علي الطريق

خصصنا ملياري دولار لمشروع مصر العلمي ووقع الاختيار علي العالم العالمي الأمريكي من أصل مصري أحمد زويل لادارته ولكننا حتي الآن لم نعرف بعد الأهداف العلمية لهذا المشروع وكيف سيسهم في نهضة مصر علميا واقتصاديا؟

نجاح هذا المشروع الذي نعول عليه كثيرا مرتبط بخطة طموح وواقعية تنظر لظروف مصر حاليا وتحدد مجالات بعينها للاستفادة من تلك الأبحاث العلمية حتي لايكون هناك فصل بين ما يدور في المعامل البحثية وما نحتاجه علي أرض الواقع.

قد يري البعض أن مصر تحتاج للدخول في مجالات علمية جديدة واكتساب خبرات في مجالات مثل النانو تكنولوجي والخلايا الجذعية وبدائل الطاقة المتجددة وهي حقيقة لا ننكرها ولكن ما تحتاج إليه مصر لا يقف عند تلك الحدود.

لدينا قطاع زراعي واسع يسهم بدرجة كبيرة في توفير الغذاء ويوفر فرص عمل لقطاع كبير من السكان. ورغم إدراكنا لقلة العائد الاقتصادي للزراعة قياسا علي عائدات برمجيات الكمبيوتر فان الاهتمام بهذا القطاع ضرورة لأسباب اجتماعية ولضمان توفير الغذاء الذي هو أحد عناصر الأمن القومي لمصر, خاصة أن هناك تقارير تتحدث عن سلالات جديدة كثيفة الانتاج يتم اختبارها في معامل دولية بغرض احتكار سوق الغذاء العالمية.

لدينا أيضا قطاع للغزل والنسيج, وقطاع للأدوية, ونسعي لاقتحام الصحراء ونحتاج لتحلية المياه.. مجالات أظنها في حاجة لبعض( وليس كل) الجهود العلمية المقبلة.

اعتقد أننا بحاجة لحوار مجتمعي راق حول أولويات مصر العلمية في المرحلة القادمة لتكوين رؤية واضحة مرتبطة ببرامج التنمية المستقبلية لضمان اقصي عائد من البرنامج العلمي الطموح.

يتبقي أن نسأل الدكتور زويل حول رؤيته للأهداف الاستراتيجية لهذا المشروع وهل سيكون انتاج تكنولوجيا مصرية خالصة أم الاكتفاء بدراسة وفهم ماتوصل إليه الآخرون إلي جانب بعض التطبيقات؟

وسؤال آخر: إذا رأت مصر ضرورة للدخول في مجال بحثي معين لأهميته ورأت جهات في الولايات المتحدة أن مثل تلك الأبحاث تضر بمكانتها العلمية. ماذا سيكون موقف الدكتور زويل؟
[email protected]