تحذير: دهون الكبد تؤدي للتليف والسرطان
ويقول الدكتور هشام الخياط استاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس: التدهن الكبدي مجموعة من الامراض تبدأ بتجمع الدهون الثلاثية في الخلية الكبدية ثم حدوث اكسدة للاحماض الدهنية تخرج الشوارد الحرة التي تأتي بخلايا الالتهاب حول الخلية الكبدية يصبح التدهن الكبدي محاطاً بخلايا الالتهاب ما يسمي بتدهن الكبد الملتهب سرعان ما تفرز خلايا الالتهاب مواد تسمي بالسيتوكينات التي تصيب الخلية الكبدية ويحل محلها النسيج الليفي، وإذا لم يتم العلاج وتدارك المرض سريعا يحدث التليف الكبدي، وفي بعض الاحيان سرطان الكبد. ويشير الدكتور هشام الخياط إلي ان تدهن الكبد له أسباب متعددة ترجع الي زيادة الوزن والسمنة ومرض السكر من النوع الثاني وزيادة الدهون الثلاثية في الدم وتوجد ايضا بعض الأدوية التي تزيد من حدوث تدهن الكبد مثل الكورتيزونات وبعض الادوية الخاصة بخفض ضغط الدم وبعض ادوية منع الحمل.
أما بالنسبة إلي زيادة الوزن فهناك طرق كثيرة لمعرفة الوزن المثالي أسهلها طرح الطول من مائة فيصبح الوزن المثالي للشخص وأي زيادة عن الرقم يصبح الشخص زائد عن الوزن وهناك ايضا مؤشر كتلة الجسم وهو الوزن علي الطول بالمتر المربع والرقم المثالي يكون في حدود 25.
ولكن أهم من زيادة الوزن هو زيادة السمنة العلوية وخاصة سمنة البطن وما يطلق عليه سمنة الاعضاء الداخلية وتجويف البطن لأن سمنة البطن اخطر من سمنة الارداف لأن الخلايا الدهنية الموجودة في البطن تكون اكثر نشاطاً ومقاومة للانسولين وبها مدخل مباشر علي الكبد واعضاء البطن ولذا تكون اخطر من سمنة الارداف.. وتلعب سمنة البطن دوراً رئيسياً مباشراً في مقاومة الجسم والخلايا للانسولين والطريقة التي يتم بها قياس سمنة البطن تتم عن طريق قياس محيط الخصر أو الوسط فإذا زاد علي 88 سم في السيدات او 102سم في الرجال يكون الانسان عرضة اكثر لمشاكل السمنة ومقامة الانسولين والتدهن الكبدي وخاصة الملتهب.
ويؤكد الدكتور هشام الخياط ان السمنة سببها خاصة في منطقة البطن من عدم مزاولة الرياضة وتناول الاكلات الدسمة المشبعة بالدهون ولذلك ننصح زائدي الوزن بممارسة الرياضة غير العنيفة بالمشي علي الأقل نصف ساعة يومياً والبعد عن الوجبات غير المتوازنة وعدم تناول الوجبات أمام التليفزيون حتي لا يكون عرضة للأكل بكميات كبيرة خاصة أن السمنة تؤدي الي مضاعفات كثيرة سواء في الجهاز الهضمي مثل التدهن الكبدي بالاضافة الي الضغط والسكر من النوع الثاني وخشونة المفاصل والنقرص والاكتئاب وعدم الثقة في النفس.
ويقول الدكتور هشام الخياط إن السبب الثاني الأكثر شيوعاً لتدهن الكبد وهو مرض السكر من النوع الثاني. وتؤكد الدراسات الحديثة أن مرض السكر من النوع الثاني تسبقه سنوات طويلة من مقاومة خلايا الجسم للأنسولين، خاصة خلايا العضلات والخلايا الدهنية وخلايا الكبد. ويضيف الدكتور هشام الخياط أن السبب الثالث للتدهن الكبدي هو ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار في الدم، ويجب خفض النسبة الي المعدلات الطبيعية والبعد عن تناول الاطعمة الدهنية وخاصة المشبعة مثل الزبدة والقشطة والسمنة والجمبري والاستاكوزا والبط والأوز والحمام واللحم الضأن.
ويوضح الخياط أن هناك فرقاً جوهرياً بين تدهن الكبد فقط وتدهن الكبد الملتهب، حيث إن الأخير ممكن ان يتطور الي تشمع كبدي وتليف كبدي وأورام مع الوقت فقد وجد أن نسبة تقترب بين 20٪ من مرضي التدهن الكبدي الملتهب تتحول مع الوقت الي تليف كبدي في غضون عشر سنوات.
ولا يتم التفرقة بين الاثنين إلا عن طريق العين الكبدية حيث ان ارتفاع نسبة الانزيمات الكبدية لا تفرق بين المرضين.
وهناك بعض المؤشرات التي تعطي انطباعات بأن هناك التهابات مع التدهن منها تضخم الكبد ووجود مقاومة للانسولين وارتفاع الانزيمات وخاصةALT.. وهناك علاقة وطيدة بين مرض التدهن الكبدي وخاصة الملتهب ومتلازمة اختلال الميتابوليزم او متلازمة مقاومة الانسولين وتتكون من النقرس وامراض الشرايين والضغط ووراء كل ذلك مقاومة الخلايا للانسولين وعلاج التدهن الكبدي يبدأ بخفض الوزن اذا كان زائداً علي المعدل بممارسة الرياضة والبعد عن الدهون والاكل المتوازن والإكثار من الخضروات الطازجة والفاكهة، وضبط معدلات السكر والدهون في الدم عند المعدلات الطبيعية.
ويشير الخياط إلي وجود أدوية تحفز من عمل الانسولين وتقلل من مقاومته.. وقد ثبت فاعلية هذه الادوية في تحفيز الخلايا لعمل الانسولين ومن ثم في خفض نسبة الاحماض الدهنية في الدم ووقف ترسيبها في الخلية الكبدية وزيادة أخذ الجلوكوز في الدم بواسطة العضلات مع عدم نزوح الجلوكوز من الكبد وتحسن الانزيمات الكبدية وتحسن التدهن الكبدي مع تقليل الالتهابات الموجودة بين الخلية الكبدية، ولا ننسي دور بعض أدوية مضادات الأكسدة مثل فيتامينات »هـ« ومادة البيوتين في تحسين التدهن الكبدي.
Comments