المحتوى الرئيسى

زيارة كرزاي لباكستان تكلل بـ"إعلان إسلام أباد" لتفعيل جهود مقاومة الإرهاب

06/11 17:09

إسلام أباد - بكر العطياني

أكدت باكستان وأفغانستان على ضرورة العمل معاً للقضاء على الإرهاب ومواجهة التحديات المشتركة. جاء ذلك خلال محادثات ثنائية في العاصمة الباكستانية إسلام أباد تناولت الحرب على الإرهاب وسبل تفعيل المصالحة الأفغانية، كما تضمنت الزيارة التوقيع على "إعلان إسلام أباد" والاتفاق على تشكيل قوة مشتركة لمراقبة الحدود بين البلدين.

وكان كرزاي وصل الجمعة 10-6-2011 على رأس وفد أفغاني رفيع، يضم وزراء وعدداً من قادة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأفغانية والشخصيات السياسية، من بينهم برهان الدين رباني الرئيس الأفغاني الأسبق، ورئيس مجلس السلام الأعلى في أفغانستان.

وخلال لقاء صحفي مع نظيره الأفغاني حامد كرزاي أكد الرئيس الباكستاني آصف زرداري دعم بلاده لجهود المصالحة الأفغانية، ووقوف بلاده إلى جانب الحكومة والشعب الأفغاني. وأضاف زرداري أنه لا يمكن توقع إحلال السلام في المنطقة من دون السلام في أفغانستان.

من جانبه، أشاد الرئيس الأفغاني بعلاقات بلاده مع باكستان والدور الذي لعبته إسلام أباد في دعم القضية الأفغانية، واستضافة ملايين اللاجئين الأفغان على الأراضي الباكستانية. وأضاف كرزاي أن بلاده ستعمل إلى جانب باكستان للقضاء على الإرهاب والتطرف وإعادة الاستقرار للبلدين، كما جدد الرئيسان الباكستاني والأفغاني عزم بلديهما على تعزيز العلاقات الثنائية والاستفادة من موقعيهما الاستراتيجي من خلال تعزيز التعاون مع دول الجوار، وخاصة دول آسيا الوسطى.

توقيع بيان مشترك

الجانبان الباكستاني والأفغاني وقعا على بيان مشترك حول المحادثات سُمي بإعلان إسلام أباد، وتضمن ثلاثة وعشرين بنداً، لعل من أبرزها التأكيد على ضرورة العمل معاً للقضاء على الإرهاب ومواجهة التحديات المشتركة والتعاون في مختلف المجالات الأمنية والعسكرية والتجارة البينية والمواصلات والطاقة والتعدين وتطوير البنى التحتية، كما أكد الجانبان على سيادة ووحدة أراضيهما وعدم السماح باستخدامهما في شن هجمات على أي دولة أخرى.

وقد جدد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا غيلاني في إيجاز صحفي أعقب محادثاته مع الرئيس الأفغاني موقف بلاده الداعم لجهود المصالحة التي ترعاها الحكومة الأفغانية، معرباً عن استعداد بلاده لتقديم كافة الدعم الممكن لإنجاح المصالحة الأفغانية، مؤكداً أن استقرار وازدهار أفغانستان يصب في مصلحة بلاده، لكن كلا المسؤولين تجنبا الإجابة على أسئلة الصحفيين بخصوص آلية التعامل مع قادة حركة طالبان الأفغانية، سواء من سيقبل بالحوار أو من سيرفضه.

كما أكد الطرفان على ضرورة القضاء على ما وصف بالملاذات الآمنة للجماعات المسلحة على جانبي الحدود، ومنع عمليات التسلل، وقد تعهد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بفتح تحقيق حول الهجومين اللذين استهدفا نقطة حدودية باكستانية في مقاطعة دير العليا شمال غربي باكستان من قبل عناصر مسلحة عبرت من الجانب الأفغاني من الحدود. ووصف كرزاي الهجوم بالمقلق، مؤكداً أن بلاده ستفعل ما يلزم، معرباً عن تفاؤله في الوقت نفسه بأن تقوم باكستان هي أيضاً بدورها في القضاء على مخابئ المسلحين ومنع عمليات التسلل عبر الحدود.

قوة عسكرية مشتركة لمراقبة الحدود

وخلال محادثات وزيري داخلية البلدين اتفق البلدان على تشكيل قوة عسكرية مشتركة في غضون ثلاثة أسابيع، مهمتما ضبط أمن الحدود ومنع عمليات التسلل من الجانبين، كما اتفق الجانبان على تبادل المعلومات الاستخباراتية على جانبي الحدود بين البلدين.

وقد تضمنت زيارة الرئيس الأفغاني والوفد المرافق له اجتماعاً هو الأول للجنة السلام المشتركة التي تضم مسؤولين وشخصيات من الجانبين، وقد ترأس الاجتماع الأول للجنة المشتركة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ورئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا غيلاني.

وتهدف اللجنة لتسهيل عملية المصالحة الأفغانية وتبادل المعلومات والآراء بين البلدين، ومن المقرر أن تعمل لجان فرعية منبثقة على وضع آليات عمل اللجنة المشتركة ومتابعة التنسيق بين البلدين، على أن يتم تقديم ما تم التوصل إليه إلى الاجتماع المقبل للجنة المشتركة، والذي من المقرر أن تستضيفه العاصمة الأفغانية كابل.

وعلى هامش الزيارة عقد برهان الدين رباني الرئيس الأفغاني الأسبق ورئيس مجلس السلام الأعلى في أفغانستان محادثات مع بعض القادة والساسة الباكستانين لعل من أبرزهم فضل الرحمن زعيم جماعة علماء الإسلام الذي ينظر إليه من قبل أوساط أفغانية وغربية على أنه من المقربين من حركة طالبان الأفغانية، وذلك لحثه على لعب دور في إقناع حركة طالبان الأفغانية بالجلوس على طاولة الحوار مع الحكومة الأفغانية.

وبعد اللقاء أكد الجانبان على ضرورة إيجاد حل سلمي للصراع في أفغانستان، لكن فضل الرحمن نفى وجود أي محادثات مع طالبان وأن ما يجري مجرد جهود لعقد هذه المحادثات.

مطالب بضمانات

وكان مسؤولون أفغان أشاروا قبيل المحادثات إلى أن كابل ستطلب من إسلام أباد ضمانات بعدم عرقلة جهود المصالحة الأفغانية وحماية كافة عناصر طالبان الذين يرغبون بالتفاوض مع كابل، واعتقال من يرفضون الحوار.

وتأتي زيارة كرزاي إلى إسلام أباد بعد أكثر من شهر على مقتل أسامة بن لادن في عملية أمريكية خاصة في باكستان، وفي ظل تقارير تحدثت عن مساع أمريكية للاتصال مباشرة مع حركة طالبان الأفغانية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل