المحتوى الرئيسى

جاجة حفرت... ولا عشرة عالشجرة بقلم:نايف جفال

06/08 23:03

جاجة حفرت... ولا عشرة عالشجرة بقلم:نايف جفال-القدس تتثاقل أجندة الشباب الفلسطيني بالمصاعب والهموم يوماً بعد يوم بملاحقة المحتل الصهيوني ووضعه العراقيل والحواجز أمام أحلامه وتطلعاته، برسالة عنونها قتل الأمل المنظور بعيون الشباب وإركاعهم في سراديب القمع المبرمج والاحباط وقلة العزم والحيلة، دون ناصر او مسعف او ملبي لصرخة مظلوم. وتتعدد أوجه الظلم والحرمان الذي يعانيه الشباب الفلسطيني، من مصاعب إحتلاليه مختلقة للنيل من إرادته، او من مصاعب وروتين قمعي وسوء إدارة وقلة ثقة بحق الشباب، تنتهجها مؤسساتنا الوطنية والأحزاب الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني، ولصعوبة وكثرة الهموم الشبابية في الأراضي الفلسطينية نعرج على هموم الشباب المتعلم من خريجي الجامعات والمعاهد الفلسطينية الذي يقدر عددهم بالآلآف المكدسة على ارصفة البطالة، ليشكلوا من أنفسهم جيوشاً جرارة للبطالة وقلة الانتاج، رغم أهليتهم الاكاديمية ونيلهم للدرجات العلمية التي تؤهلهم على الجد والعمل. فسرعان ما يتبدد حلمهم، وتضيع الفكرة ويقل الانتماء ويجري البحث عن البديل الخارجي، فبكل ألم وحسرة يتخرج في كل عام اكثر من 15 الف طالب وطالبة من كافة جامعات ومعاهد فلسطين، في حين لا تستوعب المؤسسات الفلسطينية الا القليل والقليل جداً من هذه الأعداد، مما يجعل السواد الأعظم منهم يتجه نحو المجهول في العمل دون النظر لمجال التخصص، مما يخلق نفور من التعليم نفسه وتقليل لقيمته ، فكثيرون هم من سهروا الليالي بظلمتها وحرموا العديد من الامتيازات الحياتيه لكي يحققوا حلمهم بنيل الشهادة الجامعية املاً منهم بأخذ الدور والمكان الصحيح في المجتمع بالعيش بكرامة، وتحقيق مكانة اجتماعية مرموقة والمساهمة في رقي المجتمع ودعم عجلة الانتاج والتقدم وتسريع الخطى نحو تحقيق الحلم الفلسطيني ببناء دولة فلسطينية مستقلة حقة تمتلك السيادة والأمن والأمان والقدرة على مجاراة العصر والابداع في شتى مناحي الحياة، الا ان النهاية كما هي في الافلام الهندية تبقى حزينة، خريج يحمل اوراقه التي حققها بعد جهد وتعب فكري ومالي، ويتجه نحو المؤسسة او الشركة بكل أمل لكي يتقدم للوظيفة ومن اول نظرة للاوراق الثبوتية يتفوه المستقبل للخريج بكلماته المعتادة"" انت خريج جديد وما عندك خبرة .....اترك اوراقه اذا صار مجال بنرنلك او بنبعتلك اميل""وليتها تتوقف على هذ فحسب فالكثير من الشهادات العلمية اليوم لا فائدة منها اذا احتسبنا قيمتها تقدر من خلال الطلب عليها في سوق العمل، ومثال على ذلك تخصصات العلوم السياسية، والعلوم التنموية، والفنون، والاثار، والكيمياء والاحياء ...الخ، والقائمة تطول وتطول ويبقى الخلل في مكانه، مؤسسات تعليمية لا تقارب ما بين المواد التي تدرس بالجامعات وما بين متطلبات السوق الفلسطيني، ومؤسسات وطنية وشركات ومصانع تضع شروط خيالية للمتقدمين، متناسيين أن الخبرة لا تأتي من طوابير البطالة بل بالممارسة العملية في مجالات التخصص، فأكثر ما يتعبني كيف لي ان امتلك الخبرة وانا في بيتي لا امتلك سوى المطالعة او السماع عن آليات العمل، فهل مطلوب منا كشباب فلسطيني التطوع في المؤسسة وافساح المجال لاستغلال طاقاتنا وقدراتنا لحين ترسيخ القناعة في عقول صناع القرار أن لنا حقوق وعلينا مسؤوليات ويجب ان يفسح لنا المجال للعمل والعيش بكرامة؟!!. ففي كل يوم نستمع لمنظري السياسة والاقتصاد في فلسطين وعن ثقتهم واهتمامهم بدور الشباب الفلسطيني وعن بقائهم الى جانبهم وتوفير كافة الامكانيات لمساعدتهم، الا ان الكلام لا يرتبط بالممارسة فلك الحظ عزيزي الخريج ان تعمل اذا حصلت على "حرف الواو" دون النظر لدرجتك العلمية او حتى شخصيتك او امكانياتك الخاصة، فالمهم بالموضوع كله (الواو) فهو واو العطف التي تحول حياتك إما للبطالة ان فقدتها، وأما للعمل ان كنت محظوظ، فهي الواسطة التي تبقيك بأنسانيتك فحاول ان تجنيها لكي لا تصبح احد نزلاء قارعة طريق المستحيل. ومع تزايد الحراك الشبابي في البقاع العربية وفي الارض الفلسطينية، يتزايد الكذب والكل يتكلم بلسان الشباب، والشباب مكبل في مساحات ضيقة لاوراق النعي والتمجيد، مطلوب منه التضحية لكي يعتلي اسمه اوراق المنظرين وهم يمجدون جسده الذي وري الثرى تحت التراب دفاعا عن القضية، دون التفكير ولو للحظة ماذا فعلتم بروحه وجسده وهي على وجه الارض، فيكفينا مزاح شاذ وكذب مبرمج، فمسيلمة قد مات وبقي صيته، فلا تخلقوا من انفسكم مسيلمات فلسطينية تبقيكم اهل للكذب والنفاق، والتزموا بكلمات تطلقونها علانية حيمنا تصعدون لمنابركم الإعلامية، ففعلا التغيير بيد الشباب فكونوا أهلاً لكلماتكم املاً في الحفاظ على ما بقي من ثقة لكم في عقول الشباب. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل