المحتوى الرئيسى

> مصر يا أخت بلادي

06/13 21:03

كتب - الشاذلي الفانوب

أديب سوداني

وادي النيل مساحة وجدانية عميقة علي خارطة العالم الطبيعية، ولها سحرها وتميزها المتفرد، وللنيل عري ربطت بين شعبيه الخوالد مصر والسودان والعلاقة ليست بالقريبة أو المتخيلة هي تكمن في عبقرية المكان وهنا لا اقصد بالمكان مصر أو السودان بل وادي النيل ذلكم البكرالذي رضع من ثدي النيل وسقانا عنفواناً وعزة، لا أعرف من أين المبتدي؟ ولكن تظل الوشائج الضاربة في القدم هي مبتغاي وان عثرت لغتي وخانني لفظي وعلي قدر أهل العزم تأتي العزائم، هي محض محاولة للولوج الي غياهب السحر هما كبرياء شطره العالم المتقدم بتخلفه ، ولكني عندما أسمع أم كلثوم تغني (وضحكنا ضحك طفلين معاً وعدونا فسبقا ظلنا ) اتخيلها وهي تدس للانجليز في قولها خاب ظنكم في أن تفرقوا بيننا.

وكما أسلفت الذكر العلاقة من العهد النوبي والفرعوني وإلي عهد القريب ما فعله سعد باشا زغلول من أجل السودان لاينسي وليس لشخصه لأنه جزء من كل وهنا يحضرني قول شاعرنا السوداني إبراهيم العبادي عندما كان سعد باشا زغلول يفاوض ماكدونالد رئيس وزراء بريطانيا

يا سـعــد خــــبر مــاكـدونود

ســودان عــرب ماهـم هـــنود

ما بنخـــشي طــيارة وجـنود

وسـط العـراك نضحـي ونزود

وما فعله الإمام المهدي حينما أمر الدراويش بأن يأتوا له بغردون باشا حياً ليفتدي به أحمد عرابي ولكن لم يع الدراويش المبتغي وجاءوه برأسه.

العلاقات كثيرة وسحرها يدهش الفؤاد ويثلج الروح المعني.. وعندما جاء الضباط الأحرار كان أول شعاراتهم اما وحدة وادي او استقلال السودان وما فعله صلاح سالم بجنوب السودان وهو يرتدي الزي الشعبي لجنوب السودان ويرقص معهم محاولاً بذلك جمع الصف السوداني أولاً ومن ثم وحدة وادي النيل ولكن كان الانجليز قد جعلوها منطقة مغلقة وحاول الضباط الاحرار كثيرا، كل ذلك لان الدولتين تعي كل منها ثقل الاخري وكلاهما عمق استراتيجي للاخري.

انفصل جنوب السودان وانبتر العرق الافريقي الذي كان يتفاخر به السودان (أنا افريقي أنا سوداني) وفعلوها فينا أبناء الغرب بعد أن تركنا لهم مراكبنا وأشرعتها تلبي طبات رياحهم الهوجاء وخضعنا لعنجهيتها التي دمرت كل القنا وجلالنا وجمالنا ولن يبارحونا طالما صبوا الماء علي الزيت الحار، انفصال الجنوب جاء نتاجاً لغياب دور مصر الفعال وجاء نتاجاً لغياب الحكومة السابقة بالتحديد ولكن فلنتحد ولا ننتظر فالزمن أسرع من أن يهدر في لقاءات مؤتمرات وجلسات تسيرية، نجاة وادي النيل في وحدة وادي النيل وأنا في غاية السعادة عندما أبلغني أحدهم بأن مجموعة من شباب الثورة نشطوا أخيراً في هذا الاتجاه ومعهم عدد من شباب الجالية السودانية بمصر.

والاستثمارات المصرية بالسودان ستأتي بالخير علي الكل ليس المصري فحسب بل السوداني قبله وبذلك تكون قد شدت عري أوصال وادي النيل والتقي جيل البطولات بجيل التضحيات، نحن في أشد الحوجة لبعضنا إن كانت بيننا خلافات فزمان الخلافات عدي وبالمثل الشعبي المصري البسيط (أنا وأخويا علي ابن عمي وأنا وابن عمي علي الغريب) اليوم أضحي السودان قبلة لكثير من الدول من لدن الصين إلي فرنسا الا يحق لمصر أن يكون لها نصيب الأسد من السودان وهو منها نصف من جسد لا نهدر الفرص، يجب ان يعي البلدان أن قوتهما تكمن في اتحادهما فهما اهداف لمطامع عالمية فلمصرموقع استراتيجي يجعلها فريسة للغير والسودان غني وهذا الغني يجعله فريسة أيضاً للطامعين.

فلنبدأ وحدة وادي النيل وكل النجاحات ستتوالي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل