المحتوى الرئيسى

طارق بن زياد لم يحرق الأسطول

06/12 12:08

بقلم: د. جابر قميحة

أدلة النافين للقصة:

1- أن طارق بن زياد لا يمكن أن يقطع وسيلة النجاة للعودة.

 

2- أن طارق بن زياد أرسل إلى موسى بن نصير يطلب منه الإمدادات، فأرسل له موسى بن نصير خمسة آلاف مقاتل، والسؤال هنا: كيف استطاع موسى أن ينقل كل هذه الأعداد إذا كان طارق قد أحرق السفن؟!.

 

3- ويمكن أن يقال أيضًا: وهل تستطيع المصانع الإسلامية أن توفر سفنًا تنقل خمسة آلاف مقاتل في تلك الفترة الوجيزة.   

 

4- وكيف لطارق أن يتصرف في أموال الدولة على هواه، بل يجب عليه أن يستأذن الخليفة في هذا الصنيع، ولا يتصرف بنفسه. 

 

الترجيح:

وما كان المسلمون يتخلفون عن خوض معركة أو تقديم أنفسهم لإعلاء كلمة الله، والمصادر الأندلسية- لا سيما الأولى- لا تشير إلى قصة حرق السفن التي لا تخلو من علاقة وارتباط بقصة الخطب.

 

أما من ناحية الخطبة التي ألقاها طارق على جنوده، فقد وردت في عدة مراجع.

 

أما عامة المراجع الإسلامية فإنها تمر عليها بالصمت التام باستثناء عبارة ابن الكردبوس التي تلخص الخطبة في كلمتين فقط: (قاتلوا أو موتوا).

 

وقد شك بعض المؤرخين المحدثين في نسبة هذه الخطبة إلى طارق، على اعتبار أنها قطعة أدبية فريدة لا يقدر طارق على صياغتها، كما لا يقدر جنوده على فهمها لأنهم جميعًا- القائد وجنوده- من البربر .

 

على أن هذا التعليل- وإن كان يبدو منطقيًّا ومعقولاً- إلا أنه لا يمنع من أن طارقًا قد خطب جنده على عادة القواد الفاتحين في مختلف العصور، وإن كنا نعتقد في هذه الحالة أن الخطبة لم تكن باللغة العربية، وإنما كانت باللسان البربري كما يسميه المؤرخون القدامى.

 

ثم جاء كتاب العرب بعد ذلك، فنقلوها إلى العربية في شيء كثير من الخيال والإضافة والتغيير، على عادتهم.

 

ومن هذا نرى أنه ليس بعيدًا بالمرة أن يكون طارق قد خطب جنوده البربر بلسانهم، إذ إنه من غير المعقول أن يخاطبهم في ساعات الحرب، وفي مقام الجد بلغة لم يتعلموها أو يفهموها، فكان استعمال اللسان البربري في هذا الموقف ضرورة لإحراز التأثير المطلوب والفائدة العاجلة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل