المحتوى الرئيسى

عبد اللطيف بقلم:صالح صلاح شبانة

06/17 21:45

سعاده أبو عراق

القاص والروائي والباحث ،( والرسام والنحات ) سابقا ،الكاتب سعاده أبو عراق ، والدارس للفلسفة ، وتبدو الفلسفة في كل ما كتب ، تخلى المرة عنها ، وقام بتأليف كتاب طريف اسماه (مقهى المغتربين) ، تدور أحداثه في مسقط رأسه قرية سنجل ــ رام الله ، وكان محور حكاياته (ما أكذب من شب تغَرّب إلا ختيار ماتوا اجياله) ...!!!

وجعل محور حكاياته عن عباقرة بالكذب والخيال المجنح ، ولا أفلام هوليود ، والطريف أن الأستاذ سعادة المرة يكتب بالمحكية ، وقد أضحكتني فصول الكتاب جدا جدا ، فأحببت أن أشارك الآخرين بها ، على مبدأ أن الحكمة ضالة المؤمن ، أينما وجدها يأخذها ، وكنت أتمنى لو كتبها بلهجة سنجلاوية صرفة ، كما أفعل أنا ، ولكنه برر كتابتها بلهجة عمّانية ، ليفهمها أكبر عدد ممكن من الناس واللهجة العمّانية ، خليط من اللهجات ، يوجد مصوغ لمن ولدوا بعد النزوح التحدث بها ، ولكن لا يوجد للأستاذ سعادة المولود سنة 1946 أن يستعملها ، حفاظا على اللهجة وتوثيقها ، كما أفعل أنا ، وأنا أحدث سنا منه ، بل وأعتبره أستاذي

صالح صلاح شبانة

وللأزديامقهى المغتربين

سعاده ابو عراق

عبد اللطيف قهوة المغتربين في سنجل ،صار الناس بيسموها قهوة الهشاتين ، الهشتة فيها ماشية حسب قوانين متفق عليها بتحكم المتحدث والسامع ، إللي بحكي بعرف إنه لازم يحكي من خياله ، والناس بتسمع وبتعرف إنها بتسمع خيال ، والمهارة إنه يقنع الناس بالهشتة، ولازم هم يستمتعوا بالهشتة كأنها حقيقة ، ويعني بلعبوا لعبة خيال وتخيّل ، وما بيصلوا مرحلة التصديق .لكن عبد اللطيف خلى الناس تروح تطلع من لعبة التخيل والتسلية لمستوى التصديق الفعلي .

عبد اللطيف إجا من أميركا من اربع تشهر، كان في نيويورك ، قالوا إنه جايب معاه مصاري كثير رغم إنّه ما غاب إلا سنة أو أقل ، لكن من يوم ما إجا وهو ومرته مش متفقين وما اختلط في الناس كثير ، ولا قعد في قهوة الهشاتين كثير ، يوم وهو قاعد في القهوة واحد نقشه وقال له خرِّفنا شو شفت في أميركا ، قال لهم أنا ما كنت في البرازيل ولا كلمبيا ولا بنما أنا كنت في اليُوُرك، يعني ما شفت حية بتبلع الحمار ولاحيايا مثل خيط الكرار ، نيو يورك إم الدنيا ، قالو له : شو شفت في إم الدنيا؟ ، قال فيها صندوق عليه كزازة يقولوا له تِفجِن بتطّلّع فيه بتشوف إي مطرح في الدنيا ، وفيها اتومبيلات بتوخذك وين ما بدك بتمشي بدون حمار يجرها . قالوا له إنت شو كنت تشتغل ، قال كنت اشتغل مع دكاترة ، كانت يوميتي ميت دولار وأكثر ، استغربوا وقالوا شو تمرجي؟ قال لا ، قالو ا طيب شوهالشغلة إللي بتجيب ميت دولار في اليوم؟ ، قال في الدفلشن ، قالوا شوالدفلشن ، قال شو بدكم بها الشغلة ، قالوا بالله عليك تقول لنا شو هالشغلة ، نَصَت كأنه برتب أفكاره وقال إحنا لما بدنا تنجوز وحده لا مطلقة ولا مرملة شو لازم تكون ، قالو عذرا، قال صحيح ، ولكن إذا ما لاقاها بكر؟ قالوا هذي فظيحة ،فيها قضية شرف ، فيها ذبح ، قال هذا هان ، أما هناك الواحد إذا بده يجوز وحده ولاقاها بكر بتكون مصيبة ، وعيب وعار على البنت وأهلها ، بحلقوا عنيهم وقالوا شــوووو ؟ قال مثل ما بقول لكم ، قالوا طيب شو الحل لهذي المشكلة ، قال هناك عاملين محلات بتروح عليها البنات ، بتزيل بكارتها قبل ماتدخل على جوزها ، عشان ما يتهموها إنها معقدة مابتحب هذيك الشغلة ، وإنه ما حدا قرب عليها واتحركش فيها ، يعني ما عندها أنوثة ، بحلقوا عينيهم مرة ثانية وقالوا ، ول...! وصلت معهم لهذا الحد ، قال بدون يمين ، قالوا وانت شو كنت تشتغل فيها ؟ بتشيل بشكير ؟، قال لا أنا إللي بزيل البكارة كانوا يتصلوا معي ويقولوا لي تعال في عندك زبونة ، فأروح حسب الطلب .

كل إللي في القهوة فتحوا ذنيهم وعنيهم ، البعيد والقربب ، واللي بحكي سكت ، وإللي بشرب أرجيلة تركها وقرب ، قالوا له طيب شو اهداك عليهم وشو هداهم عليك ، قال إحنا العرب مشهورين بسلاحنا الماضي ، وبحبونا كثير، وما بعرف مين قال لهم عني ، إحنا العرب رجال عن حق ، قالوا الحمد الله ، فحولتنا مشهورة ، طيب وبعدين ، قال أنا بروح على المركز ، بتكون البنت جاية ، ولازم يكون عمرها ثمنتعش وفوق ، قال واحد وبنات الأربعتعش ما بتجوزوا ، قال لا ما بصير عندهم ، قالوا بعدين ، قال بتكون محومرة ومبودرة ومتحممة وحاطة عطر ، كانها في ليلة دخلتها ، قالوا وبتيجي لحالها ؟ قال مش دايما ،ممكن تيجي معاها امها أو أبوها أو أخوها ، كلهم صاحو ا أخوها ؟؟؟ قال آآآ..! قالوا وبعدين ، بدخل أنا واياها وبحكي معاها وبتكون خايفة ،ومستحية ، بتحكي بعنيها ، بسألها عن اسمها ، في المدرسة وإلا لأ ،بعطيها حبة ملبس ، وإذا بتدخن بعطيها سيجارة ، وبظل أسألها حتى تصير تحكي بدون خجل ، عن نفسها وعن عيلتها وعن اصدقاءها ,عن إللي راح يصير ، وشو عندها أفكار عن الموضوع ، وكيف إجت هون ، ومين دلها علي ، وعرفها باسمي ، وبقرب عليها وبقعد بجنبها وبقول لها فستانك حلو وشعرك بجنن ، وبمسك إيدها .

ولما طوّل بالحكي ، وكانواكلهم باهتين وأذنيهم ناصته وعيونهم مبحلقة ، صاح واحد وقال وبعدين ، قام قال له أنت متجوز ثنتين ومش عارف شو بعدين ، قال له عارف ،بس بدي أشوفك فلحت وإلا لأ ، قال له يعني لو مافلحت بدي أقول لك ، قام قال له في كان حدا بيقعد يتنصت عليك ورا الباب؟ ، قال له لأ ، قال وابوها؟ قال بظل برا يستنا فيها حتى تطلع ، وبس تطلع بيشوفها دكتور وبعد ما يفحصها بيعطيها شهادة بوقع عليها أنا وياه ، وأبوها بيشكرني وبيعطيني ميت دولاروهي بتكون مبسوطة وبتودعني ببوسه ، وفي الدار بيعملوا لها حفلة مثل حفلة الطهور عندنا ، تعجب واحد وقال وأنت ما بتدفع شي ؟ قال: قلت لك هم إللي بيعطوني شو شايفينها كبيرة ؟، قالوا والله هذي أكبر كذبة سمعناها ، قال لهم إذا مش مصدقين تفظلوا روحوا وبعطيكم العنوان كمان ، أنا كل يوم بيطلع لي من هـ الشغلة ميتين أو ثلاث ميت دولار ، وإذا بيطلبوني على البيت بوخذ أكثر مثل الدكاترة ، واحد صفّر وقال هذه غناه ، وبعدين؟ قال بروح أوكل جاجة وكماجة.

هذيك الليلة كانت سنجل كلها بتحكي عن عبد اللطيف ، وعن المصاري إللي جابها ، وعن هذي الشغلة إللي أول مرة بسمعوا فيها ، وعن الغيرة والحسد إللي صابت الشباب ، وتمنوا يسافروا ويشتغلوا مثله ، والنسوان استغربت كثير لما زلامهم ، إجوا ساكتين ، عقولهم مشغولة ، ولا واحد تحركش في مرته ، ولا عبرها بكلمة ، ولا حتى مسَّى عليها بالخير .

ثاني يوم راح عشرين واحد على مكتب نعواس للسفر في رام الله ، بدهم يسافروا على نيويورك أو اليورك حسب ما بسموها ، وراح كمان عبد اللطيف على المحكمة الشرعية عشان مرته بدها تطلقه ، لأنه إجا وما فيه خير ولا بجيبته فلوس .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل