المحتوى الرئيسى

ردا على د/ خيرالله محمد ساجر الدليمي بقلم : عطية مرجان ابو زر

06/11 22:05

الذي كتب (تكنولوجيا متطورة استخدمت في محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح)

بقلم : عطية مرجان ابو زر

مدرب سابق في مدرسة الحرس الجمهوري -صنعاء

ظننت وأنا أطالع المقالة المنشورة للمذكور على صفحات دنيا الوطن الغراء لتاريخ 9/6/2022م أنني أقرأ تحليلا عسكريا لخبير في تكنولوجيا الأسلحة الذكية Smart weapons technology وفوجئت في آخر المقال بعبارة (الكاتب خبير في شؤون حرب العصابات(. ولم أجد تلك العلاقة العلمية العسكرية بين الحديث عن صواريخ ذكية مدارة من غرفة عمليات أمريكية ولم أجد حديثا عن تصنيع متفجرات النتروجلسرين ومتفجرات أزيد الرصاص أو مواد كيماوية تستخدم في أسلحة حرب العصابات ...ولم أجد أي علاقة بين خبرة الكاتب والموضوع الذي خاض فيه , فكان من حقي الرد للتوضيح احتراما لعقل قراء دنيا الوطن الذين احترمهم جميعا.

من الواضح أن الكاتب قد وضع هدفا مسبقا لمقالته أو أنه وضع عنوانا مسبقا كمثل ( ليس لثوار اليمن أن يصلوا للرئيس صالح) أو ( ان لم تقتل أمريكا الرئيس صالح فلن يمت) عنوان من هذا القبيل وضعه الكاتب وأخذ يدور حوله للوصول إلى غايته, وفي ذلك استهتار بعقل القارئ أو لعله استذكاء , والحق يقول أن المقالة سياسية تضليلية لا علمية عسكرية , سيجها الكاتب بفكرة الرعب الماثلة في أفلام أكشن الكابوي الأمريكي, وجللها بنظرية المؤامرة , ثم عظم وفخم سيادة الزعيم علنا واستبعد ضمنيا وجود ثوره أو ضباط أحرار في الحرس الرئاسي .

يقول الكاتب (لفت انتباهي تلك الصور التي بثت عبر وسائل الأعلام ) وعليه فقط كانت مرجعيات الخبير مجرد صورا لا ميدان جريمة وقرائن , إذ ليس من قدرات الخبراء أن يتخذوا من الصور الإعلامية المجزأة قرائن ومواد للتحليل وكذلك لا يعتمد ذلك أي من الجنائيين على الإطلاق باستثناء الصور الملتقطة من قبل مصورين جنائيين مختصين ...

كذلك جزم الخبير قائلا ( لم تكن الضربة بفعل حزام ناسف أو من جراء عبوة موقوتة ) مبررا ذلك بخبرته في حرب العصابات قائلا( لأن الحقائق العددية تنفي مثل هكذا تصور، ولا يمكن لأياً كان من البارعين في علم رمي المقذوفات التقليدية الغير مباشرة أن يصيب الهدف المراد ضربة من خلال المقذوف الأول، أن الفتحتين التي قد خلفتها الضربة في جدار المسجد تؤكد على أنمها قذيفتين خفيفتين نسبيا ينحصر عيارهما ما بين 122 و 155 ملم، لكنهما من الطراز الذكي الذي يطلق من بعد ويسير تحت السيطرة من أجل أصابت نقطة محددة بعينها قد لا تتجاوز مساحتها المتر المربع الواحد) الى هنا كان تبرير الكاتب لنفيه كون العبوة موقوتة وتأكيده على كونها قذيفتين صاروخيتين.....

وفي فقرة أخرى غالط الكاتب كل ما قاله إذ قال:)أن القصر الجمهوري وجميع ملحقاته محاط بسياج حماية يمنع وصول القذائف ذات الرمي المباشر من الوصول إلى أهدافها المنتخبة.)

وبالتدقيق في المقالة فان كل ما وجدناه هو تقديرات شخصية ووصف قصصي أدبي بغرض سياسي يؤكده قوله:

( أن البعد السياسي لمثل هكذا عمل كبير، أقول انهُ مرتبط بتداعيات ما هو حاصل في اليمن من أحداث كبيرة، فقط أقول لا عربان الخليج ولا اليمنيين بشقيهما (السلطة والمعارضة) أنهما غير قادرين على أدارت هكذا مستوى عملياتي متقدم.)

وهنا يعترف الكاتب بكل احترام بالغرض الحاصل من مجمل مقالته, ولتصحيح معلومات الكاتب الخبير واحتراما لعقل القارئ الكريم اذكر الحقائق التالية:

1. القذائف التي من عيار 122 ملم و 152 ملم قذائف تحقق نسبة عالية من الأضرار damage ضد الدبابات وناقلات الجنود المدرعة, ولا تطلق على الجدران لأنها تحتاج للاصطدام بجداريات حديدية فولاذية لا جدران لبنية حجرية, وهذا النوع من القذائف يسمى قذائف HE ضد الأهداف المدرعة, وتطلقها مدافع الهاوتزر ولا يطلق هذا النوع من طائرات إذ لم يوضح لنا الأخ الخبير عن تقديره لمصدر الإطلاق أكان من غرفة عمليات في واشنطن أو غرفة عمليات في صنعاء ( فان كان من واشنطن فالأمر محال, أما إن كان من صنعاء ففي الأمر إشارة لوجود عسكري أمريكي داخل صنعاء لم يحدثنا عنه الكاتب, وفي كل الأحوال فان الضربة الغير المباشرة القليلة التدمير لهذا المقذوف لا يمكن أن تتم عن مسافة أكثر من 50 متر والمعروف أن الجدار المحيط بالقصر الجمهوري يبعد عن مسجد القصر أكثر من 300 متر , إضافة لذلك فان هذا النوع من المقذوفات يسبب انفجارا للشظايا وليس حروقا كونه مصنوع أصلا لقتل الدروع لا البشر.... وهذا النوع من المقذوف استعملة العراقيون لتدمير دبابات ابرامز و أجرى الروس العديد من التجارب الحية عليه،حققت مستويات عالية من الأضرار damage ضد الدبابات وناقلات الجنود المدرعة . و أجرى الأمريكان تجارب عديده ، لتطوير قاعدة البيانات الخاصة بهم حول تأثير قذائف HE ضد الأهداف المدرعة . فتم إطلاق عدد 56 قذيفة HE ضد عدة أهداف مدرعة ، وذلك بإستخدام صمامات fuses تصادمية وأخرى تقاربية . الأهداف كانت عبارة عن سيارات شحن أمريكية وعربات مدرعة M557 ودبابات نوع M-48 . جرى الإطلاق بواسطة قذائف عيار 155 ملم الهاوتزر ( المكافئة تقريباً للقذائف الروسية من عيار 152 ملم.

2. ان كل ما شهدت به الأخبار الطبية لاصابات الرئيس صالح تؤكد أن المتفجرة التي أصيب بها كانت نتيجة مفرقعات (قريبة مكانية) وليست مقذوفات عن بعد,على اعتبار ان فكرة الانفجارً تعتمد على تمدد هائل ومفاجئ والمتفجرات مواد لها القدرة على إحداث ضغط مفاجئ على ما يحيط بها وذلك نتيجة لتحول المادة فجأة إلى غازات ساخنة. وتشغل الغازات في لحظة الانفجار نفس الحيز الذي كانت تشغله المادة الأصلية ولكن حرارة الانفجار تسبب تمددها ويصبح التمدد هائلاً بالنسبة للوعاء الذي يحتوي على الغازات فينفجر محدثا شظايا متناثرة.وهو ما لم تؤكده أي انهيارات في جدران المسجد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل