المحتوى الرئيسى

خبراء: مصر قادرة على عبور المرحلة الانتقالية بأقل الخسائر

06/14 19:30

القاهرة(أ ش أ) من- أحمد عبدالمنعم:


أبدى باحثون وخبراء أمنيون مصريون ودنماركيون ثقتهم في قدرة مصر على اجتياز المرحلة الانتقالية التي تمر بها حاليا في أعقاب نجاح ثورة 25 يناير بأقل الخسائر، مشيرين الى أن ظهور أشكال غير تقليدية من التهديدات الأمنية على مستوى العالم يمثل التحدي الأكبر أمام الشعب المصري.

وأشار الباحثون ، خلال مؤتمر ''الأمن غير التقليدي''الذي عقد الثلاثاء بالتعاون بين مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ومعهد الحوار المصري -الدنماركي، الى أن مفهوم توفير الأمن بالدولة لم يعد قاصرا على الجوانب التقليدية متمثلة في الشرطة والجيش، ولكن امتد لجوانب مجتمعية أخرى.

وأكد الباحثون أن افتقاد مصر وغيرها من البلدان العربية - التي شهدت ثوارت شعبية مؤخرا- الى عناصر الأمن غير التقليدي كان وراء سقوط أنظمة الحكم بها خاصة وأنها اهتمت بأمن الدولة بالمفهوم التقليدي وذلك على حساب الأمن المجتمعي متمثلا في توفير الاحتياجات الأساسية للأفراد.

وشرح الدكتور بهجت قرني، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، مفهوم الأمن غير التقليدي قائلا إن مصر في عهد النظام السابق كانت نموذجا لما يمكن إعتباره فشلا في التعامل مع مفاهيم الأمن غير التقليدية بالاعتماد على جهاز شرطة قمعي للحفاظ على بقاء النظام، وفي المقابل تجاهل مشروعات التعليم والتأمين الصحي وشاع الفقر في البلاد بدرجة مهدت لاندلاع الثورة الشعبية.

وأوضح قرني أن الأمن غير التقليدي عابر للقومية وحدود الدول ويرتبط بدرجة كبيرة بفكرة العولمة والتعاون بين كافة الدول لتحقيق تطلعات وآمال شعوبها، منتقدا تركيز الدول العربية على الجوانب الأمنية التقليدية خاصة وأن التجربة أثبتت أنه لا أمن للدولة دون الاهتمام بأمن المجتمع نفسه.


 


بدوره قال اللواء سراج الروبى، الخبير الأمني ونائب رئيس منظمة الإنتربول العالمية سابقا، إن مصر ما قبل الثورة كانت تعطي الاهتمام الأكبر للأمن السياسي على حساب الأمن الجنائي وهو ما إنعكس سلبا على العلاقة بين الشرطة والمواطنين.


ودعا الروبي الى التعامل بجدية مع ضحايا جرائم التعذيب والانتهاكات التي كانت تحدث بالسجون المصرية بصرف تعويضات لذويهم كنوع من المصالحة وتجديد الثقة بين الشرطة والشعب، معربا عن ثقته في قدرة الشرطة المصرية على العودة سريعا الى السيطرة على الأوضاع الأمنية في البلاد.

وأكد أن رجال الشرطة أخذوا في الخروج من حالة حالة الانهيار المعنوي الذي سيطر عليهم بعد نجاح ثورة 25 يناير ، داعيا الى إصلاح المنظومة الأمنية لتتناسب مع المرحلة المقبلة على أن يبدأ ذلك بإدخال المناهج المبتكرة للتعامل مع قضايا الأمن لطلاب كلية الشرطة.

بدوره، تطرق الدكتور محمد عبدالسلام، مدير مشروع الأمن غير التقليدي عن الجانب المصري، التحديات التي تواجه الثورة المصرية وقال إنها تتمثل في التطلعات الشعبية الكبيرة بإصلاح منظومة التعليم وكذلك توسيع دائرة التأمين الصحي لتشمل نسبة كبيرة من المواطنين.

وحول التجربة الدنماركية في التعامل مع قضايا الأمن غير التقليدي، أوضح الدكتور أولي ويفر، مدير مشروع الأمن غير التقليدي عن الجانب الدنماركي، أن بلاده تواجه تهديدات أمنية تقليدية متمثلا في تنظيم القاعدة والارهاب وذلك من خلال الأجهزة الأمنية، مشيرا الى أن كوبنهاجن وسعت من دائرة الاهتمام بالأمن أفقيا ورأسيا.

وشرح الدكتور ويفر مفهوم توسيع الاهتمام بالأمن قائلا إنه على سبيل المثال بات يشمل قضايا بيئية مثل التغيرات المناخية والتلوث البيئي، وكلها قضايا قد تكون أحد أسباب الصراعات العنيفة بين الدول في المستقبل.

وأبدى مدير مشروع الأمن غير التقليدي عن الجانب الدنماركي أسفه لغياب الوعي الشعبي في كثير من الدول العربية بأهمية تلك القضايا، وقال ''لو تحدثت إلى أحد بالمنطقة العربية عن خطورة التلوث البيئي والتغيرات المناخية ستجده يقلل من أهمية الأمر وكأنه لا يمثل أدنى مشكلة لديه''.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل