المحتوى الرئيسى

الانفلات الأمني‮ ‬يهدد بانهيار الدولة

06/09 15:36

‮* ‬الصورة الرائعة لثورة الشعب المصري‮ ‬تشوهها سلوكيات‮ ‬غير مسئولة ‮* ‬ضعف وتردد وزارة‮ »‬شرف‮« ‬ينال من رصيد الثقة في‮ ‬هذه الوزارةأصبح الحديث عن الحالة الأمنية المضطربة هو الشغل الشاغل لكل المصريين هذه الأيام‮. ‬تعددت حركات الاحتياج وتكاثرت حتي‮ ‬لا‮ ‬يكاد‮ ‬يمر‮ ‬يوم الا‮ ‬وشهد العديد من المدن بل والقري‮ ‬الوانا شتي‮ ‬من التجمعات الغاضبة التي‮ ‬بدأت تعبر عن‮ ‬غضبها بوسئذل مستفزة وعنيفة‮. ‬وتتسبب هذه الحركات الاحتجاجية في‮ ‬خسائر مئات الملايين من الجنيهات في‮ ‬وقت تحتاج فيه الدولة الي‮ ‬كل قرش لمواجهة‮ ‬العجز الخطير في‮ ‬الميزانية فضلا عن الحاجة الي‮ ‬التنمية‮.‬الأمر الأكثر خطورة أن عددا من هذه الاحتجاجات‮ ‬يتم بطريقة تصيب المواطن العادي‮ ‬بخسائر فادحة نتيجة لمشاكل الانتقال الي‮ ‬تسببها الاعتصامات بل قد‮ ‬يصل الأمر الي‮ ‬حد تعرض مواطنين لمضاعفات صحية خطيرة عندما لا‮ ‬يتمكن مواطن مريض من الوصول الي‮ ‬حيث تحتاج حالته الصحية الي‮ ‬عناية طبية عاجلة‮.‬ما‮ ‬يحدث الآن تفوق آثاره المدمرة ماسببته حالة الانفلات الأمني‮ ‬التي‮ ‬حدثت في‮ ‬الأيام الأولي‮ ‬من ثورة‮ ‬يناير‮.‬في‮ ‬حالة الانفلات الأولي‮ ‬اختفت الشرطة حسب خطة هدفها اثاره الفوضي‮ ‬حتي‮ ‬يصاب المواطنون بالفزع ويحملوا الثورة مسئولية انعدام الأمن فتنقلب الجماهير علي‮ ‬الثورة‮ ‬وتستجدي‮ ‬النظام السابق لعودة الشرطة لفرض الأمن وتفشل الثورة لأن الشرطة ستعود بشروطها لسحق المتظاهرين‮.‬تنبه الشعب لأهداف هذه الخطة فتصدي‮ ‬لها فورا وبوعي‮ ‬عميق بأهمية نجاح ثورته التي‮ ‬عقد عليها آمالا كبيرة‮. ‬كان التصدي‮ ‬لمؤامرة الانفلات الأمني‮ ‬بتشكيل‮ »‬اللجان الشعبية‮« ‬هو الابتكار العبقري‮ ‬للشعب المصري‮. ‬تصدت هذه اللجان الشعبية بكفاءة لكل المحاولات‮ ‬الاجرامية التي‮ ‬أرادت استغلال‮ ‬غياب الشرطة لترويع المواطنين أو لارتكاب أي‮ ‬جريمة‮. ‬وتمكنت هذه اللجان الشعبية من سد الفراغ‮ ‬الأمني‮ ‬الذي‮ ‬سببه انسحاب الشرطة،‮ ‬وتحقق خلال الأيام التي‮ ‬نشطت فيها هذه اللجان قدر كبير من التضامن الشعبي‮. ‬ما‮ ‬يحدث هذه الأيام هو‮ »‬انفلات‮« ‬أمني‮ ‬آثاره خطيرة‮ ‬ومدمرة بعكس الاثار التي‮ ‬حدثت أيام الانفلات الأمني‮ ‬الأول الذي‮ ‬حدث أيام الثورة‮.‬والانفلات الأمني‮ ‬الأول اثار في‮ ‬الشعب روح التحدي‮ ‬لمواجهة الخطر فاستنفر الشعب طاقات المقاومة وواجهت اللجان الشعبية حالة الانفلات الأمني‮ ‬بجهد ذاتي‮ ‬لم‮ ‬يسمح لخطة احداث الفراغ‮ ‬الأمني‮ ‬بتحقيق أهدافها وأهم هذه الأهداف دفع الجماهير للوقوف ضد‮ »‬الثورة‮« ‬التي‮ ‬حرمته من الأمن‮.‬أما النفلات الأمني‮ ‬الثاني‮ ‬هذه الأيام فقد نشأت عنه اثار كارثية وفي‮ ‬أكثر من اتجاه‮..‬أولا‮: ‬بدأ شعور بالسخط‮ ‬يتسرب الي‮ ‬نفوس قطاعات كبيرة من الجماهير التي‮ ‬احتضنت الثورة وشاركت فيها انتعشت آمالها بمستقبل أفضل تتمتع فيه بالحرية والعدالة الاجتماعية والأمن الحقيقي‮.. ‬ويتصاعد هذا الشعور بالسخط مع كل‮ ‬يوم‮ ‬يعاني‮ ‬فيه المواطنون من الانفلات الأمني‮ ‬الذي‮ ‬يقط فيه المحتجون الطرق العامة خاصة الطرق الحيوية فتتعطل مصالح جموع المواطنين أو‮ ‬يعطل العمل‮ ‬في‮ ‬مصالح حكومية أو مؤسسات خاصة‮.‬اثانياً‮ ‬الانفلات الأمني‮ ‬هذه المرة لم‮ ‬يحدث بتخطيط من سلطة بل بحركات عشوائية من بعض فئات الشعب المفترض أن الثورة قامت لانصافها وهذه الحركات العشوائية تلحق أبلغ‮ ‬الضرر بجموع الشعب،‮ ‬بل وتصيب مصر كوطن بمخاطر جمة‮. ‬وفي‮ ‬مثل هذه الحالة‮ ‬ينقسم الشعب الذي‮ ‬قدم للعالم أروع أمثلة التلاحم،‮ ‬ينقسم الي‮ ‬مجموعات متنافرة وربما‮ ‬يصل الأمر الي‮ ‬أن تتطور الأمورلاحقا الي‮ ‬فرق متصارعة‮.‬وفي‮ ‬مناخ الصراع والسخط هذا لا‮ ‬يمكن للثورة أن تحقق أهدافها في‮ ‬تحقيق آمال جموع المواطنين وتتعرض الثورة للفشل‮.‬هذه الحالة من الانفلات الأمني‮ ‬الثاني‮ ‬تتحمل مسئوليته كاملة حكومة الدكتور عصام شرف والمفارقة هنا أن الدكتور شرف اكتسب شرعية اختياره لرئاسة الوزارة من هذه الثورة الشعبية والمفروض أنه تحمل‮ ‬ـ نتيجة لذلك ـ أمانة تحقيق‮ ‬أهداف الثورة والوصول بها الي‮ ‬نقطة الانطلاق الآمن نحو تحقيق هذه الأهداف‮ ‬خلال الفترة الانتقالية الحرجة التي‮ ‬يتولي‮ ‬فيها الدكتور شرف مسئولية الحكم‮.‬ولا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يتصور عاقل أن الدكتور عصام شرف لا‮ ‬يدرك خطورة الانفلات الأمني‮ ‬الذي‮ ‬تعاني‮ ‬منه البلاد هذه الأيام ولا أشك لحظة في‮ ‬أن د‮. ‬شرف ومعه كل أعضاء وزارته‮ ‬يدركون أبعاد الأخطار التي‮ ‬تهدد الثورة بل وتهدد مصر كدولة اذا استمرت حالة الانفلات الأمني‮ ‬هذه‮ ‬لفترة أخري‮. ‬ولا أشك أيضا في‮ ‬أن المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة‮ ‬يدرك هذه المخاطر‮.‬فاذا كان الأمر كذلك،‮ ‬وإذا كانت حالة الانفلات الأمني‮ ‬لاتزال مستمرة،‮ ‬فلا‮ ‬يمكن تفسير‮ »‬تجاهل‮« ‬هذه الجهات لما‮ ‬يحدث وتعاملها بقدر‮ ‬غريب من التردد والتراخي‮ ‬بأحد الأسباب التالية‮:‬أولاً‮: ‬إن الدكتور شرف حريص علي‮ ‬أن‮ ‬يبدو في‮ ‬صورة الرجل الذي‮ ‬يتعاطف مع المحتجين مهما كانت وسائل تعبيرهم عن الاحتجاج وحتي‮ ‬لو تسببت في‮ ‬إلحاق أبلغ‮ ‬الضرر بجموع المواطنين‮.‬فإن كان هذا هو السبب‮ ‬فهي‮ ‬الكارثة لأن معني‮ ‬هذا أن تستمر هذه الحركات وان تتراكم الاثار السلبية الخطيرة التي‮ ‬تهدد الثورة بل وتهدد الدولة‮.‬ثانياً‮: ‬أن‮ ‬يكون الدكتور شرف قد طلب من وزير الداخلية استخدام جميع الوسائل المشروعة التي‮ »‬تردع‮« ‬من‮ ‬يعرض مصالح الجماهير للخطر ومن‮ ‬يقطع الطرق أو‮ ‬يعطل العمل بمصالح حكومية أو‮ ‬يعرض منشآت عامة أو خاصة للتوقف أو لخطر،‮ ‬وأن‮ ‬يكون‮ ‬وزير الداخلية قد تقاعس ولم‮ ‬ينفذ ما طلبه رئيس الوزراء مع العلم بأن المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة قد اصدر مرسوما بقانون لردع مثل هذه الأعمال‮.‬وفي‮ ‬هذه الحالة فانه علي‮ ‬الدكتور عصام شرف أن‮ ‬يعلن للشعب صراحة أنه سيقيل وزير الداخلية وأنه سيعين وزيراً‮ ‬آخر‮ ‬يستطيع أن‮ ‬ينهي‮ ‬حالة الانفلات الأمني‮ ‬هذه‮.‬ثالثاً‮: ‬أن‮ ‬يكون وزير الداخلية قد أصدر تعليماته وأوامره فعلا لردع حالات الانفلات هذه وأن القيادات الأمنية لم تنفذ أوامر وزير الداخلية‮. ‬وفي‮ ‬هذه الحالة علي‮ ‬وزير الداخلية ان‮ ‬يحاسب فورا القيادات التي‮ ‬تعطل تنفيذ أوامره أو التي‮ ‬تتقاعس ولا تنفذ هذه الأوامر ميدانيا‮. ‬ويتم الاعلان بوضوح وفي‮ ‬جميع وسائل الاعلام عن معاقبة من لم‮ ‬ينفذ هذه الأوامر‮.‬رابعاً‮: ‬أن‮ ‬يكون رئيس الوزراء‮ ‬غير مخول باتخاذ القرارات والاجراءات‮ ‬الحاسمة التي‮ ‬تتعلق بشئون الأمن وأن‮ ‬يكون قد طلب من المجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة أن تكون له حرية التصرف في‮ ‬هذا الشأن ولم‮ ‬يتم الاستجابة لطلبه وهنا‮ ‬يجب أن‮ ‬يقدم الدكتور عصام شرف استقالته المسببة ويعلنها علي‮ ‬الملأ وسواء كانت هذه الأسباب أو بعضها هو ما جعل الدكتور شرف‮ ‬يبدو‮ »‬عاجزاً‮« ‬تماما عن مواجهة حالة الانفلات الأمني‮ ‬الخطيرة حاليا،‮ ‬أو كانت هناك أسباب أخري‮ ‬فلن‮ ‬يغفر الشعب للدكتور شرف هذا الموقف العاجز أو المتردد إذا لم‮ ‬يتحرك فورا لانهاء هذه المهزلة التي‮ ‬نالت من صورة الثورة الشعبية المصرية ولطخت وجهها المضيء الذي‮ ‬انبهر به العالم بل وتهدد وجود الدولة اذا استمرت هذه الحالة‮.‬الردع الحاسم بالقوة المشروعة ستقابله جموع الشعب بالارتياح بل وبالتأييد التام والوقوف بقوة الي‮ ‬جانب الشرطة والقوات المسلحة وهي‮ ‬تمارس ردعا حاسما ومستمرا لكل الوان الخروج علي‮ ‬القانون وتحدي‮ ‬هيبة الدولة في‮ ‬كل المظاهر صغيرها وكبيرها‮.‬وبغير تحرك سريع وسريع جداً‮ ‬لتحقيق مثل هذا الردع فإن المسئولية عن كل ما حدث وسوف‮ ‬يحدث‮ ‬يتحملها كاملة د‮. ‬عصام شرف والمجلس الأعلي‮ ‬للقوات المسلحة‮.‬ 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل