المحتوى الرئيسى

كلماتدوافع التقارب العثماني مع الشرق

06/11 02:07

‏رفضت تركيا تصنيفها كقطعة شطرنج يحدد العالم موقعها علي الخريطة السياسية ويرسم لها أطر تحركها الدولي‏..‏ فأنقرة تبنت سياسة خارجية ذات ملامح متعددة‏.

منها أن تكون مثل القوة الناعمة ذات دبلوماسية متعددة الأبعاد, تستهدف من خلالها ان تكون دولة محورية وقوة عظمي في النظام العالمي الجديد.

والانشغال بالقضايا والمشاكل والأزمات العربية, كان المدخل الرئيسي للدبلوماسية التركية الدولية, بغية تحقيق مساعيها للحصول علي دور إقليمي مهم في الشرق الأوسط, ثم لتعـــزيز مواقعها أمريكيا وأوروبيا. ولم تترك تركيا فرصة إلا واستغلتها لتحول بوصلتها نحو الشرق مستفيدة بمجموعة من العوامل التي وفرها المناخ السياسي التركي والمنطقة بصفة خاصة, مثل: كثرة المشاكل العربية العربية, والعربية- الإسرائيلية. وهو ما أثار شهية أنقرة لطرح نفسها علي أنها حلالة عقد العرب ومشاكلهم وأزماتهم الداخلية.

وأسهم الفشل العربي في لجم وتقويض النفوذ الإيراني المتعاظم سياسيا وطائفيا,في التدخل التركي في الشئون العربية, وهو ما خلق رغبة في إيجاد معادل سياسي, يمكنه مزاحمة النفوذ الإيراني في المنطقة.

ورفضت تركيا تأطيرها جغرافيا في كيان محدد, مستغلة أجنحتها المتعددة كما تقول والتي تمتد من الشرق الي الغرب بحكم موقعها الجغرافي ومكانتها التاريخية, ولتؤكد ان الازدواجية السياسية تقبل المسجد والكنيسة معا. فالمسحة الدينية لـحزب العدالة والتنمية ليست بديلا للعلمانية.

وهنا صعد النجم التركي علي حساب فراغ القوة في المنطقة, لتؤسس أنقرة إستراتيجية صنع في تركيا بدلا من انتظار الدور المرسوم. فتركيا الحديثة استعادت نظرتها الي هذا العالم الجديد, وأرادت تقديم نموذج للمنطقة يمثل الاستقرار, ليس عن طريق إعادة الحلم العثماني القديم, بل بإظهار المعالم التركية الجديدة, لتكون الدولة البازغة في أفق الشرق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل