المحتوى الرئيسى

ثور للنّساء فقط بقلم:صلاح حميدة

06/15 21:35

ثور للنّساء فقط

صلاح حميدة

تهزّ الثّورات عدداً من الدّول العربية مرعبةّ الأنظمة خوفاً من وصول مدّها إليها، وتتهيّب وتستعد الأنظمة لهذا الموج الهادر على مدار السّاعة. ولكن في المملكة العربية السّعوديّة يوجد ثورة من نوع آخر، ثورة للنّساء فقط، ثورة ذات مطلب محدّد، ثورة غريبة من نوعها في العالم كلّه، وليس في العالم العربي فقط. ومن المعروف أنّ النّساء السّعوديّات ممنوعات من قيادة السّيّارات، ويتمّ تخصيص سائق لمن ترغب بركوب سيّارة خاصّة، أو أنّها مجبرة على ركوب سيّارة يقودها رجل قريب لها، أو السّفر عبر وسيلة مواصلات عامّة، أو السّير على الأقدام.

كان هذا الموضوع - ولا يزال- محل جدل واسع في الدّاخل السّعودي وفي الخارج أيضاً، وكان يتمّ إخماد أي جدل في الموضوع داخل السّعوديّة، من باب أنّ التّقاليد لا تسمح بقيادة المرأة للسيّارة، مع أنّ المرأة في الجزيرة العربية كانت تركب الحصان والحمار والجمل، وكانت تغير من خلال الخيل في الحروب، كما أنّ الدّين الإسلامي لا يمنع المرأة من القيادة، فبأيّ حجة عرفية أو دينيّة يمكن تبرير هذا المنع؟.

فهل يجوز خروج المرأة -في العرف والدّين- مع سائق غريب؟ أم أنّ الشّرع والعرف يوجبان أن تقود هي سيّارتها بنفسها؟ الشّرع والدّين يفيدان باستهجان الإصرار الحالي على منع المرأة من قيادة السّيارة، وينضمّ المنطق لهما في نفس الخانة، بل يتمّ التّندّر في العالم كلّه على الإصرار الغريب على الإستمرار في هذا المنع، بل واعتقال من تضبط ب " الجرم المشهود" وهي تقود سيّارة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل