المحتوى الرئيسى

رامى محمد زين يكتب: الشجار الوطنى

06/11 16:44

هل فقدنا ثقافة سماع الآخر، أم أننا لم نكن نمتلكها من الأساس لكى نفقدها؟

وهل السبب فى عدم وجود ثقافة سماع الآخر لدينا أننا عشنا فترة تحت ظل نظام كان يقصينا من الحوار، ولم يعطنا فرصة لكى نكون طرفاً فيه.. نظام كان مكمماً لأفواهنا، مزوراً لإرادتنا.. واليوم حين أتيحت لنا الفرصة لكى نكون طرفاً فى الحوار انفجر الكبت الذى بداخلنا فأصبحنا نتحدث ولا نعطى الفرصة لمن أمامنا ليبدى وجهة نظره، أصبحنا نتحدث ولا نسمع إلا صوتنا.

فجلسات الحوار والوفاق الوطنى تحولت إلى جلسات للشجار الوطنى، وأصبح أسلوبنا مع بعضنا البعض أبعد ما يكون عن أسلوب حوار، وأقرب ما يكون إلى أسلوب شجار.

والمحزن أن ترى مثل هذه التصرفات تصدر من المتعلمين المثقفين الذين من المفترض أنهم يمثلون اتجاهات سياسية فى المجتمع، ومنتظر منهم وضع اقتراحات وحلول تدفع مصر إلى الأمام، فإذا كانت هذه هى طريقتهم فما هو المنتظر من مواطن الشارع العادى؟ أنظر إلى طريقة تعاملنا فى حياتنا اليومية صوت عال.. سباب بأبشع الألفاظ.. عدوانية، قل الاحترام المتبادل بيننا، وأصبح بعضنا يتعامل بطريقة (وكمان بتقوليلى صباح الخير)، خاصة مع رجال الشرطة.

إن إحساس البعض بالحرية بعد قيام الثورة وفى ظل الانفلات الأمنى جعل البعض يفجر ويقدم على أفعال ما كان يجرؤ أن يفعلها من قبل.. لقد أصبحت إشارات الاستقبال لدينا ضعيفة، أصبحنا نريد أن نرسل فقط.. فهل هذه هى الديمقراطية التى ننادى بها؟ وهل حقاً غيرنا من أنفسنا بعد الثورة؟.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل