الثورات العربية: مطلوب رجال وليس التدخل الأمريكي!!بقلم ابو حمزة الخليلي

مع كل الأمل الذي تحمله الشعوب في المنطقة العربية نتيجة الثورات العربية والتي نجحت بإقصاء بعض الأنظمة المستبدة والسير على طريق إنهاء بعضها الأخر إلا أن هذه الثورات تحمل الكثير من المؤثرات السلبية وهي مؤثرات جذرية ومن أهم هذه المؤثرات السلبية هو التدخل الأجنبي وتحديدا التدخل الأمريكي الذي أصبح يطلبه الثوار أو الحركات الشبابية المطالبة بالتغير بشكل علني دون أي وازع أخلاقي أو ديني والغريب أن هذا التدخل أصبحت تطلبه الأحزاب الدينية التي كبرت وترعرعت من خلال العداء التقليدي للإدارة الأمريكية وتدخلانها في المنطقة العربية, والغريب أن هذه الأحزاب وعلى رأسها جماعة الأخوان المسلمين باتت تطالب وتدعم المطالب التي تنادي بهذا التدخل الذي وصل إلى التدخل العسكري تحت ذريعة حماية المدنيين من بطش الحكام وكأن الإدارة الأمريكية أصبحت هي المخلص الوحيد لهذه الشعوب من سطوة حكامهم وهي الدولة الإنسانية والحريصة على الشعوب العربية والإسلامية وعلى دماء المدنيين والمعذبين في الأرض,وعليه فقد قامت هذه الأحزاب والجماعات ومن خلال هذه السياسية أن تبرا الإدارة الأمريكية من كل المذابح التي قامت ولا تزال تقوم بها ضد أبناءنا على امتداد الوطن العربي ابتداء من العراق وأفغانستان والباكستان ومن خطيئة الدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه هذه الإدارة الأمريكية لدولة الاحتلال الإسرائيلي وتسترها على الكثير من جرائمها في فلسطين ولبنان وغيرها من المناطق العربية, ووقاحتها المتمثلة بإجهاض الكثير من القرارات الدولية التي كانت من الممكن إن تدين هذا الاحتلال على هذه الجرائم التي كانت اخرها جريمة الحرب على غزة.

هل تستطيع هذه الأحزاب والجماعات أن نجينا ماذا سيكون شكل الحاكم العربي أو النظام السياسي العربي الذي سيعتلي الحكم من خلال الدعم الأمريكي وما هي حدود الصلاحيات التي يتمتع بها وما هو مدى سيطرته على المقدرات المالية والطبيعية, أليس من بديهيات الأمور أن هذا الحاكم العربي الذي استعان بالأمريكان للوصول إلى الحكم سيكون مسلوب الإرادة أمام الإدارة الأمريكية وسيكون الحكم الحقيقي بيد السفير الأمريكي في ذاك البلد الذي تحرر من نظامه السياسي المستبد ليجد نفسه أمام احتلال أمريكي بطريقة التحكم عن بعد وسيكون الاقتصاد بيد هذا السفير بحجة دفع فواتير التدخل والعمل العسكري.