المحتوى الرئيسى

في ذكرى النكسة.. من يضع الأزهار في فوهة البندقية؟ بقلم:محمد هجرس

06/08 23:03

أحسن الله عزاءكم.. ألفا عام من التاريخ تنظر إليكم!! في ذكرى النكسة.. من يضع الأزهار في فوهة البندقية؟ بقلم: محمد هجرس** العجائب فقط، هي التي تسمح بقيام دولة إسرائيل.. مؤسس الكيان العبري دافيد بن جوريون قالها ذات يوم قبيل لحظات من إعلان ما أسموه الاستقلال وما نسميه نحن بنو يعرب النكبة.. ومن يومها والعجائب لا تزال تتوالى.. أعجوبة تتلو أعجوبة.. تعيد إلى الأذهان تلك الأغنية الكلثومية الشهيرة "الموجة تجري ورا الموجة .. عايزة تطولها" مع فارق بسيط، هو أن موجات أم كلثوم تحلم بأن تطول بعضها، أما موجات بن جوريون وجولدا مائير وحتى شارون ونتنياهو فلا تلبث إلا أن تتجمع على الشاطئ في غزة أو عكا أو أم الرشراش كقطع من الزجاج في عيوننا جميعا. وإذا كانت التوراة تتساءل: من هو البطل؟ ورغم أن الإجابة هي ذلك الذي يسيطر على غرائزه.. إلا أن سياسة الغرائز التي تحكم وربما تتحكم في السلوك العبري عبر تاريخه خصوصا في أولئك المتطرفين الذين يرون في السلام كابوسا يدمر البيت القومي والخاص.. وكأن تلة جبل صهيون لا تكفي لتوفير ما استفاض فيه تيودور هرتزل مطلع القرن الماضي، وسارت عليه عصابات الهاجاناه وشتيرن والأرجون.. ليكون المقابل موجة أخرى بمنطقنا نحن البسطاء.. نكبة تتلوها نكسة!! أو نكسات، وكسة أو وكسات، خيبة.. أو خيبات! وليس هناك من يقرأ.. ليس هناك من يفهم.. **** ألفا عام من التاريخ تنظر إليكم .. هكذا قال نابليون بونابرت لجنوده عند أقدام الأهرامات المصرية، رغم ما قيل أن مدافعه لم تنجح إلا في خدش أنف أبو الهول الذي تصفه الأساطير الفرعونية بأنه حارس البوابة العتيد.. الجسم جسم أسد والرأس للإنسان ، هذه المعادلة التي حاول بعض منظري الصهيونية استثمار النكسة .. لتسويق البروباجاندا ولكن هذه المرة بوصايا اسحق شامير.. التي حاول كاتب إسرائيلي أن يسبك من خلالها مقولة نابليون مواكباً إحدى القمم العربية الإسرائيلية، والقول إن شارون يمضي في الطريق نحو العقبة، حاملاً فوق أكتافه العريضة، ليس الكبش الذي يجري تصويره بشكل متكرر للصحف، إنما مصير الشعب اليهودي ودماء أولاده. نتانياهو يفعل ذلك بصفاقة، فيما نواب الكونجرس يصفقون، فلا يلبث إلا أن يعود أوباما أدراجه على وقع الثورات العربية، فيزعم الانحياز للشارع، فيما الشارع الفلسطيني يبقى وحيداً بعد قرابة نصف قرن، بعدما باعه إخوة يوسف، وتركوه في غيابة الجب، في انتظار بعض السيّارة. عينا يعقوب ابيضت من الدمع، وامرأة العزيز، اكتفت بالسكين، بينما محمود عباس لا يزال يراهن على السلام مع إسرائيل أولاً، حتى وإن أجبرته قطع النرد في مصر وتونس على اللجوء للمصالحة مع حماس، والتخلي عن لاءاته المتكررة، التي ساهمت في فصل جمهورية الموز في رام الله عن إمارة غزة. *** .. ألفا عام من التاريخ تنظر، اليوم، إلى غابة النخيل في العقبة. بعدما أصبح نخيل العراق يشكو الهجران، وبعدما صار النيل في مصر مهدداً بمشاريع تخنق الناس بفضل سياسات خاطئة.. وبعدما صار الغاز أضحوكة لتمرير صفقات التوريث السابقة المهمة صعبة .. والتاريخ ليس ألفي عام فقط مرت ، ولكنها ربما سنوات ستأتي لا ندري ماذا تخبيء لنا بالضبط ، وهل تستطيع مفردات اللغة العربية التي تتآكل على جدران البيت الأبيض أن تصمد في مواجهة المدّ العبري الذي يتألق ونخشى أن يطال التغيير أغنية الأرض لتتكلم عبري في انتكاسة جديدة. نحن العرب بالذات خبراء في علم التفسير دون أن نتفق على معنى واحد ، ولتصبح مجامع اللغة كراسٍ مجهزة لقوالب من الثلج! الثلج الذي تفتقت عبقرية الخبثاء عن استيراده أو تحريكه من القارة القطبية وبيعه لنا مقابل النفط، قبل أن يذوب في مياه المحيط، وربما الصدفة وحدها هي التي أفشلت الخطة، لا الذكاء الذي ادعيناه أو ابتلعناه كثيراً، بالضبط كما تذاكينا وحولنا الهزيمة المرّة إلى مجرد خسارة معركة، ومثلما فرّطنا في النصر اليتيم وطرحناه على المائدة قابلاً للتفاوض، مثلما انبطحنا أخيراً وقدمنا كل ملابسنا مكتفين بورقة التوت الأخيرة مقابل سلام وهمي لن يحدث أبداً. *** التاريخ يتدحرج في سهولة.. يا إلهي .. 44 عاما مرت بالأمس على ذكرى النكسة دون أن نقرأ الفاتحة .. أذكر تلك الأيام جيدا .. وأذكر كيف كنا نبكي أطفالا على روح المرحومة ونحن نرى الطائرات الإسرائيلية في سماء قريتنا.. ولم ندرِ أن تلك التي لا أطال الله عمرها وكسة ستلاحقنا حتى كهولتنا! 44 عاما، مرت دون حس ولا خبر.. ذاكرتنا فقط قادرة على استيعاب شعبان عبد الرحيم وفلة وعمرو دياب والمطرب الصاروخ عبده الجحش.. للأسف ، لا نمتلك ما نقدمه .. غيرنا يضع البنادق في حديقة الأزهار.. ونحن ما زلنا نضع الأزهار في فوهة البندقية. 44 عاما من النكسات.، والوكسات والخيبات والانهزامات ونكتفي فقط بإحياء الذكرى بلا خجل. .................................. .................................. بعد 44 عاماً لا نزال نقف في نفس الجنازة، ولا نشبع من اللطم وشق الجيوب، دون أن نقرأ الفاتحة على المرحوم أو المرحومة.. بعد 44 عاماً.. لا تزال الكلمات هي الكلمات.. والأشعار هي الأشعار.. ولا نفعل أي شيء، لا نحت فكرنا في تحرير الأرض، ولا قدمنا ما يشفع بالمحاولة. في نفس اليوم، وفي نفس التوقيت.. مارشات عسكرية، وقرآن. أحسن الله عزاءكم. تصبحون على......... خير! ـــــــــــــــــــــ ** كاتب وصحافي مصري [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل