وقفةالـرئـيـس من الـوفـد

حيث انتهت ولأول مرة في التاريخ الزعامة الفردية التي أدخلت البلاد في مغامرات وتجارب مريرة لم تخل من فساد منذ أيام عبد الناصر ومرورا بالسادات ومبارك‏,‏ وكانت المحصلة تراجع الحلم المصري كثيرا عن بلدان أقل في امكاناتها ولكنها استطاعت أن تمضي قدما علي طريق التقدم والتطور مثلما حدث في كوريا الجنوبية واندونيسيا وماليزيا وتركيا وغيرها‏,‏ وكانت العقبة الرئيسية دائما الانسياق وراء الرؤية الشخصية للزعيم الذي انجرف وراء طموحاته الخاصة التي اختلفت من حقبة لأخري وان كان لابد من التنويه بتسجيل النظام السابق الرقم القياسي في معدلات الفساد التي تتكشف أبعادها حتي الأن وتصيب الناس بالصدمة والذهول مما أدي الي اتفاق شعبي غير مكتوب علي الرفض الكامل لتكرار تجربة الزعامة لأي شخص أيا كان‏.‏

كما تحدثنا أيضا عن خبرة جماعة الإخوان الميدانية الطويلة التي أتاحت لها استشعار هذا التغيير قبل بقية القوي والأحزاب فسارعت لطمأنة الجميع بأنها لن ترشح أحدا للانتخابات الرئاسية‏,‏ كما أنها التزمت بعدم السعي للوصول للأغلبية المطلقة في البرلمان وأكدت أنها ستنافس فقط علي نصف المقاعد أو أقل قليلا‏,‏ وهذه القراءة المبكرة للمشهد القادم تنطلق من اعتبارين أساسيين‏,‏ الأول‏:‏ استيعاب الدرس والعبرة من جراء الاستحواذ والهيمنة والاحتكار وهي العوامل التي أسقطت النظام وأبعدت عنه الجماهير‏.‏

والاعتبار الثاني‏:‏ تنامي حالة القلق والخوف في الداخل والخارج من تولي الجماعة الحكم في مصر الأمر الذي يطرح تساؤلات ومقارنات كثيرة من شأنها أن تحول دون القبول المحلي والاقليمي والدولي لهذا التوجه بالرغم من التعهد المعلن بالتمسك بالدولة المدنية وأمام ذلك فالسيناريو الأقرب للواقع أن يحدث تحالف بين الإخوان وحزب الوفد الليبرالي للدفع بمرشح للرئاسة يكون الواجهة المقبولة علي كافة الأصعدة خاصة مع التوجه العام لتقليص صلاحيات الرئيس القادم‏.‏