المحتوى الرئيسى

شهرت وهبة تكتب: خير أجناد الأرض

06/13 00:18

منذ 44 عاماً، وفى 5 يونيو 1967، أصيب الشعب المصري بأكمله بحالة من الحزن والألم والانكسار وخيبة الأمل، بسبب الهزيمة التى لا يزال المصريون يتذكرونها بالنكسة ويذوقون مرارتها بحسرة وألم، ولم تكن خيبة الأمل فى الجيش المصرى ولكن الخيبة الحقيقية كانت فى القيادة المصرية آنذاك، حيث هبت حرب خاطفة شنتها إسرائيل على الدول العربية وفى مقدمتها مصر يوم 5 يونيو 1967، وتمكنت من خلالها أن تحقق انتصارا عسكريا واستراتيجيا، وأن تحتل أراضى عربية ومنها سيناء، وقد كان المخطط تدمير الجيش المصرى والعربى مادياً ونفسياً.

ولكن... لم تنجح إسرائيل في تدمير الجيش المصرى، الذى عاد ليصفعها بقوة فى حرب السادس من أكتوبر عام 1973 ليحقق انتصاراً مجيداً أذهل العالم كله، وأنهى القصة الوهمية للجيش الذى لا يُقهر، ليفخر به المصريون طوال حياتهم، وكان الشعار آنذاك "عودة الأرض.. عودة الكرامة المصرية".

لطالما حظيت المؤسسة العسكرية المصرية بالسمعة الطيبة والحب والاحترام والثقة من جانب الشعب المصرى، فهى مؤسسة ذات صفحة بيضاء.

وبعد 44 عاماً، يأتى نفس اليوم الموافق 5 يونيو 2011، والذى يعقب الثورة الشعبية المصرية بأربعة أشهر، ليكتب بداية صفحة جديدة فى تاريخ الجيش المصرى، ملؤها الأمل والطمأنينة والشرف والفخر الذى تعودنا عليه من هذا الجيش، الذى آمن بأنه جزء من الوطن وأن مسئوليته حماية أبنائه وليس حماية النظام، وآمن بأن دوره أرقى وأسمى بكثير من مجرد حماية مجموعة من الغيلان التفوا حول الوطن ونهبوا ثرواته، فوجد المصريون البسطاء المظلومين المقهورين يجاهدون من أجل نيل حريتهم وكرامتهم، وكان عليه أن يختار بين مساندة الشعب أو الحكومة، فاختار، ووقف بجانب الشعب فى وجه النظام المستبد، واتحدا لمواجهته وإسقاطه، وكانت هذه المرة الثانية ليتحقق فيها الانتصار، ولكنه انتصار من نوع فريد، حوى فى مضمونه سنوات من القهر والظلم.. ولحظات من القوة والاتحاد بين مؤسسة عسكرية وثورة شعبية.. وأصبح الشعار هو "الجيش والشعب إيد واحدة".

وبعد الثورة، أصبحت العلاقة بين الجيش والشعب تمثل علاقة حب ورضا وفخر، واتفاق ثم اختلاف ثم اتفاق، ومساندة وثقة احترام، ورحمة لم يجدها الشعب فى النظام السابق، ولكن الأهم هو الاطمئنان لتحمل الجيش للمسئولية ولحمله الأمانة فى ظل وجوده حامياً لحدود مصر الخارجية من أطماع الآخرين، وحامياً لأمنها الداخلى رغم كل محاولات الفاسدين من العبث باستقرارها فى ظل غياب المؤسسة الأمنية عن القيام بدورها، وحافظاً لمقدرات الدولة التى لطالما سُرقت على مدار سنوات، فأصبح الجيش هو الحاكم والقاضى العادل والحارس والمواجه والمؤمِن والمداوى للجرح والمتهم أحياناً والبرىء غالباً.

فدُبرت محاولات كثيرة لإحداث الوقيعة بين الجيش والشعب، فمرة باتهامه بالتعذيب أو بالاغتصاب أو باتهام المجلس العسكرى بالسيطرة على الحكم أو بالتواطؤ مع النظام السابق أو بالخروج عن مبادئ الثورة أو بكذا وكذا، ولكن... ليس من المنطقى أن يقف الجيش بجانب الثورة ليتخلص من نظام بأكمله ويحال أعضاؤه إلى المحاكمة بالفعل، ثم نتهمه بهذه الاتهامات!، وليس من المنطقى أن نتهم المجلس العسكرى بتأخير المحاكمات، لأنها فى يد القضاء ولو تدخل قادة المجلس لتعجيلها فسيكون متهماً بحق بالتدخل فى شئون القضاء، فالجيش كان بإمكانه أن يحيل جميع الفاسدين إلى المحاكمة العسكرية أو اعتقالهم دون محاكمة، خاصةً أن أدلة اتهامهم واضحة ويشهد عليها التاريخ أكثر من شهادة المستندات، ولكنه لا يريد أن يكتب هذه النهاية للثورة المصرية التى من الممكن أن يأتى التاريخ بعد ذلك ليتهمها بأنها لم تكن ثورة بيضاء وأنها أخلت بالقانون.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل