المحتوى الرئيسى

الدولة المدنية وفقه التخاصم والتكفير (3)

06/12 08:15

يستكمل د. محمد السعيد مشتهرى، مدير مركز دراسات القرآن الكريم، دراسته عن الدولة المدنية والمرجعية الدينية التى يطرح فيها أسئلة مهمة عن الخلافات المذهبية التى قادتنا إلى الفتن، وهل هذه الخلافات هى التى ستصبح المرجعية الدينية للأحزاب؟ وأى هذه الخلافات ستصير لها السيادة ومن أين سيستمد أى مذهب شرعيته بأنه صحيح الدين وليس مجرد رأى دينى؟ وينادى د. مشتهرى بعدم العودة إلى فقه التخاصم والتكفير الذى وُلد فى ظل صراعات وحروب وخلافات مذهبية تحت مظلة تفسيرات متعسفة بعيدة عن الصفاء القرآنى، ويرفض أن تكون كلمة المرجعية الدينية لحزب من الأحزاب جسراً لعودة هذا التخاصم والتكفير مرة أخرى إلى الحياة وسيطرته على العقل الإسلامى من جديد.

يستكمل د. مشتهرى حديثه قائلاً: «وبعد أن أصبح العالم قرية واحدة، بفضل شبكة المعلومات العنكبوتية العالمية، ومن منطلق هذه (الآية القرآنية) التى جعلها الله تعالى حجة على العالمين إلى يوم الدين، فإن هذا العالم فى أشد الحاجة إلى فقه قرآنى معاصر، يتفاعل مع المستجدات والتحديات العالمية، يقدم للناس رؤية حضارية، تحقق لهم أمنهم، وحريتهم، وسعادتهم. الأمر الذى يستوجب أن يقوم المسلمون كافة بتفعيل نصوص (الآية القرآنية)، الحاضرة أمامهم اليوم، أمة واحدة، يستلهمون منها عطاءها الربانى، الذى سيعمل، لا شك، على نزع ما فى صدورهم من غل، ومن تفرق وتخاصم مذهبى.

تدبر قول الله تعالى:

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ). [103] آل عمران، وإلى أن ينزل المسلمون على حكم (الآية القرآنية)، فإنه من الخطر الكبير أن نرفع شعار (الدولة المدنية ذات المرجعية الدينية)، مستغلين عاطفة الشعب الدينية، التى دفعته لأن يقول (نعم) للإسلام، وليس لهذه المرجعيات الدينية المذهبية، التى لا يعلم عن تاريخ صراعها الدينى والسياسى شيئاً!!، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد».

أنهى د. مشتهرى رسالته الثرية المثيرة للنقاش والجدل، وبالطبع ستنهال عليه الاتهامات بالتكفير هو شخصياً وما أكثرها هذه الأيام، وسيتهم بأنه قرآنى رغم أنه سبق أن أعلن أنه لا ينتمى إلى جماعة القرآنيين، وسيتهم بأنه مُنكر للسنة... إلخ، كل هذه الاتهامات هى وليدة فقه التخاصم والتكفير الذى ينتقده مشتهرى، والذى وقعنا ومعنا الوطن تحت مقصلته الرهيبة.

أتمنى أن تفتح هذه الدراسة وغيرها نافذة للنقاش العاقل الحر بدلاً من أن تكون وثيقة اتهام وتكفير.

[email protected]

 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل