المحتوى الرئيسى

الملوك يريدون تغيير الجمهوريات

06/15 08:54

بقلم:

طلال سلمان

talal salman

15 يونيو 2011

08:46:40 ص

بتوقيت القاهرة

تعليقات: 0

الملوك يريدون تغيير الجمهوريات

يعيش الوطن العربى بمختلف أقطاره، حالة اضطراب غير مسبوقة لم يكن فى تصور أحد أن تتسع ميادينها لتشمل المشرق والمغرب جميعا.

فى الشارع انتفاضات شعبية عارمة تتجاوز بعفويتها وزخمها أحلام جيل أو جيلين من أبناء هذه الأمة الذين تصوروا أن الكيانات التى أقيمت فى ظلال أعلام الاستقلال، بعد جلاء المستعمر الأجنبى أو إجلائه هى «دول» كغيرها من دول العالم، لها دساتير وقوانين ومؤسسات تحترم حقوق الإنسان، يعطيها جهد عقله والزنود وتعطيه الأمان مع الكرامة والتقدم «كمواطن».

لكن الحقيقة التى تكشفت عبر ممارسات «الأنظمة» التى ألغت المؤسسات قد جعلت «الرئيس» هو «الدولة»، وأسقطت الشعب كمصدر لشرعية السلطة موكلة إلى الأجهزة الأمنية حماية النظام من «الداخل»، أما «الخارج» فمن اختصاص الرئيس وحده.

وعلى امتداد دهر الحكم بالقمع، ذوت إرادة الشعب وضربه اليأس، بعدما افترق النظام عن علة وجوده فهيمن على الدولة وجعلها فى خدمة السلطان و«ربعه» تاركا للرعايا مهمة البصم على تمديد الولاية مرة ومثنى وثلاث والى أقرب الأجلين.

تحولت الجمهورية إلى «مشيخة» يحكمها ويتحكم بشعبها ومصيرها الرئيس ــ الشيخ الذى غالبا ما تجاوز الملوك بصلاحياته.

صار أهل النظام العربى ملوكا ورؤساء جمهوريات وسلاطين وأمراء نفط فى حلف واحد، قد يختلفون فى ما بينهم، ولكنهم يتفقون فى مواجهة شعوبهم، ويسكت كل عن عيوب الآخر حتى لا يكشف هذا الآخر عيوب سائر أهل النظام، فينكشف الجميع أمام رعاياهم الذين لا يجوز ان يعرفوا أسرار الهيكل. فمن الأضمن لسلامة النظام العربى ان يظل الشعب بعيدا عن صراعات القصور التى يمكن حلها بوسائل مختلفة أولها الذهب وآخرها السيف ضامن سلامة الجميع.

من باب «الإنصاف» الاعتراف بأن الديكتاتوريات الجمهورية العربية قد زودت الأنظمة الملكية البدوية بمزيد من أسباب القوة الاعتبارية: يكفى ان الفروق بين هذه وتلك قد محيت فلم يعد الرعايا يستطيعون التمييز بينها إلا بدرجة الدموية فى القمع. ذلك أن الجمهوريات لم تكن تملك من الذهب لشراء الصمت فلجأت إلى تهديد رعاياها بفك عرى الوحدة الوطنية، والعصا لمن عصى.

•••

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل