المحتوى الرئيسى

انتهاك براءة الطفولة بقلم : مرابطي امال

06/11 22:26

بقلم : مرابطي امال

انتهاك براءة الطفولة.

أصبح الأطفال في خضم الاحتجاجات التي تعم الوطن العربي ثوارا ورمزا من رموز النضال والمقاومة و في خضم تسارع الأحداث تناست الشعوب معنى الطفولة المتمثلة في البراءة والحصول على التعليم والأكل والملبس ومستوى معيشي بالإضافة إلى توفير تربية قويمة و توفير حياة محمية من مخاطر الحروب، فعلا في خضم تسارع الأحداث تناست العائلة معنى الطفولة فهل صحيح مشاركة الطفل في الثورات الشعبية و ضرورية ليتعلم الاعتماد على نفسه منذ صغره لتكون بداية الثقة والغوص في صعوبات الحياة.

نشاهد كثيرا وتكرارا مشاركة وإدماج الأطفال في الحروب والثورات الشعبية والمسيرات و نتساءل كيف يخطر لهذه الشعوب أن تستعمل الطفولة ؟ الطفل يحتمي بأبيه أم الأب يحتمي بطفله؟

الأطفال هم البراءة وهم من يدخلون البهجة والسرور في نفوس أهاليهم ومجتمعهم، فلا نرضى أن يمسهم أي خطر أو أن يصيبهم مكروه، أم أن مفهوم الطفولة يتغير في حالة الحرب والثورات الشعبية؟ في زمن الصحابة رجل وجد امرأة لا ترأف بولدها فقيل لها إذا لم ترأفي بابنك فكيف سترأفين بأمتك

لماذا لا يزداد الاهتمام بحماية الأطفال من مخاطر الحروب حتى يبلغ سن 20 أليس هذا العمر المناسب ليقوم الإنسان بمصارعة الحياة.

الطفل لا يفهم معنى عمله وجلوسه بشكل هادئ أو مشاركة أقرانه في اللعب دون مشاكل ، الطفل ليس لديه مؤهلات ليفهم ما يحيط به ، الطفل له عالمه لأنه لا يملك لا مؤهل جسدي ولا فكري ولا عقلي ليفهم ويحلل وضعه فمطالبه معروفة ورغباته معروفة لدى الجميع، فكيف بأسرة أن تضع طفلها في موضع أكثر منه، كيف يستخدمونهم كجنود و يسمحون لهم بالمشاركة في الحروب ومظاهرات وهم لا يفهمون معانيها إلا ترديد الشعارات ، فبأي جسم ذلك الذي يتحمل العنف ضده .

كيف تستطيع الأم أن تسلم ابنها للمجرمين والقتلة وهي تعرف أن القاتل لا يرحم ؟ كيف تعتمد عليه ليرفع صوته ويندد ...... هل يستوعب الطفل حقا؟ ألم تفكر الأم أن يتعرض ابنها إلى إعاقة جسمية ونفسية ؟ هل تفتخر ببطولته وهو معاق أمامها ؟ أي بطولة وهو لا يدركها ؟ هل واجب على الطفل أن يدمج في كل صغيرة وكبيرة .

ألم يفكر هؤلاء أن الثورات المعاصرة لها أثار مدمرة على الأطفال من تعرض للقتل ولتعذيب وسجون واغتصاب ، ثورة أذهلت العالم ، أطفال استمعوا للهتافات والعبارات فأصبح يرددها دون فهم لمعناها ، فماذا يفهم الطفل من عبارة ' الشعب يريد إسقاط النظام ' إلا مجرد شعارات رددوها ولا يدركون مغزاها .

كيف ترضى عائلة بدفع ابنها إلى ساحات الاحتجاجات هنا يبدأ التشكيك بالثورات !! ؟ ، لماذا يشارك الأطفال بالاحتجاجات أي مطالب يريدها الطفل ؟ ماذا يحدث بالتحديد ؟ أطفال تراوحت أعمارهم ما بين 5 سنوات إلى 17 عام في ميادين وساحات الاحتجاج و انتهاكات لحقوق الطفل ولا يوجد تنديد لما يحدث من تجريم وتقتيل وهمجية.

نعرف أن التغيير ليس سهلا ، ولكن لا يتحقق باستعمال الأطفال كوسيلة لإسقاط النظام وجلب الأنظار بل انه يتحقق حيث تقلب عيوننا نحو دواخلنا لنرى أين نحن ؟ وأين نقف؟

في اليمن طفلة عربية صغيرة لاقت على يد الخائن القاتل علي عبد الله ما يلاقيه إخوتها في ليبيا والعراق وسوريا وفلسطين فما ذنب هذه الأجيال التي شهدت انهيار الوطن العربي وتفتته وهيمنة القوى الداخلية الفاسدة والقوى الخارجية الامبريالية .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل