المحتوى الرئيسى

نائب بطريرك الأقباط الكاثوليك بمصر:"المارد السلفي" خرج من القمم وأتوقع مزيدا من الفتنة

06/15 11:38

قال الدكتور الأنبا يوحنا قلته، نائب بطريرك الأقباط الكاثوليك فى مصر، إن المارد السلفى خرج من " لقمقم" وإنه يتوقع مزيدا من حوادث الفتنة الطائفية.
وأكد قلته فى حوار لـ" الستور الأصلي" إن قانون الأحوال الشخصية الموحد، لم يطرح للنقاش على لجنة العدالة الوطنية التابعة لمجلس الوزراء، والمعنية بقضية الافتنة الطائفية، لأن الطوائف المسيحية لم تصل لاتفاق حول القانون .
وأضاف، أنه يؤيد مرسوم قانون دور العبادة الموحد، الذى يعتزم مجلس الوزراء اصداره. وقال :" كنت أرى ضرورة رفع المسافة بين دور العبادة الى 1500 متر وليس كيلو متر فقط ".. وفى نص الحوار العديد من التفاصيل.

أين الكنيسة الكاثوليكية من ثورة 25 يناير؟
الكنيسة الكاثوليكية، دعت شباب الثورة مرتين فى الكاتدرائية الكبرى، وحضر اليها بطريرك الكاثوليك فى مصر وصلى على شهداء الثورة مسلمين ومسيحيين، وكتبنا اسماء 102 شهيدا، وعلقناها على المذبح .. كما اشترك البطريرك فى عدة محاضرات فى ألمانيا وفرنسا للدفاع عن الثورة وتوضيح الامور .. بقدر حجمنا .. بقدر اشتراكنا.

كيف ترى ما أعقب الثورة من أحداث طائفية؟
لقد خرج المارد السلفى من القمقم، بعد طول حرمان .. وبعد كبت .. وبعد فترة طويلة قضوها فى السجون .. وقد وجدوا انفسهم، فجأة، على الساحة، دون ان يستوعبوا تطور المجتمعات وتغير الاوضاع، وظنوا انهم لايزالوا فى عصر الارهاب والتكفير والهجرة، فقاموا بما قاموا به ضد الأقباط. لكن اعتقد انهم الآن، ادركوا أننا ندافع عن 5 ملايين فلسطينى، وعودة اللاجئين، فكيف لهم ان يطالبوا بطرد المصري المسيحي من أرضه وأرض آبائه وأجداده.. فالأقباط شركاء اخوانهم المسلمين فى هذا الوطن، ولا يوجد عائلة قبطية اليوم، دون أن تجد فيها مواطن مسلم، والعكس أيضا.. فالواقع يختلف تماما عن الصورة المطبوعة فى أذهانهم والتى يقرأوا عنها فى الكتب.

فى خضم أحداث كامليا شحاته ومن بعدها احداث امبابة، عاد الحديث حول وجود أسلحة داخل الكنائس، وهناك أفعال دعمت هذا الاتهام. فما حقيقة ذلك؟
 أولا .. لا يعقل أن امرأة تهز 80 مليون مصري، وكان يكفى استجوابها أمام جهة محايدة، هل هى مسلمة ام انها لا تزال مسيحية؟.. أما موضوع الاسلحة، فهو عار تمام من الصحة، وللدولة الحق، فى أن تفتش داخل الكنائس والأديرة ، إذا وجدت شبهة فى ذلك.. وأؤكد لك، أن هذه الروح غير موجودة عند الاقباط، ونحن على استعداد ان نموت فى سبيل مصر واخواننا المسلمين .

لا ينكر أحد ينكر أن حال الفتنة  الطائفية تحول الى حالة من الاستقطاب الدينى. فماهو الحل فى الأسملة والتنصير التى نشطت فى الفترة الخيرة؟
الصحوة الدينية، ظاهرة عالمية. وهناك رغبة تجتاح العالم كله، فى العودة للجذور الروحية للإنسان، تحت ضغط المادية الكاسحة، واللا أخلاق المنتشر فى العالم، والتسيب والانحلال .. ومن الطبيعى أن نجد رد فعل دينى لما هو لا دينى .. ونحن كجزء من العالم، عندنا صحوة دينية إسلامية وقبطية، وقد حدثت تلك الصحوة فى أواخر القرن الخامس عشر فى أوروبا، عندما قام المفكرين بالنهضة ، وطالبوا بتحرير الانسان، من رجال الدين ، وسيادة العقل، ووحدة الجنس البشرى.. وقام عليهم المتزمتون، وحدثت مذابح وحروب، حتى استقرت الأمور بعد قرون طويلة.. ونحن اليوم نمر بفترة القرون الوسطى فى أوروبا، وتحديدا القرن الخامس عشر .

لاتزال الاشكالية القائمة فى المجتمع هو الدين أم الدولة أولا .. من وجهة نظرك، كرجل دين، أيهما يتقدم على الآخر؟  
الوطن العربى لا يزال يعانى فكرة "القبيلة" فى كل شيئ.. فإلى جوار القبلية بشكلها المجرد، هناك قبلية دينية، على مستوى المسيحية، تجد القبيلة الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستنية، وكذلك فى الاسلام، تجد قبيلة السنة والشيعة.. وللأسف، بات الانتماء اليوم للقبيلة، سواء كانت قبيلة عرقية أو مذهبية.. وهذا منتهى الخطوة، أن تنتمى للغيب، الذى نختلف حوله، وتنكر الواقع، الذى يفرض علينا التنوع والتعددية .. ولذا، يجب أن نقدم الدولة عن الدين فى كل شيئ، وأن يبقى الدين علاقة العبد بربه. لأنه لا يجوز ان تخلط الشرع الإلهى بالشرع الدنيوي.
أنت عضو فى لجنة العدالة الوطنية التابعة لمجلس الوزراء، والمعنية ببحث قضة الفتنة الطائفية. الى اين انتهت تلك اللجنة؟
إلى لا شيئ.
وكيف ترى مرسوم القانون الذى يعتزم مجلس الوزراء إصداره فى الفترة المقبلة؟
من وجهة نظرى، هذا قانون متوازن، ومن الممكن ان يكون خطوة نحو الأمام. لانه يفترض ان المسجد أو الكنيسة أو المعبد، منشأة تمس الناس قبل أن تمس الله.
هناك تحفظ على عديد من النقاط الواردة بمرسوم القانون، منها أنه لا يجوز بناء دار عبادة جديدة، فى ظل وجود دار عبادرة على مسافة أقل من كيلو متر ، وأن مساحة المبنى لا تقل عن 1000 متر مربع . وهناك من يرى أن هذه شروط مجحفة؟
أنا أؤيد القانون، وهذا البند تحديدا من نص القانون. وأقول لك، أنا أستطيع أن أصلى فى الصحراء، لكن أين يبيت الفقراء والمحتاجين؟.. علينا أن نبنى مدارس ومستشفيات وبيوتا لساكنى القبور والعشوائيات، بدلا من بناء دور العبادة، هذا هو الأهم والأولى.. وأقول لك، كنت اريد ان تزيد تلك المسافة الى كليو ونصف، حتى نزيد من بناء دور الخدمات المدنية، التى تخدم الناس فى حياتهم اليومية.. فالأصل فى الحياه، هو الإنسان، الذى ارسل الله من أجله الأنبياء والوحى، وليست دور العبادة.
  كيف ترى المستقبل فى ظل صعود التيار الاسلامى ؟
 أنا أرى أنه لا يوجد دولة دينية فى التاريخ، سواء فى الماضى أو الحاضر .. فى الغرب والشرق.. ولم تجح اى دولة فى التاريخ إلا بفصل الدين عن الدولة .. فلا يجوز لرجال الدين ان يحكموا .
 هل تتوقع مزيد من الاحتقان الطائفى فى الفترة لمقبلة؟
طول مافيه تيار سلفى، ومدفوع من الخارج، سيظل التوتر الطائفى.      

 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل