رغم الفارق الكبير رقمياً في عدد الأعضاء في الموقعين ، لصالح الفيس بوك بالطبع ، الا أن تويتر دائماً تأتي في المركز التالي مباشرة في أي إحصائية عن الشبكات الإجتماعية ، عقب الفيس بوك .
وتقول الأرقام الغير رسمية أن عدد أعضاء الفيس بوك تجاوز 700000 عضو ، مقابل 200000 لتويتر ، ولكن ، ورغم هذا الفارق ، يبقى لكل موقع منهم - رغم الفكرة الواحدة - وهي التواصل ، نكهته الخاصة والمميزة .
حسناً ، لقد كان الأمر هكذا حتى قرر كل موقع منهم بصورة منفردة في إقتباس واحدة من مزايا الأخر ، سعياً وراء حسم المنافسة على مايبدو في سوق الشبكات الإجتماعية الملتهب .
فقد رأت فيس بوك أن ميزة التحديثات اللحظية للاصدقاء – التي تقدمها تويتر منذ إطلاقها – ستكون إضافة جديدة ومهمة لأعضائها ، بينما إهتمت تويتر بتفعيل ميزة رفع الفيديوهات والصور وإرفاقها بالتغريدات ، وهي الميزة التي تقدمها الفيس بوك منذ إطلاقها ، ورأت أنها ستضيف الكثير لزوارها .
اذن نحن أمام صور أفكار منسوخة ، سعى كل موقع لاقتباسها من الأخر ، فماذا ستكون النتيجة ؟
من وجهة نظري الخاصة ، وربما أكون على خطأ ، ورغم أن أي من الخدمتين لم يتم تفعيلها بعد الا لعدد محدود على سبيل التجربة ، أقول أن هذا (الاقتباس) سيضرّ بكل موقع أكثر من إفادته بصورة مباشرة .
فموقع الفيس بوك لو فعّل خاصية التحديث الفوري للأصدقاء ، وكان لديك متوسط 500 صديق فقط ، تخيل معي لو ربع هذا العدد فقط كان يقوم بتحديثات لحظية أثناء وجودك على الفيس بوك ، ما الناتج ؟
مئات التحديثات المتلاحقة ستجري في نهر الجانب الأيمن من الصفحة ، أتحداك لو وجدت الوقت حتى لمتابعة تسلسلها ناهيك عن قراءتها ومتابعتها ، وأعتقد أن رد الفعل المنطقي وقتها سيكون إغلاق الصفحة .
أما تويتر ، فربما كان أفضل مافيه هو سرعته وخفته ، وهو يرجع بالاساس لعدم وجود صور أو فيديوهات – في المعتاد ودون إستخدام أي مواقع خارجية أخرى – لذلك فالتغريدات تنساب في هدوء وسرعة دون عوائق .
تخيل معي وانت بعد التعديل الجديد تشاهد تغريدة أحد ممن تتابعهم وهي مرفقة بصورة من الحجم الضخم ، أو فيديو دسم ، كم سيتعين عليك الانتظار لتجميع شتات الصورة أو الفيديو ، خصوصاً لو كنت تشاهد التغريدات من جهاز بسرعة متوسطة أو من جوال على شبكة تحاسبك بالبايت على كل وحدة تشاهدها أو تحملها ، كم سيكلفك وقتها الانتظار لتشاهد صورة مرفقة بتغريدة أحد أصدقائك لتفاجأ بعدها انها صورته على محطة القطار وهو يبتسم في وجهك ضاحكاً .
بإختصار أظن – وبعض الظن إثم – أن تلك الإضافات المقتبسة لن تصب أبداً في صالح الفيس بوك أو تويتر ، بل ستفقد من كلاهما رونقه وطابعه الخاص ، وتحوله تدريجياً الى نسخة غير أصلية من الموقع الأخر .
يهمني سماع رأيك أيضاً .
Comments