المحتوى الرئيسى

موتوا بغيظكم.....بقلم: فريد أعمر

06/08 22:09

في بعض بلاد العرب تزغرد النساء عند سماع نباء استشهاد أولادهن ليس حـُباً في موتهم الذي يـُسبب لهن الحسرة والفاجعة والمرض وربما الهلاك، بل لأن حجم الذل والظلم والعدوان الذي تصدى له فلذات أكبادهن بلحمهم ودمهم وارواحهم ، يجعل الأُمهات ولو للحظات يتناسين ألام فقدان عزيز لينتقلن بشعورهن إلى الفخر بموت ابنائهن وهم يرفضون الظلم والقهر. في هذه البلاد التي تـُغني للحرية، للعدالة، لكرامة الإنسان، وتناشد العالم أن يكبح جماح الظلم الواقع عليها ككل، تجد من استطاع أن يحجز له موقعاً في الصفوف المتقدمة بقدرة قادر أو لعبة شاطر قد امتهن إذلال وقهر بعض المواطنين، فإن صرخوا من ظلمه لهم زاد في غيه لأنه ببساطه يأمن العقاب. وقد يفاخر جهارا نهاراً بأنه همشهم وسبب لهم السكري والضغط ومرض الكلى .....وقد يـُحدث نفسه أو شلته أن مناكفهم بل ضحيتهم على وشك أن تضربه الجلطة ويخلصوا من قرفه. في هذه البلاد، إن صرخ التعس وقال أن سبب نقمتهم عليه هو اعتراضه على عدم مهنيتهم وعدم شفافيتهم وعدم احترامهم للقوانين....ألخ، قيل عنه مشاكس، فإن استمر خرجوه بالضربة القاضية على أنه جاهل وغير صالح للعمل، وقد يفعلوا به ما هو أسوءا من ذلك. في هذه البلاد إن اشتكى التعس إلى الجهات التي يعتقد أنها ستنصفه وكرر شكواه سوف يكتشف أنه لو بلل شكواه بالماء وشربها لكان حاله أقل سوء من رفعه للشكوى وانتظار الإنصاف، لأنه لن يجد من ينظر في شكواه بحق وحقيقة، وإن تم النظر فيها والرد عليها كان ذلك من قبل المشتكى عليه!!!. في هذه البلاد هناك من يـُجيد قهر الآخرين والتحدث للإعلام عن العدالة، تدمير المؤسسات والتحدث للناس عن البناء، ذبح الشفافية والتحدث للناس عن الصدق والوضوح....ألخ. في هذه البلاد تجد من يقول إن كان احترامي للقانون، للمهنية، للوطن، للمواطن قد جعل البعض يفعل بي ما فعله، ولم أجد من يستمع لشكواي أو يـُشعرني بأخطائي ويـُحاكمني على اعتبار أنني مـُفتري، أو مـُعيق لحركة التطور والبناء والتحرير، أو خائن للوطن، فكيف لو كنت منشقاً أو متطرفاً أو متمردا!! في هذه البلاد تجد من يقول اللهم عليك بمن سوق فشله على أنه نجاح، واستباحته للقوانين والأنظمة على أنه إبداع، اللهم عليك بمن أصر على التزوير من أجل تعيين أو ترفيع شلته، اللهم عليك بمن يقول لضحاياه موتوا بغيظكم. [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل