المحتوى الرئيسى

ضياء رشوان: الثورة مهددة بالضياع "وده مش كلام إنشا"

06/13 13:19

قال الدكتور ضياء رشوان، الخبير الاستراتيجى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، هذه الثورة ما لم يكن هناك إحساس بالمسئولية عام ورغبة حقيقة فى عبور المرحلة الانتقالية وما يتولاها من عام أو اثنين من جانب كافة القوى السياسية فهذه الثورة مهددة بالضياع "وده مش كلام إنشا"، فالثورة مهددة بالضياع إذا تصورت أى قوة سياسية أنه بمقدورها أن تنفرد بحكم البلاد وتوجيهه فى طريق واحد، فسيكون هذا هو الحمق بعينه.

وأوضح د.ضياء رشوان خلال الندوة التى عقدت مساء أمس بساقية الصاوى، أنه من الناحية الانتخابية فلا يوجد لدينا فى مصر حتى الآن أى مؤشر سواء استطلاعات رأى ذات طابع علمى أو التقارير حول بعض الانتخابات الجزئية التى أجريت فى مصر خلال الشهريين الماضيين، أو القياس على الانتخابات الماضية فى 2005 وهى شبه حرة فإنه لا يوجد مؤشر واحد يؤكد أن هناك أى قوى تستطيع أن تنفرد بالحكم.

أضاف رشوان: "لدينا مثال يتعلق بالقوى الأكبر وهى الإخوان المسلمين "البعبع اللى ناس كتير بتخوف بيه أو بتخاف منه"، وهو أنهم – الإخوان – رشحوا 160 مرشحا فى 2005، وكان ناتج التصويت 24%، وكان عدد المصوتين حوالى 7.5 مليون، وكان نصيب الإخوان من مليون و700 ألف صوت فى الثلاث مراحل، وحصلوا على 88 مقعدا، وكان مؤكدًا – وضع تحت مؤكدًا ثلاثين خط – أنه بالنسبة للإخوان وبالنسبة للحزب الوطنى وبالنسبة للمحللين كان متوقع أن يحصل الإخوان على 450 مقعدا، وفجأة حدث الفارق الكبير أن الحزب الوطنى ضيقوا على الإخوان فى الجولة الثانية ثم أكثر فى الجولة الثالثة، وهذا نتج عما نسميه فى الدارسات الانتخابية على مستوى العالم بالتصويت العقابى، وهو ما قدره الدارسين بأن أكثر من 500 أو 600 ألف صوت لم يكونوا من الإخوان المسلمين بالأساس وصوتوا لهم فى البداية.

استأنف رشوان قائلا: "ولكى يكيدوا الحزب الوطنى فصوتوا للإخوان لأنهم حزب قوى، بمعنى آخر فإذا كان عدد الأصوات الحقيقة التى صوت للإخوان المسلمين فى 2005 بحدود 1.7 مليون صوت، بالقياس إلى خبرة الإخوان فإنه يمثل حالة شبه التعبئة القصوى، وإذا نظرنا إلى الاستفتاء الأخير فكان لدينا 18.5 مليون صوتوا، والمتوقع فى الانتخابات القادمة فلن يقلوا عن 25 إلى 30 مليونا، أى أنه أصبح لدينا وافد جديد فى الانتخابات لم يمارسوا حقهم الانتخابى من قبل، ولم يعبئوا من قوى سياسية تقليدية، فلدينا ما بين 20 إلى 23 مليون صوت جديد، وإذا قمنا بإجراء عملية حسابية بالنظر لنسبة الإخوان 1.7 مليون، وقمنا بضعفها أربع مرات لتصل لخمسة ملايين، فإن الناتج يساوى 20% من الأصوات، وبالتالى فإن الحسابات الانتخابية تؤكد على الناخب المصرى القادم هو الذى قام بثورة يناير.

وأضاف رشوان وبالنسبة للسلفيين فإن من بينهم تيارات ورؤى مختلفة، بين من يريد الترشيح أو يرفض وبين ما يؤيد الإخوان ويرفض، وبين من يرى أن الحالة السلفية عبء على الحركة السياسية، وأنه سيكون هناك تشابه بين الإخوان والسلفيين، ولكن لا توجد هناك علاقة نهائية حول الإخوان والمسلمين، وحتى ولو أضفنا الحياة السياسية للانتخابات والحياة الليبرالية وأضفنا الأحزاب الجديدة فلا يوجد أحد يستطيع أن يأخذ الأغلبية منفردًا، لأن الشباب الواعى الذى سيشارك فى الانتخابات يؤكد على هذه الرؤية، موضحًا أن السلفيين بحاجة كبيرة إلى اكتساب الخبرة السياسية، مضيفًا "وأقسم بالله أن الشيخ محمد حسين يعقوب لو وضع السيف على رقبته قبل الثورة على أن يرجع فى كلمة قالها ما قبل، ولكنك عندما تضع الإنسان على المسرح وتسلط عليه الأضواء لا بد وأن يندمج مع الجمهور ويتغير".

وفيما يتعلق بحرمان أعضاء الحزب الوطنى المنحل من خوض الانتخابات القادمة، أكد رشوان على أنه مع الحرمان وفقًا لمعيار قضائى مثل حرمان الأعضاء السابقين فى المجلسين الصادر بحقهم تقارير تبطل عضويتهم بسبب التزوير مثلاً، وأنه ليس مع الحرمان الكبير والتوسع فيه لأنه قد يكون لهذا الأمر تداعيات سلبية وخطيرة على العملية الانتخابية.

وطالب رشوان بأن يكون هناك مواد متعلقة بالجيش المصرى فى الدستور الجديد، مؤكدًا على أنه لا يوجد فى الدستور شىء اسمه المجلس العسكرى أو تخلى الرئيس، ولهذا فلا يجب أن يترك أمر الجيش بهذه الصورة بدون إطار يحدد وقت تدخل الجيش، مضيفًا "ولا تنسوا أن مبارك هو من أتى برجال الشرطة والجيش، ولكن انظروا إلى من أطلق الرصاص على المتظاهرين، ومن الذى وقف بجوار الثورة وحماها".

وانتقد رشوان التعديلات الدستورية التى غاب عنها الحرفية والصنعة، موضحًا أن التعديلات لم تنص على شرط تأدية الرئيس للخدمة العسكرية، وموعد بلوغه سن الأربعين، كما أن غالبية قرارات التعيين الأخيرة التى شملت بعض القطاعات والصحف لم تكن محددة الموعد، كما انتقد رشوان مطالب الشعب بـ"الهدم" دون التفكير فى "البناء" مضيفًا "قعدنا نقول نلغى أمن الدولة، ولم نفكر فى كيفية بنائها"، وتابع "وبصراحة كده أنا شايف أنه فى ناس كتير بتدلع على الجيش وببقى نفسى الجيش يرد عليهم، ولكن كل واحد فينا شايف نفسه رئيس المجلس العسكرى وعايز طلباته تتحقق فورًا"، متسائلاً "ماذا فعلتم منذ الثورة حتى الآن غير حضور الندوات؟، اتحركوا واعملوا زى الإخوان ميزتهم عندهم قائد قوات واحد، وقادة سرايا، وشغالين زى النحل، لكننا شاطرين فى الكلام والخوف، اعملوا زيهم ووعوا جيرانكم، وعلى الطلاق إن الشعب اللى جاب مبارك الأرض لا يمكن يقبل بالغلط أو الذل تانى".

وهاجم رشوان إحدى السيدات الحاضرين التى سألته حول رؤيته بأنه إذا كانت الثورة المصرية وما تلاها من ثورات عربية تنفذ طبقًا لمخطط أجنبى أم لا، فأكد رشوان على أنه لا يوجد أى منطق لتفسير كيفية حدوث الثورة المصرية، فكلنا كنا نتوقع حدوثها منذ 20 عامًا وكنا نقول إنها لن تحدث أيضًا منذ 20 عامًا، وأضاف: مصر بلد مركزى، وكان هناك أسباب رئيسية للثورة، وبعد ثورة 1952 المنطقة فضلت ترقص وتتهز وحدثت فيها انقلابات، ومافيش قوى خارجية لها يد فى مصر ولو كانوا يقدروا كانوا حموا حبيبهم وأمريكا لا يمكنها أن تفعل أى شىء إلا أن تُهزم، وطالبان حطت مناخيرها فى التراب، أمريكا إيه وخيبة أيه، يا عالم ثقوا فى أنفسكم ومافيش حاجة اسمها تدخل، هناك طموحات فقط ومن حق أى قوى أن تتحرك لتنفيذ طموحها، الثورة المصرية فرية وعدت الشعوب العربية الأخرى لأنها بلد مركزية، ما يحدث فى ليبيا هو الرد على ما قام به الجيش المصرى مع شعبه.

وأقسم رشوان بالطلاق لأحد الطلاب السلفيين بكلية الطب بالقصر العينى بأنه يمزح معه قبل الإجابة على سؤاله حول التيار المعتدل والتيار المتحفظ داخل الجماعة السلفية، ورأيه فى موقف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح هل هو متحفظ أم معتدل، مضيفًا "أنت بس لو خففت اللحية دى شوية هانندمج سوا، وصدقنى مش هاتفرق معاك كتير"، فرد عليه الطالب والذى يدعى محسن "لا هاتفرق كتير أوى"، فعلق رشوان "الدين هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل، ودى – مشيرًا إلى لحيته – مش عمل دى حاجة تانية، وأنا وأنت وكلنا لازم نتغير، وإن لم يكن ذلك فلا طريق أمامنا"، مطالبًا الحاضرين بتطبيق نظرية يعمل هو بها ويطلق عليها "وسع فشتك واتّاخر للى جنبك".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل