المحتوى الرئيسى

«مثلنا تماما».. فيلم أمريكى لتغيير صورة المسلمين

06/17 19:07

«يهودى ومسيحى ومسلم يقتربون من أحد البارات فى ملهى ليلى.. ما يصيب عامل البار بدهشة من تواجد المسلم بينهما».. مشهد لافت فى بداية الفيلم الوثائقى الأمريكى «مثلنا تماما» الذى بدأ عرضه على نطاق محدود فى بعض الصالات الأمريكية هذا الأسبوع، وقد أثار الكثير من الجدل بسبب هذا المشهد الذى أكد مخرجه أنه بهدف تغيير صورة المسلمين والانطباع بأنهم أشخاص متجهمون طوال الوقت ومتزمتون لا يعرفون الترفيه أو التنزه مع الأصدقاء والاستمتاع بالوقت.

مخرج الفيلم الأمريكى أحمد أحمد– وهو بالأساس ممثل «ستاند أب كوميدى» مصرى الأصل– قال: إن كلمتى «مسلم» و«روح الدعابة» لا تترادفان أبدا فى إطار الصورة الذهنية المكونة لدى الغرب وتحديدا الأمريكيين عن المسلمين، والتى باتت مغلوطة بسبب سوء فهم الإسلام وصراع الحضارات الذى أساء كثيرا بل شوّه صورة المسلمين، وقد أردت إثبات أن المسلمين يمتلكون روح الدعابة والمرح مثلهم مثل أى شخص تماما، ولا علاقة بالدين فى مثل هذه الخصائص البشرية، وليس معنى التدين أن تكون متجهما أو عابسا فى وجه الآخرين ولا تمرح معهم، ولذلك جاء اسم الفيلم «مثلنا تماما» ليخرج كل من شاهده من أديان وجنسيات أخرى وهو يقول هذه الجملة «إن المسلمين مثلنا تماما، وليسوا إرهابيين أو متجهمين». أضاف أحمد: قمت بجولات فى أربع دول عربية فى الشرق الأوسط لزيارة أصدقاء عرب لى، واصطحبت كاميرا معى، سجلت خلالها لقطات لعدد منهم يسردون النكات والقفشات المضحكة وبدوا خلال تلك اللقطات كأى شباب فى أى دولة فى العالم يمتلكون حسا كوميديا ويرغبون فى المرح، بل يُضحكون من حولهم، حتى لو كان من جنسية أخرى أو يتكلم بلغة غير العربية، واستعنت ببعض هذه اللقطات ضمن أحداث الفيلم، التى صورت فى الإمارات باعتبارها أصبحت مركزا للمال والتجارة بين الدول العربية، والعاصمة اللبنانية بيروت التى يقدمها الفيلم تحت وصف «باريس الشرق»، والقاهرة التى يقدمها تحت اسم «هوليوود العالم العربى».

ورغم طبيعتها الصارمة وعدم اعتماد أى مصادر للترفيه، فإن الفيلم يقتحم العاصمة السعودية «الرياض» وقد صور مخرجه بعض المشاهد هناك، بل قدم عرضا للستاند أب كوميدى الذى يقدمه هناك، وهو ما علق عليه: «وجدنا الأمن السعودى الدينى فى كل مكان، ولم نستطع كشف الهدف من زيارتنا وأننا نعمل فى مجال السينما أو الترفيه، وسنصور فيلما عن الطبيعة المرحة للمسلمين، بل دخلنا البلاد كأننا استشاريون لبعض العاملين فى تصوير الأفلام الدينية، حتى نستطيع تمرير الكاميرات والمعدات التى كانت بصحبتنا».

ولا يحاول الفيلم الخوض فى أحاديث جادة أو إضافة أى رتوش أو أبعاد سياسية على مضمونه، فقط يتحدث عن الطبيعة البشرية العادية للمسلمين فى إطار كوميدى، كما يضم بعض المشاهد لعدد من زملاء أحمد من ممثلى «ستاند أب كوميدى» فى الولايات المتحدة ممن لهم أصول عربية، والذين حرصوا على مساندته فى أولى تجاربه الإخراجية، وتصحب الكاميرا كلاً منهم فى زيارة لمسقط رأسه بين أصدقائه، أو وهو يقف على خشبة المسرح ليرتجل برامجه أمام جمع من الجمهور فى خفة ظل واضحة يتمتعون بها، ومن هؤلاء الممثلين «أوميد دجاليلى» و«توم بابا» و«سباستيان مانسيكالكو». أضاف أحمد: إن نوعية التمثيل عبر ستاند أب كوميدى التى تقوم على مواجهة الجمهور وخفة الظل والارتجال هى التى شجعته على تقديم تجربة الفيلم، لأنها تضم شبابا وتشجع على التواصل بينهم وعبور الحدود الجغرافية حتى لو كانوا من جنسيات مختلفة، ويجرى تقديمها بإيقاع حيوى يناسب لغة العصر الذى نعيشه، لكن مشكلتها أن الأجيال المتقدمة سنا لم تصل لها بعد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل