المحتوى الرئيسى

د. زكي سالم يكتب: جنرالات بلا جنود!

06/15 21:50

نـشر هـذا المقال فى صحيفة الدسـتور فى شهر مارس من عام 2007 م . : -

" فى أعوام الثمانينيات من القرن الماضى ، وخلال السنوات الأولى لحكم الرئيس مبارك ، كان ثمة شـعور عام  باتجاه مصر نحو التحول الديمقراطى ، فحينئذ كان الرئيس مبارك يؤكـد لنا إنه سيحكم مصر لفترة واحدة فـقط ، وكان يزعم أيضا إن الكفن بلا جـيوب !

وقد حدث فى ذلك الوقت أن اجتمع رؤساء أحزاب المعارضة ، وأقاموا لقاءات حزبية ، ومؤتمرات صحفية ، وقالوا كلاما مهما فى سبيل تحقيق الخطوات الأولى للتحول الديمقراطى ، ثم انتهت هذه الاجتماعات جميعا بالاتفاق على كتابة مذكرة شاملة تحتوى على مطالب الأحزاب السياسية والقوى الوطنية والشعبية ، لتقديمها إلى السيد رئيس الجمهورية .

وذهب زعماء المعارضة وقادة الأمة إلى القصر الجمهورى فى الموعد المعلن عنه فى الصحف الحزبية لمقابلة السيد الرئيس وتسـليمه مطالب الأمة . فماذا حـدث ؟

أمام باب القصر الجمهورى وقف السادة : فؤاد سراج الدين ، وإبراهيم شكرى ، وخالد محيى الدين ، ومصطفى كامل مراد ، وغيرهم ! وقفوا جميعا فى انتظار أن يستقبلهم السيد الرئيس ويستمع إليهم ليعرف مطالب الشعب لتحقيق الديمقراطية التى يتحدث عنها الرئيس كثيراً !  كانوا يتوقعون أن يُحسن الرئيس استقبالهم ، ويتسلم منهم المذكرة ، وينظر فيها ليحقق مطالب الأمة . وإذا حدث أن انشغل الرئيس عن استقبالهم بنفسه ، فعلى الأقل سيلتقى بهم السيد رئيس ديوان رئيس الجمهورية ، ويتسلم منهم المذكرة ليقدمها إلى الرئيس فوراً .

ولكن لا شىء من ذلك حدث !  فلا أحد وقف لاستقبال زعماء الأمة ! ولا سُمح لهم بدخول القصر الجمهورى !  ولا خرج أحد للقائهم ! وهكذا لم يجدوا أمامهم سوى قوات الأمن التى منعتهم من الدخول ، إذ تعجب رجال الأمن جداً كيف يذهب مجموعة من المواطنين لمقابلة رئيس الجمهورية !

وهكذا عاد هؤلاء الزعماء الكبار دون أن يتمكنوا من تقديم الورقة التى يحملونها معهم إلى أصغر عسكرى واقف على باب القصر !

فماذا صنع قادة الأحزاب للرد على هذه الإهانة الموجهة إليهم شخصياً ، والموجهه أيضا إلى الشعب المصرى  و مطالبه المشروعة؟

أنت بالتأكيد - يا صديقى القارئ - تتذكر أنه لم تقم ولا مظاهرة واحدة للرد على إهانة من يمثلون الأمة! وهكذا يتلقى شعبنا الإهانة تلو الأخرى!

فلماذا تذكرت هذه الأحداث المهينة الآن ؟!  ثمة أسباب أو إهانات كثيرة يستدعى بعضها بعضا ! فمنها طريقة تعامل الحكومات الإسـرائيلية المتتابعة مع دولة الرئيس مبارك وولده ! وكذلك طريقة التعامل الأمريكية، وغيرها الكثير و الكثير!

والآن برغم إرادة النخبة الواعية وجموع المثقفين وقوى المعارضة ومختلف التيارات السياسية وأكثر من مائة عضو من أعضاء البرلمان، ها هى حقوق الشعب وحـريته يتم سـلبها دسـتورياً أمامنا جـميعاً !!!"
هذا ما كنا نعيشه كل يوم قبل 25 يناير، لأن النخبة كانت بعيدة جدا عن الشارع ، والآن وبعد نجاح ثورتنا المجيدة ، والتى قام بها شعب مصر بلا قيادة ولا جنرالات، ها نحن نواجه – مرة أخرى – الكثير من المشاكل مع القيادات والجنرالات ! ولكن شعبنا سينتصر فى النهاية، فالثورة مستمرة حتى نحقق الديمقراطية الكاملة ، وعندئذ ستصبح كلمة الشعب ( صوت الحق ) هى العليا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل