المحتوى الرئيسى

العيسوى: الدعوة للاستثمار فى البورصة لإنعاش الاقتصاد "أسلوب مرفوض"

06/11 16:22

قال الدكتور إبراهيم العيسوى مستشار معهد التخطيط القومى، إن هناك أساليب مرفوضة لانتعاش الاقتصاد المصرى، قائلا "كان الغيظ يتملكنى كلما شاهدت إعلانا يناشد المواطنين شراء أوراق مالية دعما للبورصة، وكلما ظهر بعض المشاهير وكبار المشايخ والقساوسة فى البورصة لافتتاح جلسات التعامل فيها، وكأن وجود هؤلاء يدعم الثقة فى البورصة ويطرح البركة فى تعاملاتها ".

وأوضح العيسوى أن ذلك جعل الأمر يبدو وكأن صعود مؤشر البورصة هو المعيار الصحيح للنجاح الاقتصادى، مع أن البورصة كانت تتسم بقدر كبير من الضعف والهشاشة لسنوات طوال قبل قيام الثورة، ومع أن مؤشرات البورصة، التى تلعب فيها المضاربات دورا رئيسيا كثيرا ما لا يكون لها صلة بالحالة الاقتصادية الفعلية للشركات، التى تتداول أسهمها فى البورصة، أو بحالة الاقتصاد العينى أى قطاعات الإنتاج الأساسية فى الاقتصاد الوطنى ، مضيفا أن دعوة المواطنين للاستثمار المالى فى البورصة هى فى الواقع دعوة للانخراط فى نشاط ريعى تنتقل فيه الأوراق المالية من يد إلى يد دون إضافة إلى رأسمال المجتمع.

لافتا إلى أن ما تشتد حاجة البلاد إليه هو الاستثمار الإنتاجى، ويمكن بالطبع أن يكون الاستثمار المالى فى البورصة طريقا للاستثمار الحقيقى المنتج إذا دعى الناس للاكتتاب فى شركات جديدة، ولكن هذا أمر لم تشهده البورصة منذ فترة طويلة.

ومن ناحية أخرى انتقد العيسوى ما قاله وزير المالية بأن الاقتصاد المصرى كان يسير بشكل جيد من حيث النمو، وأن المشكلة كانت تنحصر فى أن ثمار هذا النمو لم تكن تتوزع بشكل عادل، مشيرا إلى أن حالة الاقتصاد المصرى لم تكن على ما يرام أصلا قبل الثورة، وبالطبع كان توزيع الدخل والثروة بعيدا عن العدالة وانحاز بشكل صارخ للأغنياء، ولكن كانت هناك مبالغات ضخمة فى معدلات النمو الاقتصادى التى قيل إنها دارت حول 7% سنويا فى السنوات الثلاث السابقة على الأزمة الاقتصادية العالمية، بينما لم تكن تزيد على 4% فى حقيقة الأمر، وكانت مساهمة القطاعات الإنتاجية الرئيسية، وبخاصة الصناعة التحويلية والزراعة، فى النمو الاقتصادى ضعيفة جدا، إذ كان نصيب الصناعة التحويلية فى الناتج المحلى الإجمالى فى حدود 16%، وهو قريب من المستوى الذى كانت مصر تحققه فى أواخر الستينيات من القرن الماضى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل