المؤتمر تحت هذا البند_ وضع ترتيبات للوضع النهائي_ قسّم و اجل امورا كان من المفترض ان يتم البت فيها قبل احد عشر عاما من الان و هذه ايضا سياسة اسرائيلية معتمدة اساسا على التسويف و التاجيل و التبرير تلك السياسة التي سميتها من قثبل بــ"سياسة شلومو و الطبخ على النار الهادئة" و نحن هنا لا نريد ان ندعو لشلومو بالاسلامة و ننتظر نضوج طعامه لاننا في الحالتين سنخسر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل