المحتوى الرئيسى

الشق والرقعة!

06/15 04:22

خلف الحربي

حين يكون الشق أكبر من الرقعة فإن المشكلة الحقيقية لا تكمن فقط في استحالة عملية الترقيع، بل في الجهد الكبير والوقت المهدور الذي نستهلكه ونحن نحاول المواءمة بين الشق والرقعة، ومع مرور الأيام يكبر الشق وتصغر الرقعة فيكون الحل باستبدال الإبرة والخيط!

**

لا أختلف أبدا مع المهندس خالد الملحم بخصوص التحديات الكبيرة التي تواجه الخطوط السعودية وأعلم جيدا أن (الشق أكبر من الرقعة).. خصوصا إذا نظرنا إلى أوضاع المطارات المحلية وتردي صناعة النقل بشكل عام، ولكن مع تقديري البالغ له أقول بأن الركاب غير معنيين بكيفية ترقيع الشق الكبير، كما أن الخدمات التي تقدمها الخطوط لا تجعلهم يتعاطفون معها – مهما كانت مبرراتها صادقة - فموظفو الخطوط السعودية عاجزون حتى عن الابتسام في وجه المسافرين.. فما علاقة ذلك بالتحديات التي تواجهها الخطوط؟ ثم لماذا لا يعمل مسؤولو الخطوط على مواجهة هذه التحديات وكشفها للجمهور بصورة دائمة؟ لماذا لا تظهر هذه الأحاديث الصريحة إلا كردة فعل على الحملات الصحفية؟! مثل هذا الصمت يجعل الناس يعتقدون بأن هذه المبررات مجرد عملية (ترقيع)!

**

أرامكو الشركة العملاقة التي غيرت مسيرة حياة آلاف السعوديين والسعوديات وكانت عنوانا دائما لإعلاء قيم العمل وبناء الإنسان أصبحت تستمتع بالتعاقد مع شركات تشغيل تجلب لها الشباب السعوديين بعقود مزرية، أرامكو اليوم تعتقد أنها تتخلى عن كلفة توظيفهم بشكل مباشر رغم أنها بهذه الطريقة تتخلى عن دورها الرائد ومسؤوليتها التاريخية.. هنا (الرقعة أكبر من الشق) لأن هذه المشكلة مفتعلة.. فما دامت أرامكو تحتاج هؤلاء الشباب السعوديين فلماذا لا توظفهم؟ وكيف يهون عليها أن تتركهم عرضة للفصل التعسفي والشروط الوظيفية غير العادلة؟!

**

في كل قضايا السعودة نحن الذين نحدث الشق كي نوجد مبررا للرقعة المستوردة، انظروا إلى حال المؤذنين السعوديين في المساجد الذين يتقاضون رواتب أزهد من زهيدة تصل في بعض الأحيان إلى 1800 ريال، هذا المؤذن الذي ما إن يبدأ عمله حتى تغلق جميع المحلات وتتوقف المدن عن الحركة، لماذا ننظر إلى مهمته على أنها بسيطة ولا تستحق راتبا جيدا.. أليس سعوديا ويقوم يوميا بعمل مهم ويعيل أسرة يعصف بها غلاء الأسعار؟ أيهما أولى: راتبه أم الملايين التي تخصص لدعم البحوث والدراسات الإسلامية؟.. لماذا نفعل كل شيء كي يستجيب الناس للأذان وننسى المؤذن؟

**

القذافي يحاول إيهام العالم بأن أوضاعه طبيعية جدا بدليل أنه يلعب الشطرنج.. «قال: رقع يا مرقع، قال: شي يترقع، وشي ما يترقع»!


*نقلا عن "عكاظ" السعودية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل