المحتوى الرئيسى

سقوط الخطوط الحمراء فى مباراة الإسكندرية

06/17 13:54

حسن المستكاوي

فوضى وبلطجة وكارثة وانهيار أخلاقى، وسلوك مشين، وروح رياضية رحلت عن العقول، وقيادات رياضية شاخت فى مواقعها أو لا تصلح لمناصبها، لأنها تركب موجات جماهيرها، وتخشى مواجهتهم، ويطلقون تصريحات ترسخ مفاهيم خاطئة، تزيد الاحتقان وتشعل النار.

وقد فوجئت أن د. عفت السادات رئيس نادى الاتحاد السكندرى يحاول أن يشيع وقوع ظلم من الحكم النمساوى الذى أدار مباراة فريقه مع وادى دجلة، ولم يكن ذلك صحيحا على الإطلاق. وحين لم يكن ذلك مقنعا بدأ يتحدث عن المادة 18 التى تذكرها الجميع بسبب الهبوط.. فما هى علاقة تلك المادة باقتحام الملعب رفضا للهزيمة؟

لا ظلم ولا يحزنون وقع على الفريق، وأجدر بإدارات الاتحاد أن تراجع أسباب خسارة الفريق لعشرات النقاط فى الدور الأول للدورى، وأيضا أسباب ابتعاد هذا النادى العريق عن دائرة المقدمة طوال سنوات مضت وقبل أن تولد المادة 18 أو يعرف بها الفيفا أصلا ويعلن عنها.. إن الاتحاد يعانى سكرات الهبوط منذ سنوات.. فلماذا لم تعالج إداراته المتعاقبة هذا الخلل الذى ضيع هيبة الفريق العريق؟

أكرر كما ذكرت من قبل أننى مع تطبيق المادة، بهدف الإصلاح الشامل والحقيقى، وليس بانتهازية المدعين بالإصلاح.. ثم كيف تريدون المساواة بين البطل وبين الذى لا يستحق بطولة.. وكيف يستوى أن يرى الجميع أنهم أوائل.. كيف نساوى بين البليد وبين المتقدم والمجتهد.. ما هذا العدل الفكاهى.. ما هذا التهريج..؟

هل أعيد نشر التحذيرات التى أطلقتها من الفوضى، وأخطار الهجوم على التحكيم والتشكيك بهم؟ هل أعيد كلمات وأسطر عمرها سنوات أكدت فيها أن المشكلة فى البشر والأشخاص الذين يديرون الرياضة وليست فى اللوائح والقوانين التى نفصلها ونخترعها من أجل تقييد الأشخاص؟!

أكتفى بتذكيركم بما سجلته هنا يوم 12 يونيو الحالى، وقبل أن يقتحم بعض جمهور الاتحاد الملعب: «فى جميع الأحوال موضوع الانسحاب من البطولة والتهديد به، يتكرر كثيرا الآن، ويبدو كأنه مقدمات وإشارات، وهذا يوحى بأن هناك مخططا مؤسفا لأنه يجرى فى ساحة المنافسة الشريفة مهما كانت أخطاء الحكام شأن العالم كله، وأختصر هذا المخطط فيما يلى: «إما الفوز بدرع الدورى وإما البقاء فى الدورى أو إفساد المسابقة».. أعوذ بالله.. أرجو أن أكون على خطأ ؟!

للأسف لم أكن على خطأ.. فالشواهد كلها كانت تؤكد لى أن ما جرى سوف يجرى. خاصة أن لا أحد يعترف بتقصير أو بخسارة، وأن بعض الإعلام زرع التعصب لأنه يخاطب الناس من مواقع المشجعين، كما أنه إعلام داعب مشاعر جمهور الاتحاد، وظل يداعبها بالإعلان قولا ونصا عن صعوبة هبوط فريق الاتحاد، وأنه كيف يكون هناك دورى بدون «سيد البلد» كما ظلوا يرددون، علما بأن «سيد إيطاليا يوفنتوس» عوقب وهبط، مما أعطى انطباعا بأن الاتحاد لا يمكن أن يهبط..

وهو للأسف جدا إعلام يقدمه نجوم، ولهم تأثيرهم على المشاهدين، وزاد هذا الإعلام من حدة الاحتقان بتخصيص مساحات لتوجيه اتهامات للتحكيم..كل الحكام، حتى طالت الانتقادات الأشقاء العرب، وها هو حكم نمساوى يتعرض للاعتداء مع طاقمه، فهل هناك تشويه أكبر من ذلك للكرة المصرية.. وهى الكرة المصرية، حتى لا يقحم أحد ما حدث بالإسكندرية اسم مصر فيما جرى، ولا يقحم جماهير الاتحاد العريضة، فالذين هبطوا من سماء الاستاد واعتدوا وضربوا وحطموا لا يمثلون كل جماهير الفريق وهم بالملايين.. وأثق أنهم يستنكرون تلك الفوضى والانفلات والبلطجة التى وقعت باستاد الإسكندرية وكان من أخطر مظاهر البلطجة الاعتداء على ضباط ورجال الشرطة، دون أن ترد قوات الأمن بقوة وحسم بتأثير إعلام آخر لم يدرك بعد خطورة تغييب الشرطة، واتهامها المستمر بدورها فى الدولة البوليسية فى ظل النظام السابق، وهؤلاء يحاسبون الأمن حين يتصدى للبلطجية بقوة وصرامة.. وهؤلاء لا يدرون أنهم يقودون البلد إلى كوارث حين تكون الدولة بلا أمن.

هل تنتبهون؟.. البلد الآن فى أشد الحاجة إلى قانون صارم، وإلى خطوط حمراء حقيقية يمنع تجاوزها بكل حسم وعنف.. أما كرة القدم والرياضة بشكل عام بسبب تأثيرها الواسع وردود الفعل تجاه أحداثها فإنها فى أشد الحاجة إلى عملية جراحية تخضع لقانون الطوارئ.. لأنه لن تستقيم الرياضة وهى بلا أخلاق.

* نقلاً عن صحيفة "الشروق" المصرية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل