المحتوى الرئيسى

القانون الرياضي

06/09 13:11

أحمد صادق دياب في الفترة التي انشغل فيها الوسط الرياضي بأجمعه بالكثير من القضايا التي طفت على السطح، وتحولت بسبب طبيعتها المتشابكة إلى جدل طغى على الأجواء الرياضية وسيطر على الإعلام الرياضي، فإن كثيرين يؤكدون أن تكاثر المشكلات ليس ظاهرة صحية، بل مؤشر خطير على هشاشة الوسط وقرارات اتحاد الكرة، وواقع الأمر يؤكد أن هذه الظواهر لها جانبها الإيجابي المهم جدا المتمثل في انتشار الثقافة القانونية في عالم الكرة. فالأحاديث في مجملها تدور حول اللوائح والأنظمة، ومدى مطابقة القرارات مع فقرات وبنود تلك اللوائح.. وهذا مؤشر مهم جدا على أن الثقافة القانونية أصبحت هي المسيطرة على القاعدة وليس العاطفة أو اللجوء إلى وسائل مختلفة أو استجداء للالتفاف على الأنظمة. لأننا إذا أردنا بالفعل أن نطور كرة القدم لدينا، فعلينا أن نطور اللوائح والأنظمة الحاكمة في هذه اللعبة الساحرة. اليوم لم نعد نسمع عن التماس للعفو، أو محاولة استصدار أوامر تلغي القرارات، أصبح الكل يؤمن بقيمة اللوائح والأنظمة، ويلجأ إليها حتى يتمكن من الحصول على حقوقه التي كفلها له النظام. نعم إنها نقلة نوعية مهمة جدا قد نعاني في بدايتها ولكن في النهاية سيستسلم الجميع أمام سلطة القانون. ومنذ إعلان تشكيل اللجان الحالية قبل سبعة أشهر تقريبا أعلنها الأمير نواف بن فيصل حين كان نائبا للرئيس العام، وباركها الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام السابق، حين أكد أن لا أحد يتدخل في أعمال اللجان، وأن عليها اتخاذ قراراتها وفقا للوائح، وعليهم أن لا يرفعوا للقيادة الرياضية إلا في الحالات التي لم يرد لها توضيح في اللوائح.. كانت خطوة شجاعة من الأمير الشاب طبقها حرفيا عندما أصبح في أعلى الهرم الرياضي في بلادنا.. كانت قاعدة مهمة جدا لإرساء أسس المستقبل لتنظيم اللعبة، معتمدا على مبدأ الشفافية في كل الأمور، وبدأ بالاتحاد الذي يرأسه عندما أوضح أنه يسعى لتطوير البنى التحتية بشكل يتماشى مع البعد المستقبلي لكرة قدم حديثة، ووقع مع شركة متخصصة في هذه الشؤون. مع أن الاعتماد الكلي على الأنظمة واللوائح يمكن في بدايته أن يشكل الكثير من الضغوط، لكن الرئيس العام المتحمس أكدها في أكثر من مرة أنه لن يتدخل في أي من أعمال اللجان أو الأمانة، وفي حال حدوث أي خطأ فإن الاتحاد لن يتردد في الاعتراف بوقوعه، ومن ثم يقوم بمعالجته، ومحاسبة المتسبب فيه.. وهي قاعدة ذهبية في علم الإدارة الحديثة تقوم على تغليب النظام على قوة السلطة، وتأكيد أفضلية الثقة المسؤولة على الإفراط في الثقة. أجزم أن القانونيين في هذا البلد هم الأكثر سعادة اليوم، وهو يرون هذا الانتشار النوعي لأنظمة القانون، وربما يفتح بابا جديدا لمتخصصين في القانون الرياضي. * نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل