المحتوى الرئيسى

المفتاح الآلي للفساد المالي!

06/12 17:07

0

لا عجب أن يعين موظف أو مسؤول ما في موقع من المواقع المالية أو الإدارية الحقوقية أو الأمنية أو التشريفية فتصدر عنه تصرفات غير لائقة سواء في الجانب المالي أو الإداري أو الأخلاقي أو في علاقته مع من حوله من العاملين، فمثل هذه النماذج من الموظفين أو المسؤولين قد تكون موجودة في كل زمان ومكان وربما يقف وراء تصرفاتها المعوجة كونها غير جديرة بالمسؤولية التي تحملتها، وإن عدم جدارتها كان السبب الأساسي في إخفاقها عن تحقيق متطلبات الموقع الوظيفي من خلق حسن وتصرف إداري حكيم وأمانة مالية وحفاظ على ما تحت أيديها من إمكانيات وممتلكات فلا يعبث الواحد منهم بها أو يسخرها لأهوائه ونزواته الخاصة لأنه مطلق اليد فيها يفعل ما يشاء!.

أقول إنه لا عجب من وجود مثل هذه النماذج السيئة في مجالات العمل الوظيفي بكافة شرائحه وطبقاته ومواقعه وأشكاله، ولكن إذا تمادى الواحد من هؤلاء في غيه وازداد أشرا وبطرا في تصرفاته وفاحت رائحته بين الناس حتى زكمت أنوف القاصي منهم والداني وأصبحت تصرفاته أحاديث المجتمع داخل محيط عمله وخارجه وكانت معلنة لأنه لا يتورع عن المجاهرة بها سواء ما كان منها خلقيا أو ماليا أو إداريا بل ويدعو مرؤوسيه إلى أن يقتدوا به في مجالات الخسة والانحطاط الخلقي حتى يكونوا مثله فلا أحد أحسن من أحد! وإذا حصل ذلك كله من موظف أو مسؤول ثم لم يجد من يردعه فإن علامة استفهام كبرى لا بد أن تبرز حول أسباب تركه يتمادى في غيه وانحرافه وهل ذلك يدل على أن أخبار فساده لم تصل إلى مرجعه؟! وهنا لا بد أن يبرز دور الهيئة العامة لمكافحة الفساد التي أنشأتها الدولة مؤخراً لأن من أهم وسائل مكافحة الفساد متابعة جميع أنواعه وأشكاله المؤثرة على حياة الوطن فلا يكتفى بمحاربة الفساد المالي فقط بل لا بد من ملاحظة وجود فساد إداري وخلقي يبدأ من موظف مسؤول ويتسلل بتشجيع منه إلى بقية العاملين وقد يكون هذان النوعان من الفساد المفتاح الآلي للفساد المالي والمأمول من هذه الهيئة أن ترفع عن أي مسؤول يحمل الفساد المالي أو الخلقي أو يحملهما جميعا طالبة إبعاده من موقعه الوظيفي الذي لا يستحقه على الإطلاق!


*عن صحيفة"عكاظ" السعودية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل