المحتوى الرئيسى

عندما تسقط الأقنعة

06/15 08:18

عندما يسقط القناع عن زيف مشاعر من تحب، ويوقظك زلزال الحقيقة من حلم يغفو بين هدبى وهم، تتفاوت ردود الأفعال بين هشّ تنتابه نوبة إحباط ونواح لاينتهى وصَلبٍ مُتَحَدٍ كما طير مذبوح يرقص وجعا على حبال الأمل ينقش الفشل على قاموس التجارب درسا لا ندما، واحتقارا لا كرها.. فالصدمة أشدّ ما تكون عند سقوط قناع لم يترك منفذا لاختراقه.. وأصعب ما يكون بين المستترين بأردية ثقة وأمان، أما أقنعة العراة من ساسة وسلطويين وصفوة من مدّعى الولاء والوطنية، فمنسوجة من خيوط أوهن من خيوط العنكبوت تشفّ عن كلّ ما يعتمل فى نفوسهم من جشع وفساد وشهوة استعباد ما ملكت سُلطاتهم..

 أقنعة لم تنفذ اليها أبصارنا من خلف نظّارات الخوف والحذر السوداء المعتمة التى نضعها على عيْنىّ الوعى لنمشى مغيبين فى دهاليز الحقيقة الملوّثة بالترهيب، حتّى إذا ما أُسْقِطَت انتفض الوعىّ تعززه الإرادة وانكشفت عورات الفساد وانكمش نسيج الأقنعة على بوابات كهوف الأسرار تمزقها مخالب الغضب الجماهيرى فتتناثر عارية على أرصفة الحقيقة لينفرط عقد الظلم وتتساقط حبّاته فى هاوية الحساب، سواء فى مصر العروبة أو فى تونس واليمن وسوريا وليبيا ليظل حَجَر الثورات يدور يوقظ صوته النائمين فى عسل الفساد ممن وقّعوا صكّ بيع العراق، وتناولوا نخب تجزئته على صوت مَرْثيةٍ وبكائية ثكلى.

غداً سيجىء دور الغارقين فى لجّة الغفلة يوقظهم انفجار الضمائر المتورمة صبراً ليدفعوا ثمن المؤامرة وما تموج به البلاد من انفلات أمنىّ وسياسىّ واقتصادىّ، حيث لا هيبة لدستور ولا مصداقية لحكومة ذات جهل سياسى وسطوة قمعية ووعود خارجة عن حدود المنطق، كان آخرها وعد التطوير وحلّ مشاكل الخدمات خلال (100يوم) ذهبت مع الريح دون تنفيذ. فكيف لحكومة بلا برنامج وخارطة طريق أن تنفذ ما تعد به؟ كيف لنظام فتح بوابات الوطن لأحزاب خارجية وتنظيمات وملل وأطياف من جنسيات شتّى أن يطوّر ويبنى؟ كيف لنظام جعل من الوطن ساحة صراع دموى حصدت وهجّرت ملايين وأشعلت الفتنة واستضافت مقاتلين على اختلاف مشاربهم واهدافهم..

فهذا حزب الله يترك موقعه الأساس فى مواجهة إسرائيل ليأتى إلى العراق مهاجماً الإحتلال وكأن يد العراقيين شُلّت وشجاعتهم جبنت فاستغاثوا من ينوب عنهم فى تحرير الوطن.. وهذى القاعدة تجاهد بمفخخاتها وأحزمتها ضد روّاد الأعراس والمآتم وتجتث المئات.. وهناك فى كل ركن خلية وتنظيم بمسميات شتّى، ومرتزقة تصفيات، ومعسكرات معارضة إيرانية تتعرض كل حين لعملية عسكرية عراقية صارت مثارا لاحتجاج منظمات حقوق الإنسان، هذا غير المحتليْن (أمريكا وإيران ) وغير البترول المصدّر لهما مجانا ولمدة عقود، وإضافة ما يفيض إلى أرصدة شخصية، لتكتمل اللعبة بطلب الكونجرس الأمريكى تعويضات حرب!!

وكأن العراق شَنّ الحرب وغزا! فبأىّ منطق قُتل العراق، وبأىّ خنجر ملوّث قطّعوه، وبأىّ عدل سرقوه، وأىّ ديمقراطية تلك التى تبيح قتل وسجن وتعذيب وقمع أصوات متظاهرة من أجل كرامة ولقمة عيش؟ وأىّ عدل يدفع البعض قهراً لعرض جنسيته للبيع علنا؟ وأىّ برلمان ذلك الذى لا يمتلك أدوات رقابة واستجواب ومساءلة؟ وأىّ جيش تنتخيه يا وطنى وجيوش سوريا واليمن والعراق وليبيا استدارت بسلاحها إلى صدور عارية توشمها دماً.. تنسحب من خطوط الدفاع عن وطن إلى خطوط دفاع عن نظام.

ترى هل يعلمون أن الشفرات وطلاسم اللعبة فُكّكت، والمستور انكشف، والنظارات السوداء رُفعت، وصار البصر حديداً، والنهاية اقتربت، صارت قاب قوسين أو أدنى فهل من رحيل؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل