المحتوى الرئيسى

د. محمود رمضان يكتب: اللهم بلغنا سبتمبر!!!

06/12 00:20

إن الجدل الدائر هذه الأيام بشأن الفترة المقبلة على مصر سياسيا، والذى يدور حول (الانتخابات أولا أم الدستور أولا)، وانقسام المصريين حول هذا التباين، أقول إنه جدل جدير بالوقوف والتأمل، فلكلا الفريقين رؤاه وقناعاته السياسية والفكرية بشأن ما تبناه من طرح، ولعلنا وبنظرة تحليلية نجد ما يلى:

-أما أصحاب الفريق الأول القائلون (الانتخابات أولا)، انتصارا لإرادة الشعب الذى صوت لصالح التعديلات الدستورية بأغلبية كبيرة، ثم هو يرى أن وضع الدستور أولا حتما ولابد يفتح بابا من الجدل والانقسام أكبر من سابقه.. وتظل مصر فى حلقة مفرغة، كما أنهم يرون (وجلهم من الإسلاميين: إخوان وسلفيين)، أن مرور البلاد بما تمر به من فوضى وبلطجة إنما يستدعى ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، لإنهاء حالة (اللادولة)، وذلك برجوع المؤسسات الحكومية المختلفة لممارسة وظائفها الأساسية المنوطة بها، لا سيما الجيش ومهامه المتمثلة أولا وآخر فى الدفاع عن مصر ضد أعداء الخارج المتربصين بأمنها.

-وبالانتقال إلى الفريق الآخر (وأكثرهم من الليبراليين والعلمانيين)، نجد رؤيتهم المتمثلة فى تأجيل الانتخابات شهورا معدودة، يوضع فيها الدستور، وتستعيد فيه الأحزاب عافيتها وتسترد حيويتها، وتعيد الهيكلة، هذا طبعا لأحزاب ما قبل الثورة، وأما أحزاب ما بعد الثورة، فهى فرصة تتهيأ فيها ببناء قواعدها وتنظيم صفوفها لدخول الانتخابات.

ثم إنهم يرون أنه لا منظم الآن حركيا وسياسيا إلا بقايا الحزب الوطنى، بإمكاناتهم التى اكتسبوها، فقد كانوا هم الدولة وكانت الدولة هم، هذا من جهة، والإخوان من جهة أخرى بتنظيمهم المعروفين به، وحنكتهم السياسية التى اكتسبوها خلال تاريخهم الطويل فى مجال العمل السياسى، وفى حال الانتخابات، هؤلاء هم من سيفوزون بنصيب الأسد.

وللحق فإنى أطرح سؤالا قد يبدو ساذجا، ولكنه مطروح وبقوة، وهو: هل نجد من بيننا من يعطى صوته لأحد أعضاء الحزب الوطنى سابقا؟! وهم معروفون كالشمس لكل مصرى، لا سيما أصحاب كل دائرة انتخابية.. أترك الإجابة لكم!!!.

وإن نظرنا وبعين منصفة لجماعة الإخوان المتهمة بأنها منظمة، ولها أن تفخر بهذا الاتهام، لنا أن نعترف بمدى المعاناة والقهر التى واجهها أفرادها إبان العهد السابق لقاء ممارسة حقوقهم كمواطنين لهم الحق فى ممارسة السياسة، وحدث ولا حرج عن الاعتقال والتعذيب والمحاكمات العسكرية ومصادرة الأموال..الخ، ثم هم ليسوا على قدم المساواة (الآن) نظريا مع الأحزاب الليبرالية، والتى عمر بعضها عشرات السنين، والتى كانت مفتحة لهم الأبواب، يعملون فى السر والعلن! ما لكم كيف تحكمون!؟ ما الذى حال بين هذه الأحزاب والعمل المنظم وترتيب الصفوف!!؟

ثم السؤال: هل الإمهال لبضعة أشهر (فى ظل فوضى وبلطجة)، كفيل بفعل ما لم تفعله السنين الطوال؟.. إنى لفى شك من هذا! أم أن هذا عذر لفشل مسبق ومتوقع من قبل أصحاب هذا التوجه؟.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل