المحتوى الرئيسى

هدف الأمّة.. بقلم فون كليست الجزائري

06/14 20:00

في كل حقب التاريخ كان الانتصار من نصيب الأمم المتماسكة وكان البقاء حليفها ما بقي هذا التماسك قائمـــا

تماسك يستمد وجوده من ذـوبان الشعب داخل إطار الأمة يصهره اتحاد الأفراد في انشغالاتهم وأهدافهم , ويوحدهم سعيهم الدءوب لرفعة الوطن ومجده.

كل ذ...لك يجعل الأمة قادرة على تحدي الصعاب والعقبات, ولان الأمم تحتاج للفكرة التي ترهن لها وجودها أكثر من احتياجها لرقعة الأرض التي تعيش عليها فالفكرة العظيمة إذا وجدت من يعتنقها ويؤمن بأهدافها ويتعصب لها لا تلبث أن تطوع الجغرافيا كنهاية حتمية .

إن كفاح الشعوب من اجل البقاء إنما ينجح دائما في توحيد الجهود لقدسية الهدف ولا ريب أن ذلك أول ما التفت عليه الشعوب منذ فجر التاريخ قبل أي هدف أخر وتطور مع الوقت ليصبح البقاء مصالحا اقتصادية ومجال حيوي, قادر على التكفل بالمواطنين ومن خلفهم الأجيال القادمة

وعندما تفقد أي امة الهدف العظيم- الذي تشحذ من اجله الهمم وتهون في سبيله التضحيات ويختبر لأجله صبر الأمة وجلَدها في أحلك الظروف-فان هذه الأمة ستنحدر شيئا فشيئا إلى هاوية سحيقة ويستبد بها الانحطاط وتصبح فريسة سهلة لأمم أقوى منها

وإذا كان الصراح حتميا ومقدسا فان التقاعس عنه يعتبر خيانة لحقوق الأجيال القادمة ولن تفلت امة من حكم التاريخ عليها إذا تمادت في الهروب من وجه التاريخ

ولا ديمومة لسلام لم يوقع عليه طرفين قويين ولنا في الحرب الباردة مثال صارخ ,أما السلام المزعوم بين غير المتكافئين أو بين الضعفاء فلا يلبث أن ينهار أمام أول اختبار قاسٍ, وعندها ستكون النتائج كارثية ليس في وسع احد تحمل تبعاتها

إن السلام هو منحة الحرب والكفاح المرير ولذلك يأبى أن تنعم به الأمم التي تتهرب من دفع فاتورة الدم والعرق والكد والجهد

وفي الحقيقة نحن ندفن السلام حين نظن أننا نستطيع أن نحصل عليه هكذا بدون بناء امة ذات قوة رادعة وجانب مهيب تخيف الأعداء وتمنع أطماع الأصدقاء

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل