المحتوى الرئيسى

سقوط الوهم من الجولان ... إلى يافا بقلم علي المزعل

06/15 21:35

بقلم علي المزعل

عبر سنوات الصراع الطويل مع المشروع الصهيوني العنصري ومنذ بداياته الأولى في فلسطين العربية حاولت القوى الدولية المهيمنة أن تزرع في الوجدان العربي بذور الاستسلام والخوف والهزيمة من خلال الدعم المتواصل لهذا الكيان الهجين وعبر سلسلة من المذابح والحروب والاغتيالات والتدمير والاقتلاع ... الأمر الذي جعل النظام الرسمي العربي ولا سيما عرب الاعتدال القبول بالأمر الواقع وترويض الشعوب من أجل إضفاء الشرعية على هذا الكيان العنصري منطلقين في كل ذلك من هزائمهم الفكرية والوجدانية ومن استحالة التصدي لهذا الكيان بوصفه قوة لا يمكن قهرها !!

وبمرور الوقت ارتبطت الكثير من الأنظمة العربية بعجلة القوى الدولية المهيمنة وصارت مصالحها ووجودها رهن باستمرار المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة ... وأكدت ذلك عبر توقيعها لاتفاقات السلام ووضع الممارسات السياسية لأنظمتهم في خدمة المخططات التي اعتقدوا أنها ستفضي إلى التطبيع مع العدو الصهيوني وصولاً إلى إنهاء الصراع وقبول الكيان الغاصب ودمجه عبر نسيج المنطقة، وتصفية القضية الفلسطينية بعد إجهاض روافعها الأساسية باعتبارها قضية العرب الأولى التي يتوقف عليها مستقبل العرب وقدرتهم على النهوض.

وفي مقابل ذلك، وفي مواجهة النظام الرسمي العربي ومحاولاته المستميتة لترسيخ القوة الأسطورية لهذا الكيان ... كانت الحركة الشعبية العربية وبعض الأنظمة الوطنية وفي مقدمتها سورية العربية تؤكد في كل يوم أن هذا الكيان ليس إلاّ وهماً يمكن إسقاطه إذا ما توافرت شروط الصمود والمقاومة والإصرار على الانتصار .. وقد تجلى ذلك عبر المعارك المتواصلة التي خاضتها سورية وقوى المقاومة منذ اللحظات الأولى لقيام ما يسمى (( دولة إسرائيل)) على ارض فلسطين.

فمن حرب الإنقاذ عام 1948 إلى معارك التوافيق 1960 ومعارك تل النيرب 1962 ومعارك الطيران فوق بحيرة طبرية 1965 وحالة الاشتباك اليومي على طول جبهة الجولان وصولاً إلى معارك الحرية عام 1970 وحرب تشرين التحريرية عام 1973.




ونهوض الكفاح المسلح الفلسطيني في أعقاب هزيمة حزيران عام 1967 واحتضان سورية العربية لحالة المقاومة العربية في المنطقة التي أفضت إلى انتصار المقاومة في لبنان وغزة وتعضيد النهج المقاوم في مواجهة كل حالات العدوان والهيمنة في فلسطين والعراق ولبنان والجولان وعبر تلك الوقائع استطاعت سورية العربية وقوى المقاومة والحركة الشعبية الناهضة على امتداد الوطن الكبير أن تؤكد إن هذا الكيان ليس إلاّ وهماً يمكن إسقاطه وأنه لم يعد القوة الضاربة التي لا يمكن قهرها كما حاول عرب الاعتدال أن يزرعوا في نفوسنا .. ولعل السقوط المريع لنظرية الأمن الصهيوني تجلت بأبهى صورها يوم الخامس عشر من أيار الذي لم يكن حدثاً عابراً.. بل كان إعلاناً لتأسيس مرحلة نضالية جديدة .

إن مشهد الزحف العربي على جبهة الجولان ولبنان ومصر والأردن كان رسالة قوية إلى العالم أجمع حين أستطاع الشبان العرب أن يجتازوا خطوط الدفاع وحقول الألغام ليحققوا حالة الالتحام الأسطوري مع أهلنا في الجولان المحتل وفلسطين العربية ... ولعل وصول الشاب حسن حجازي إلى مدينته الخالدة يافا عبر الجولان بكل مايحمل من رمزية المقاومة والإصرار ما يؤكد لنا هشاشة هذا الكيان ويعمق في وجداننا الإيمان المطلق بحتمية الانتصار وإسقاط هذا الوهم الذي حاول الكثيرون أن يزرعوه في نفوسنا على امتداد سنوات الصراع.

وإذا كان حاجز الخوف قد تهاوى تحت أقدام الشبان العرب من الجولان إلى يافا ... فعلينا أن نفهم تماماً ما تتعرض له سورية اليوم من محاولات يائسة لضرب استقرارها وإجهاض برنامجها الإصلاحي الذي أعلنه السيد الرئيس، وأشغالها بقضايا داخلية تحول دون مواصلة الدعم لقوى المقاومة العربية في كل أقطارها وصولاً إلى هيمنة المشروع الصهيوني الأمريكي على المنطقة..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل