المحتوى الرئيسى

روافد: وليد غلمية (الجزء الثاني)

06/10 00:53

اسم البرنامج روافد "الجزء الثاني"

مقدم البرنامج: أحمد علي الزين

تاريخ الحلقة: الجمعة 4/7/2008

ضيوف الحلقة : د. وليد غلمية (مؤلف وموسيقي)

أحمد علي الزين: من على هذه الشرفة في دارته في أبو رمانة يطل الدكتور وليد غلمية على غابة الصنوبر نحو المتن الأعلى وقمم صنين، مكانٌ مفتوحٌ على التأمل. والموسيقى في جوهرها هي فعل تأمل، غابة أصوات قد يقوم المؤلف أحياناً في تشغليها لتتآلف أو تتنافر على قاعدة الزمن، ومن على هذه الشرفة أيضاً يمكن للمرء أن يعود بالذاكرة في الزمن نفسه إلى مصدره إلى حيث خطى خطوته الأعلى على مدارج أيامه إلى جديدة مرج العيون إلى منزل وحارة وأهل وصحبة وآلة مندولين كان يعزفها الوالد والعمة أيضاً. يستعيد هذه الصور كلحن قديمٍ يدندنه أو ككتاب يقلب صفحته صفحة صفحة فيعثر في هذه الصفحات على مشاهد من أيامه أو على تعدد وتنوع أوصله إلى هذه الشرفة المطلة على غابة وبالتالي يطل منها على نفسه.

بدايات وطفولة وليد غلمية


د. وليد غلمية: أنا ابن جديدة مرج عيون في جنوب لبنان، والدي تاجر ووالدتي.. والدتي من الرعيل السابق اللي تخرج من زهرة الإحسان، ووالدي كمان اتخرج من الجيرار.. والدي ووالدتي هم جزء من بلدة اسمها جديدة مرج العيون اللي هي مشهورة بالعلم والثقافة والانفتاح والرحابة في الحياة، جديدة مرج العيون هذه البلدة كان في خمس صحف بس لأعطي فكرة.. يعني أنا عشت بالمناخ، بابا كان الله يرحمه طبعاً كان هو بالكشاف كان يعزف كمنجه وماندولين شغل إيطاليا، ماما تقرأ كثير أنا أذكر كان فيه مكتبة في البيت ومجلات، كانت والدتي ماتت سنة الألفين قبل ما ماتت بشهرين كان معدلها كتاب في الأسبوع مع هيك أنا بالمحيط، هذه جديدة هذه جديدة مرج عيون لا ننفرد نحنا كل جديدة مرج العيون هيك، وكان فيه عنا فونغراف كان اسطوانات الزفت الكبيرة من زمان أذكر كان بيتهوفن وموتزارت وبرامز وما بعرف شو.. أنا كنت شيطان شوي فالوالدة أدركت أنا أنه الصوت يجذب لي انتباهي، كنت بس أتشيطن تروح تحط أسطوانة وأدورها أجي أنا أقف.. أقعد عاقل، توفي والدي أنا كنت صغير عمري ست سنين صرت ألعب بالكمنجا تبعه المندولين عمتي كانت تدق مندولين علمتني شوي صرت أدق ماندولين أنا لحالي قلت إذن إذا الأصابع هيك على المندولين ليش ما بجربها على الكمنجا، جربتها مشي الحال بالكمنجا وإذ طلع مزبوط أنه اثنيناتهم بيدوزنوا نفس الشيء يعني بنفس المبدأ، بعدين جيت على بيروت تعلمت بالجامعة.. إلا أني كنت مشهور بالكمنجا كثير كنت عم بحضر لبيتهوفن لأقدم فيه فحص عم نلعب فوتبول بملعب الجامعة الأميركية وقعت.. كنت أحب الفوتبول فإجت أيدي هاي تحت جسمي فأصبعي الوسطاني انكسر من هون فجبرناه، طلع بعدين الجبار مش مزبوط فقالوا الحكماء فينا نكسره مرة ثانية ونجبره مزبوط، هيدي الحادثة نقلتني لدراسة تأليف الموسيقى..

أحمد علي الزين: لم يمنعه تعطله عن العزف عن خياره الموسيقي أو عن متابعة بحثه في هذه العوالم أو طريقة أخرى للوصول، فلقد سافر إلى الولايات المتحدة ليتخصص في التأليف الموسيقي وفي قيادة الأوركسترا، وفي دراسات نظرية في الميزولوجي عاد بعد نيله شهادة الدكتوراه إلى لبنان ليبدأ نشاطه في المسرح الغنائي والمهرجانات، فكان له في بعلبك دور أساس عبر أربع سنوات ما بين عام 1963 و1968، كما أسس لمهرجانات جبيل عام 1969 واستمر لسنوات ثلاث، وأيضاً كان له دور آخر في مهرجانات أهدين، ومن أهم علامات تلك المرحلة على ما يذكره هي ما أنجزه مع روميو لحود في مسرح فينسيا عام 1965 حيث كان أول مسرح موسيقي يومي دائم في العالم العربي، على بداية السبعينات ذهب وليد غلمية إلى الموسيقى الخالصة، ترك التلحين وانصرف لعملية التأليف السيمفوني ليبدأ مرحلة جديدة من حياته وتجربته.

د. وليد غلمية: هات لنسمع الحركة الثانية من سيمفونيتي السادسة. هيدي كنت عم أسجل سيمفونيتي السادسة..

أحمد علي الزين: وين؟

د. وليد غلمية: في بولونيا..

لماذا اتجهت إلى العمل السيمفوني؟


أحمد علي الزين: في بولونيا. طيب دكتور لاحقاً عدت إلى المؤلف الموجود يعني البزرة الموجودة فيك من الطفولة ذهبت إلى التأليف الموسيقي واخترت شكل من أشكال التأليف أو قالب هو العمل السيمفوني، لماذا ذهبت إلى هذا الخيار وإلى هذا النوع الدرامي للموسيقى الواسعة يعني؟

د. وليد غلمية: نحنا موسيقانا الشرق عربية فيها من النبل الصوتي تحمل من التاريخ ومن النبل الصوتي مساحات ومداميك وأحجام ضخمة جداً، لكن التعاطي معها والتعامل معها أساء إلى هذه الموسيقى، فأنا أخذت المادة الموسيقية الشرقية العربية من ألحان تراثية فولكلورية أو من ألحان حتى دينية.. حتى دينية وصغتها في قوالب سيمفونية درامية كبيرة، وبنيت عليها ست سيمفونيات وكلها سجلت، أستاذ أحمد رح أقولك بصراحة وببساطة بعدي كل الجيل اللي إجا جديد كتب موسيقى وطموحاته يكتب موسيقى مش أغاني، وفيه منهم كتبوا مؤلفين كتبوا سيمفونيات وموجودة، هذا التيار انخلق بقوة، فإذن الهدف اللي حبيته أنه كان فيه بعبع اسمه سيمفونية هو وهم هو مش بعبع، وإجا جيل متعلم إجا جيل فيه ناس عرب متعلمين اتعلموا الموسيقى علم، فكتبوا من بعد ما أنا مثلما بيقولوا بجيت الباب فاتوا، فتحت الباب.. ولذلك أنا بالأوركسترا السيمفونية الوطنية اللبنانية كل سنة نقدم عمل أو عملين لمؤلفين عرب سيمفونيين..

أحمد علي الزين: حلو، إضافةٍ لبعض أعمالك..

د. وليد غلمية: إضافةٍ إلى الأعمال العالمية..

أحمد علي الزين: ولبعض أعمالك..

د. وليد غلمية: أنا ما بفرض إذا الكونداكتر مثلاً إجا الكونداكتر لاير بومير اللي هو نمساوي قال عجبته كثير سيمفونيتي السادسة قدمها هو، أنا ما قدمتها..

أحمد علي الزين: نعم. عندك شي لهذه..

د. وليد غلمية: السكور تبعها إيه معلوم، السادسة ليك وينها اللي فوق..

أحمد علي الزين: أنت تراهن على دور الموسيقى لتخفف من طبائع الشراسة عند البشر؟

د. وليد غلمية: لا شك، فيه مبدأ كثير عظيم أستاذ أحمد كل المعارف الإبداعية.. هلأ بين هلاليين معلش هذه فرصة لأنه نعبر عن أشيائنا، أنا ضد التصنيف الغربي العلوم والفنون، هذا التصنيف لا أعترف به. أنا أعترف بالتصنيف العربي، قديماً بالحضارة العربية كان عندهم معارف وصناعات ما عندهم علوم، كان عندهم معرفة اللغة وصناعة اللغة، معرفة الرياضيات وصناعة الرياضيات، معرفة الموسيقى وصناعة الموسيقى، وفي مؤلفات أبو هلال العسكري أبو حيان التوحيدي حول الصناعة، الصناعة هي العملية الإبداعية. يعني الموسيقى هي معرفة، إذا بتعرف بتصنع.. وهذه الصناعة تنتظر حكم الزمن تكون أو لا تكون، هاي نقطة. نقطة ثانية بحب قولها أنه نحنا ما نفتكر بأن تشيكوفسكي عبقري وبيتهوفين عبقري وموتزارت عبقري ودافنشي عبقري، شعوبهم العبقرية لأنهم فرضوهم على الزمن أحنا ما عنا شعوب نفرض شيء نحنا شعوب سلبية، آسف أقولها إحنا إذا واحد أنجز شيء بيصيروا يفكروا كيف هذا الإنجاز يدمروه، هذا شيء مؤسف..

أحمد علي الزين: يدمروه يغيبوه يسكتوه..

د. وليد غلمية: ولذلك يتفاجئوا كتار أنه أنا الأوركسترا الشرق عربية والأوركتسرا السيمفونية فاتح مجال للمؤلفين الجديين العرب لبنانين وغير لبنانين أنه نقدم أعمالهم.

[فاصل إعلاني]

د. وليد غلمية: هاي إطلاق أوركسترا الشعر عربية، هاي اطلاق الأوركسترا السيمفونية أول بوستر..

أحمد علي الزين: قد يكون دكتور وليد غلمية من بين المؤلفين القلائل الذين رفدوا أعمالهم وكتاباتهم الموسيقية بأبحاث ودراسات نظرية في الموسيقى في الموسيقى العربية طبعاً أو الشرق عربية كما يسميها، فله دراسة معمقة حول الموسيقى في لبنان وأبحاث طالت جوانب من الحياة الموسيقية ومنابعها في كل من سوريا والعراق وليبيا. وله أيضاً دراسة فكرية حول علاقة الفكر العربية والفلسفة العربية بالموسيقى العربية على مستوى التقاسيم التي هي من ميزات تراثنا الموسيقي العربي.

المتنبي.. وسيمفونية البطولة


إذا بدنا نتحدث عن حوافز تدفعك لكتابة عمل شو هي الحوافز هي بتجيك فكرة معينة أم أمام حادثة معينة أم فكرة تطرأ بترجع تبني عليها؟

د. وليد غلمية: أنا قارئ ممتاز كل عمل سيمفوني كتبته عملت قراءات قبل، يعني موضوع يجذبني أعمله عليه دراسة وبعد ما أعمل الدراسة أكتب العمل، على سبيل المثال لا الحصر أنا في عندي سيمفونيتي الثانية هي اسمها سيمفونية البطولة اللي هي مهداة للمتنبي. قرأت 24 كتاب عن المتنبي فوجدت بالـ24 لا شيء، التجأت آخر شي إلى ديوان المتنبي شرح اليازجي..

أحمد علي الزين: صحيح هم جزأين..

د. وليد غلمية: جزأين قريتهم مزبوط وهالشخص العظيم وجدته في مكانين في هذا الديوان، هو أول شغلة الزمن، كان قاتله الزمن. تصور نحنا اليوم بأي عصر ومشكلتنا الزمن، هو من ألف سنة.. هيدا أول أول فورة، الفورة الثانية هو الإنسان، هو يعني كل ما قيل عنه يصطفلوا بس أنا شفت فيه الإنسان كما يجب أن يكون الإنسان، وأكثر شي أثر فيّ بيت شعره ما حدا بيعرفه: واقفاً تحت أخمصي قدر نفسي.. واقفاً تحت أخمصي الأنام.. كان هو كان اعتبروه أنه جبرؤوتي هو لأ، هو بحب الإنسان يكون هون بهالمنزلة وفعلاً الإنسان هو حبكة الحياة، يعني لا النبتة لا الزهرة لا الطير لا الجبل لا الماء لا الهواء لا العلم لا المعرفة لا الإيمان لا الصلاة بدون الإنسان هول كلهم مش موجودين.

أحمد علي الزين: أستاذ وليد تشعر بشيء آتي من الغربة عندما تجد نفسك يعني كأنك مثل طير يعني بيغرد لحاله خارج السرب؟

د. وليد غلمية: شوف أبدو وكأني طير خارج السرب، في الواقع أنا طير بتفرج على السرب، فيه فرق كثير..

أحمد علي الزين: أنت مثل المتنبي أنت يعني..

د. وليد غلمية: لا لا أستغفر الله المتنبي شغلة كبيرة كثير.. شغلة كبيرة كثير أنا وين..

أحمد علي الزين: طيب ما بين المعهد والأوركسترا والكتابة والتمارين وشغلك اليومي وهذه الانضباطية، متى تجد فسوحات للهوى للحب للعشق للحياة ولا هم فايتين ببعضهم؟

د. وليد غلمية: شوف إذا أنت في المكان اللي بتحبه امتلأت حب واللي معك امتلأ معك حب.. الموسيقى بالأساس هي المعبد الأكبر بالنسبة لي يضم الكونسرتوار يضم الأوركسترات يضم الأساتذة يضم التلاميذ ويضم ناس وكل المجتمع ويضم العالم..

أحمد علي الزين: الكون..

د. وليد غلمية: الكون كله، شايف كيف.. يعني وبالتالي.. وبالتالي بعيش حالتين عظيمتين هو الوصول إلى مكان الإيمان العظيم، والشغلة الثانية اللي هي بتخليني أبرهن عن قاعدة أساسية أنا أؤمن فيها..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل