المحتوى الرئيسى

أفق جديدالأب الهليوكوبتر‏!‏

06/11 02:07

بعض الأحزاب والجماعات السياسية في مصر تتقمص دور الأب أو الأم‏,‏ معتبرة أن الشعب قاصر أو هو في حكم الأطفال الذين يجب التدخل في شئونهم لتعديل سلوكياتهم وتحديد خياراتهم ورسم مستقبلهم‏.‏

وقد انتبه الباحث الأمريكي ناثان براون إلي هذه الظاهرة في مقال له عن علاقة جماعة الإخوان بحزب العدالة والحرية, واسترعي براون أن الجماعة هي التي اختارت قيادات الحزب وحددت أهدافه والنسبة التي يمكن أن يحصل عليها في الانتخابات وأمور كثيرة أخري, ومع ذلك فإن قياداتها ئؤكد استقلالية الحزب عنها, وهو أمر من الصعب تفهمه.

وقد وصف براون هذه العلاقة بظاهرة ولي الأمر الهليوكوبتر(الأب أو الأم), وهو مصطلح إجتماعي ظهر في أمريكا قبل10 سنوات واصفا الآباء والأمهات الذين لا يتركون صغيرة ولا كبيرة تتعلق بأولادهم إلا وتدخلوا فيها. وولي الأمر هنا يشبه طائرة الهليوكوبتر التي تحوم حول المكان قبل أن تهبط فيه, فتثير الغبار وتحرك كل شيء.

والشاهد أن الظاهرة موجودة عندنا اجتماعيا بشكل مفرط, والاهتمام الهائل بامتحانات الثانوية دليل ساطع, لكن الأخطر أنها موجودة في الشأن العام ليس لدي الإخوان فقط, بل لدي غالبية القوي, التي يمارس بعضها السياسة باعتباره عملا تبشيريا دينيا يتم من خلاله تعليم الناس وتوعيتهم بما هو صالح لهم.

وفي حين أن الأحزاب السياسية الطبيعية تتعامل مع الناس/ الناخبين باعتبارهم كاملي الأهلية والقدرة علي معرفة ماينفعهم وما يضرهم, وأن السياسي خادم للشعب وليس سيده, فإن قيادات الأحزاب عندنا تبدو متعالية علي الناس الذين عليهم أن يتلقوا أوامرها بفرح وحبور.

وإلا ماذا تعني حملة الرعب التي تحذر من إجراء الانتخابات في موعدها علي أساس أننا غير قادرين علي الاختيار, وأن فلول الثورة التيارات الدينية ستسطو علي أصواتنا, وكأن المصريين جهلة لا يعرفون من سينفعهم ومن سيضرهم, وربما لايعرفون الألف من كوزالذرة!

وماذا يعني مطالبة رئيس حزب الوفد مرارا بمد الحكم العسكري عامين, لأننا لا نستطيع حكم أنفسنا, ناسيا أن أجدادنا كانوا قادرين علي اختيارقيادات الوفد لحكمهم قبل60 عاما.

و ماذا يعني- ثالثا- أن ينصب بعضنا من أنفسهم حكاما علي الضمير, فيسارعون بتصنيف أن هذا مع الثورة وهذا من فلولها لمجرد أن أحدا أبدي رأيا مخالفا, في حين أن السادة الذين يحتلون الساحة منقسمون علي أنفسهم, يتحدثون بما يحلو لهم دون أن يتم وضعهم في ركن الخونة والكفار والصابئة.

مصر شبعت من ظاهرة الزعيم الملهم والرئيس المؤمن رب العائلة والرئيس الذي ولدت مصر معه.. وليست في حاجة إلي من يعتبرها قاصرا أو أن يعلمها كيف تحبو؟!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل