المحتوى الرئيسى

رامي الحمد الله يحجب موقع دنيا الوطن في مثل هذا الوقت!بقلم:فهمي شراب

06/16 11:05

رامي الحمد الله يحجب موقع دنيا الوطن في مثل هذا الوقت!

فهمي شراب*

في الوقت الذي تتسع مساحات الحرية والفضاء المعرفي عبر أدوات جديدة عصرية كالشبكة العنكبوتية، وتنقشع سحابة الحظر للكتب التي كان يحظر نشرها بسبب قمع النظام وأسلوبه او المواقع التي عرف عنها أنها تنشر بشكل متوازن للجميع وبشكل اقرب للحيادية، حيث الحيادية مفهوم إنساني نسبي، نجد بعض من يفكر بنفس العقلية الأمنية القديمة ، التي تبنى على عقيدة أمنية بوليسية، فنجد رئيس جامعة النجاح د. رامي الحمد الله يحظر موقع دنيا الوطن، وبدون مقدمات، ويسمح لمواقع اخرى كثيرة مشابهة ، مما يدفع البعض للتفكير بان قرار رئيس الجامعة غير مستقل وقد يكون ناتج عن تعاطفه مع دوائر أخرى لا ترضى على دنيا الوطن، وفي كل الحالات فمنهج التعاطي الأمني مع الإعلام قد أكل عليه الزمن وشرب، وأن التفكير بعقليات القمع والحجب والتعتيم أصبح جزءاً من تاريخ أسود لن يعود.

والخاسر الوحيد هو الذي ينعزل ويحاصر نفسه وينغلق على الآخرين، فمدينة أثينا التاريخية سقطت عندما اقتنعت بأنها الأفضل فانغلقت على نفسها وحاصرت نفسها ومواطنيها مكتفية بمقدراتها وخيراتها، ولم تدر عن تقدم الأمم الأخرى المجاورة لها شيئا، فتم غزوها من اقرب جيرانها وسقطت.

عقلية الحظر و الحجب هذه تعتبر سمة للأنظمة التوتاليتارية الرجعية التي هي في طريقها للسقوط، فالكلمة التي كانت مقموعة ومقهورة باتت لها صوت، انها صوت الجماهير التي زحفت الى المقرات المكتوب عليها " ممنوع الاقتراب او التصوير" وقد عرفت طريقها للتخلص من رموز الدكتاتورية والانانية والاستبداد والتي لا تخدم الا مصلحتها فقط ومصلحة ذويها. والان تشابكت الجماهير مع الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، من كونها أداة للترفيه، والتواصل الاجتماعي، إلى أداة للتنظير والتنظيم والقيادة، ثم إلى وسيلة فعّالة لنقل الحدث، ومتابعة الميدان، ومصدراً أولياً لوسائل الإعلام العالمية.

ولو ان كل فرد اراد ان يقاطع ويحظر من يختلف معه في بعض الافكار او المواضيع فسيجد نفسه محاصرا ولا احد حوله، وما يقال عن الفرد يمكن قوله عن المؤسسة ايضا حيث الفرد صورة مصغرة عن المؤسسة وعن الدولة كما جاء في وصف ابن خلدون في دراسته للعلاقة وأوجه الشبه بين الفرد والدولة.

ان العنصر القاتل في هذه الأيام عنصر التعصب الأعمى والولاء للفرد الذي يحكم ويسود المؤسسة ويعتبرها ملكا له، والتعصب من صفات الجاهلية الاولى وقد نهينا عنه، ومن بقية العناصر القاتلة في مجتمعنا هذا مفهوم " عبادة الشخصية" وشخصنة المؤسسات التي لا نجدها في الدول المتقدمة، فالرجل الذي يترأس جامعة عندنا يعتبرها جزءا من ممتلكاته وله الفضل الاول في استمرار بقائها وديمومتها، بينما في الدول المتقدمة فيعتبر نفسه مثل أي عنصر في الجامعة او المؤسسة ولا يستعمل مزايا الجامعة وخدماتها من اجل مصلحته الشخصية ويجب ان يمثل جميع الطلاب وليس جزء معين!، بل يسخر ما يملك من وقت وفكر ومال من اجل المصلحة العامة ومن اجل مصلحة الجامعة والمؤسسة. لذا تقدمت الدول وتأخرنا نحن ..

كاتب وأكاديمي

[email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل