المحتوى الرئيسى

تكنولوجيا متطورة استخدمت في محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بقلم:د.خيرالله محمد ساجر الدليمي

06/09 21:44

تكنولوجيا متطورة استخدمت في محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح

د/ خيرالله محمد ساجر الدليمي

لفت انتباهي تلك الصور التي بثت عبر وسائل الأعلام المتعددة للمجزرة الرهيبة التي حصلت داخل المسجد الرئاسي اليمني الذي يقع ضمن تجمع مبنى القصر الجمهوري اليمني، لقد حملت بين طياتها حجم الدمار الكبير الذي تعرض لهً المسجد الرئاسي اليمني، من خسائر بشرية ومادية ناهيك عن انتهاك حرمت بيوت الله وهيبة الدولة اليمنية، في الجمعة الأولى من شهر حزيران، عندما كان المصلين وفي مقدمتهم الزعيم اليمني علي عبدالله صالح والكثير من أركان حكمة يؤدون صلات الجمعة، بينما كان المصلين في منتصف صلاتهم عاكفين ساجدين يتذرعون لله، تعرض المسجد الرئاسي اليمني لضربة صاروخية غادرة مغموسة بطابع الحقد والهمجية، لولا لطف من الله سبحانه وتعالي لقتل على الفور كل من كان داخل المسجد المذكور، لم تكن الضربة بفعل حزام ناسف أو من جراء عبوة موقوتة تكون قد دست مسبقا في مكان خفي داخل المسجد المشار إليه مثلما يتوقع البعض، لأن الحقائق العددية تنفي مثل هكذا تصور، ولا يمكن لأياً كان من البارعين في علم رمي المقذوفات التقليدية الغير مباشرة أن يصيب الهدف المراد ضربة من خلال المقذوف الأول، أن الفتحتين التي قد خلفتها الضربة في جدار المسجد تؤكد على أنمها قذيفتين خفيفتين نسبيا ينحصر عيارهما ما بين 122 و 155 ملم، لكنهما من الطراز الذكي الذي يطلق من بعد ويسير تحت السيطرة من أجل أصابت نقطة محددة بعينها قد لا تتجاوز مساحتها المتر المربع الواحد.

أن الفتحتين اللتين أحدثتهما المقذوفات في جدار المسجد الرئاسي اليمني، تجعلني الغي من نمط تفكيري أن يكون الحادث من جراء عبوة ناسفة أو حزام ناسف، بما أن القصر الجمهوري وجميع ملحقاته محاط بسياج حماية يمنع وصول القذائف ذات الرمي المباشر من الوصول إلى أهدافها المنتخبة. ناهيك عن الحلقات الأمنية البشرية المحيطة بالقصر الرئاسي حتى ذلك الأفق البعيد.

تقديري الشخصي لسيناريو الضربة، أن مخابرات وجهد دولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال قد تقف وراء محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، للقدرات الفنية العالية التي تتمتع بها تلك الدول، أنها لقادرة على تسير مقذوفات صاروخية مسيطر على تفاصل حركة مسار طيرانها بواسطة الأقمار الصناعية لأصابت الهدف المحدد من دون وجود أي احتمال لحصول خطأ في سياق محطات مسار تلك المقذوفات، من هنا أقول أنهُ لا بد من جهد استخباراتي كبير قد بذل لتحديد تفاصيل تحركات السيد علي عبدالله صالح على مدار 24 ساعة متواصلة، ولا بد من جهد استخباراتي أخر يتعلق بالتفاصيل الدقيقة لكل ما يتعلق بالمسجد الرئاسي من إحداثيات طبوغرافية ومعرفة المساحة الكلية للمسجد وصلابة الكتلة الخرسانية والمكان الذي سيشغله المصلين، بات معروف مسبقاً للقاصي والداني بأن الزعماء المسلمين عندما يرتادون المساجد لا بد من وجود مكان شاغر يعد لهم سلفا في الصف الأول وخلف الأمام مباشرتا وذلك يعود لاعتبارات دنية ودنيوية، وفق هذا المعطيات تم توجيه ضربة محكمة للمسجد الرئاسي، تمكن فاعليها من رمي قذيفتين مسيطر عليهما عبر القمر الصناعي من غرفة عمليات خاصة بذلك، حيث تم أنزال تلك المقذوفات على الصف الأول من المصلين، هنا نجد تفاوت ما بين حجم الإصابات التي فتكت بأجساد المصلين، حيث نجد أكثر الناجين هم من كانوا يصلون في الصفوف الخلفية.

أن حجم الإصابات وفعل التدمير الذي قد حصل داخل المسجد الرئاسي، كان يؤكد على أن نوع المتفجرات المستخدم في تلك المقذوفات كان من النوع الأكثر فاعلية من متفجرات (T N T) لأن نسبت المصابين في حروق نجدهم أكثر من نسبت الذين أصيبوا بفعل الشظايا المعدنية، وخير مثال على ذلك هو حجم ونوع الإصابات التي تعرض لها الرئيس علي عبدالله صالح، تقول التقارير الطبية أن ما نسبته 40% من مجمل مساحة جسد الرئيس علي عبدالله صالح أصيبت بحروق متفاوتة في خطورتها، وحصول تهتك كبير في أنسجة جسده ورئته اليسرى، ذلك كله ناتج من جراء فعل موجة الانفجار ( العصف الحراري)

أن البعد السياسي لمثل هكذا عمل كبير، أقول انهُ مرتبط بتداعيات ما هو حاصل في اليمن من أحداث كبيرة، فقط أقول لا عربان الخليج ولا اليمنيين بشقيهما (السلطة والمعارضة) أنهما غير قادرين على أدارت هكذا مستوى عملياتي متقدم.

الكاتب خبير في شؤون حرب العصابات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل