المحتوى الرئيسى

احصلوا على 51% من الاصوات ولكم 100% من المقاعد بقلم:جادالله صفا

06/15 19:53

احصلوا على 51% من الاصوات ولكم 100% من المقاعد

حتى هذه اللحظة ما زالت كل المحاولات الرامية الى وحدة الجالية الفلسطينية ومؤسساتها بالبرازيل تصطدم بموقف الرفض والتعنت، رغم استفحال الازمة التي تمر بها منذ سنوات.

تعمل الجهة المهيمنة والمسيطرة على قيادة الاتحاد حاليا بالترتيب لعقد مؤتمرا قد يكون قبرا للمؤسسة الفلسطينية بالبرازيل ومدمرا للجالية ووحدتها، وهذا يفترض على سفارة فلسطين ان تأخذ بعين الاعتبار بان قوتها باستمرار المؤسسة الفلسطينية فاعلة وناشطة، وان العشائرية والفردية والتفرد والنفاق والكذب بالتمثيل لا تعطي السفارة والسفير الا خيبة امل وتراجع بدور القضية الفلسطينية، وهذا ملموس وواضح، فالاتحاد وهيئته الادارية لم يزرعوا الا خيبة الامل والضياع للقضية الفلسطينية خلال فترة السنوات الاربعة الماضية.

ان مناشدة الطرف المهيمن والمسيطر على المؤسسة الفلسطينية من اجل مراجعة موقفه من اجل حوار لاخراج الاتحاد والمؤسسات من ازمتها المستفحلة، لا تأتي من منطلق الضعف او الترجي، وانما من منطلق الحرص على المؤسسة والجالية واستمرار طرح القضية، وهنا ياتي السؤال التالي: ما الذي يخيف الطرف المهيمن من اجراء حوار بمشاركة القوى واصحاب الرأي والمؤسسات الفلسطينية لأخراج المؤسسة من ازمتها؟ فهنا يكمن سر استمرار الازمة.

في حديث لي مع احد ابناء الجالية الفلسطينية حول ازمة الاتحاد والبحث عن حلول، يقول "ان حركة فتح فقدت من قاعدتها الجماهير نسبة كبيرة تمنعها من التمتع بالاغلبية، اضافة لخلافاتها الداخلية، وان خسارتها البلديات بفلسطين والمجلس التشريعي كانت نكسة كبيرة لها، فهي بذلك لن تخوض اي انتخابات ديمقراطية لا تضمن لها الفوز باغلبية مطلقة، ورغم انها تسيطر على المؤسسة الفلسطينية وعلى القرار الفلسطيني هنا او هناك فهي ترفض الديمقراطية التي تسبب لها الخسارة، لهذا السبب الحوار بالبرازيل مرفوض وممنوع" هذا ما قاله المهاجر الفلسطيني.

رغم اهمية ما ذكره هذا المهاجر الفلسطيني، فهنا اود التأكيد، ان وحدة جاليتنا ومشاركة كل الاراء والمؤسسات الفلسطينية المستبعدة وابناء الجالية المرفوض مشاركتهم، هي مهمة اولوية يجب العمل على ازالتها، فقضيتنا بكل تاكيد ستعود الى موقعها الريادي بوسط الجالية الفلسطينية اولا وبالوسط البرازيلي ثانيا في حال احسنا بذلك، وان استخدام الفيتو على المشاركة، وانتقاء الافراد للمؤتمر القادم بالطريقة الالتفافية التي استخدمت قبل اربع سنوات لا تجدي نفعا، وانما مزيدا من الضرر.

كنت قبل فترة رفعت للسفير الفلسطيني قائمة تتكون من ستة اسماء لا احد يجرؤ بالبرازيل بالحديث عنهم بسوء، اثنين منهم مستشارين لرئيس الاتحاد، واحدهم سفير سابق لفلسطين، واخر كان من منظمي عدة مؤتمرات سابقة للجالية ومن انصار حركة فتح، واخر نائبا لرئيس الاتحاد، اما الرابع فان الرئيس ابو مازن كرمه بميدالية شرف سلمها السفير الفلسطيني له قبل ايام، واعود لاكرر هذه الاسماء على السفير الفلسطيني ليأخذ دوره الوطني والحريص على المصلحة الوطنية وممارسة ضغطه على قيادة الاتحاد لتأخذ هذه المجموعة المقترحة دورا من اجل وضع الية لاجراء انتخابات ديمقراطية وشفافة لتقوم الجالية الفلسطينية من خلال مؤسساتها باختيار مندوبيهم للمؤتمر القادم.

السفير يعرف جيدا ازمة الاتحاد والجالية، ويعرف جيدا ان انحيازه الى جانب قيادة الاتحاد ( الصبيان- ومرتزقة ساوبولو) كان له دورا سلبيا بالعلاقات الفلسطينية، فهو يعرف ماذا حصل بالبرازيل نهاية العام الماضي اثناء تواجد الرئيس محمود عباس بالبرازيل، وما زال يتذكر ماذا حصل عندما زارت رئيسة بلدية رام الله البرازيل ايضا، كذلك عندما رفضوا ابناء الجالية الفلسطينية بساوبولو زيارة السفير لاقامة نشاطا بالمدينة باقتراح مقدم من بعض المؤسسات من المدينة، اضافة لزيارته الاخيرة لولاية سانتا كاترينا وموقف ابناء الجالية هناك، وغيرها من التجمعات الفلسطينية التي يعرف السفير الفلسطيني موقفها سواء بمدينة ليفرمنتو او الفوز دو اغواسو، فهذا يفرض على السفير اعادة النظر بكيفية التعامل والتعاطي مع الوضع الفلسطيني وكيفية اقامة العلاقات بظل الاحتقان القائم للتقليل منه.

فاود ان اطمئن هذا النهج الذي لا ينشر الا الانقسام والحقد والاحتقان، ان يدعو الى انتخابات ديمقراطية شفافة لاختيار الجالية لمندوبيها الى المؤتمر القادم، فأذا رأوا ان مندوبيهم للمؤتمر القادم يفوزوا سبعة اصوات للمندوب، ومندوب المعارضة يفوز بعشرة اصوات فليكن لهم ذلك، واذا حصلوا على 51% من اصوات مندوبي المؤتمر بانتخابات الهيئة الادارية فلهم كل مقاعد الهيئة الادارية للاتحاد، بشرط ان يكون ذلك من خلال عملية ديمقراطية شفافة ومحترمة متفق عليها دون تزييف او انتقاء، من اجل المؤسسة الفلسطينية والجالية ووحدتها، ففلسطين بحاجة الى وحدة جاليتنا بوقت تشتد بها الهجمة الصهيونية على القضية الفلسطينية وتحاصر قضيتنا اعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا بالبرازيل، من اجل ان تكون الخلافات من الماضي وليكن المستقبل نورا تضيء به سماء فلسطين، فهل هناك من يقرأ ويفهم ويستوعب ويخاف من المستقبل والتاريخ؟

Comments

عاجل