المحتوى الرئيسى

د.عبد الوهاب الزنتانى يكتب: المختصر المفيد فى سلوكيات الحكام العرب

06/11 22:14

هؤلاء الحكام لا يحترمون القيم والمبادئ التى تشكل تقاليد مجتمعاتنا العربية ولا يتعظون بأحداث التاريخ ولا يقبلون بأى إصلاحات أو نقد بناء من أناس يرون أنهم على حافة السقوط، على الرغم من أن الذين يشيرون إلى الإصلاحات عادة ما يبدون الرأى بخجل أو بالرمز خوف البطش والإبعاد والتجويع وغالبا ما تكون أصواتهم خافتة وبالتالى تعلو عليها أصوات الأزلام والمنافقين المرغوبين لدى الحكام.

(وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم هى حسبهم ولعنهم لله ولهم عذاب مقيم - صدق الله العظيم).

وجدير بنا أن نقدم أمثلة على تصرف الحكام العرب فى هذا الزمان الذى لم تعد فيه خفايا أو أسرار بسبب التطور التكنولوجى والعلمى ذلك أن كل شىء مرئى ومسموع مكشوف من الأجواء العليا ومن تحت الأرض وفوقها.

ومع ذلك فالواحد منهم عندما يتبوأ منصبه إما بانقلاب عسكرى أو انتخابات مزورة أو توريث مفروض يقوم على الفور بثلاثة أمور، أولها، إيكال كل المناصب لإخوته وأبنائه وبناته وأقاربه لأنه فى الأصل كان قد وصل الكرسى بالتآمر وهكذا فهو يتوجس خيفة من أى إنسان ولا يثق فى أحد.

وثانيا، نهب المال العام وجمع غيره بالاستغلال والرشوة والعمولات.

ثالثا، بسجن وقهر وقتل كل صاحب رأى أو فكر يبدى أى نقد ولو بالسر أو الإشارة مستخدما آلاف الحجج كالقول إن هذا أو هؤلاء خونة متآمرون وعملاء لقوى أجنبية وهى تهم سهلة وحاضرة فالعمالة لابد أن تكون لإسرائيل أو أمريكا وغيرهما، وأخيرا وجد هؤلاء الحكام الفزاعة التى يعتقدون أنهم بها يتلقون التأييد والمساعدة من الغرب كالقول بأنهم إذا ما أسقطوا فإن القاعدة ستسيطر على البلاد، وهذا ما استند عليه القذافى الذى لم يترك معرة إلا ونسبها إلى الثوار، وبعده على عبدالله وقبلهما بن على وحسنى مبارك.

وإذ هو أى الحاكم العربى لا يمكنه أن يفكر ولو فى المنام فى التنحى عن الحكم حتى بعد عقود من دوسه على رقاب الناس لأنه إذا ما قبض عليه سيحاكم، وإذا هرب سيتابع، ولن يفلت من القصاص، والقضاء العادل، وبالتالى لابد أن يقاتل ويستخدم كل الطرق ليبقى جالسا على الكرسى قابضا على رقاب الناس دون رحمة ولا شفقة، ولهذا الحاكم أو ذاك أبواق تصلى باسمه وتدعو له من خلال الإذاعات المرئية والصحف الصفراء التى يستأجرها بمال الشعب.

والغريب أو المستغرب أنهم يستعملون نفس الأسلوب ونفس المصطلحات، يقولون عن المعارضين أو المتظاهرين إنهم عملاء وخونة ومرتزقة وعن وسائل الإعلام التى تنقل الأخبار التى لا تعجبهم أنها ممولة من المخابرات وإسرائيل، ومن يتحدث بغير النفاق ولا عن خصالهم ومناقبهم المجيدة فإنه كاذب وعميل وهو يخدم إسرائيل الخ.

هؤلاء الحكام العرب لا يملكون الشجاعة كقيمة ولا العقل كميزة وسجية، يعرفون فقط البوليس والقتل بكل وسائل القتل والتدمير والسجون التى يشرف عليها أناس (إذا أمكن أن يقال إنهم أناس وبشر) لأنهم يملكون من الكراهية والحقد ما لا يمكن تقديره، وشعارات هؤلاء الحكام ونزواتهم البقاء والبقاء ولو على جماجم كل الناس الذين قدر لهم أن يكونوا تحت حكمهم فلا يطيقون سماع كلمة عدل وحرية أو ديموقراطية، فلا صحافة حرة ولا قانون يحترم ولا دستور يحدد العلاقات بين الحاكمين والمحكومين، بين هذا الحاكم ورعيته، ولو بدأنا من بن على فى تونس ونلحق به حسنى مبارك فى مصر ثم القذافى فى ليبيا وعلى عبدالله فى اليمن وبشار فى سوريا والبشير فى السودان وبوتفليقه فى الجزائر دون أن نتحدث على الأقل مؤقتا عن السلاطين والملوك والأمراء، بسبب معروف ومكرر وهو أن الأولين يقولون إنهم ثوار، وإنهم جاءوا ليحققوا الحرية والوحدة الخ الشعارات، هؤلاء جميعا استخدموا جميع وسائل القمع والقتل والتعذيب والتغييب وانتهاك الحرمات ضد شعوبهم أن صح أنهم منها وهم جميعا ذوى غرائز موغلة فى البدائية.

وهذا أحدهم فشلت معه جميع مساعى الوساطة للخروج وترك شعبة يقرر لنفسه نراه يوم 4 يونيو2011م يخرح رأسه مشويا ووجهه مشوها وأطرافه دامية؟

وهؤلاء الحكام فى خطبهم بمناسبات الاحتفالات التى يقومون بها الكثير من الحديث عن النضال وتحرير فلسطين ومعاداة الامبريالية فى حين أنهم يقهرون شعوبهم وكل إنسان يعرف أن المقهور والخائف لا يمكنه أن يحارب أو يحرر وطن بل بالعكس فهو اذا وجد الفرصة يحرر نفسه من حكامه الطغاة وهو ما نشهده الآن فى كل بلادنا العربية.

إن ثورات الشباب تقلب الكراسى على رؤوس حكام أوغلوا فى الظلم وسرقة المال العام وتأخير البلدان تعليميا واقتصاديا وصحيا وثقافيا الخ.

ولعل أحسن من عبر عن سلوك هؤلاء الطغاة أبوالقاسم الشابى كعادته فى تطويع اللغة العربية للدلالة على الحق والحرية، فقال:

يقولون

(صوت المستغلين خافت وسمع طغاة الأرض أطرش أضخم

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل