المحتوى الرئيسى

أشرف صبرى يكتب: صاحبة السلطة

06/08 16:53

الدولة لا تقوم إلا فى وجود شعب واحد يعيش على أرض واحدة وسلطة سياسية تقوم على تنظيم أمور هذا الشعب وتحقيق مصالحه وطموحاته وحماية الإقليم الموحد الذى يعيش على أرضه ضد الاعتداءات الخارجية. ومع ظهور الأفكار السياسية المتقدمة التى تحاول الوصول إلى أفضل السبل وأنسبها لتحقيق رغبات المجتمع للوصول إلى تحقيق العدالة الاجتماعية للوصول إلى مجتمع آمن منتج ومع تطور المجتمعات، وما صاحبها من تغيير المفاهيم التى تتحكم فى شكل السلطة وصولا إلى الدولة ذلك الشخص القانونى والمعنوى غير الملموس والمستقلة تمامًا عن الأشخاص؛ سواء كانوا حكامًا أو محكومين. والهيئة الحاكمة داخل الدولة ما هم إلا مجرد أشخاص من نسيج شعبها اختارهم الشعب بإرادته وتنازل عن بعض حرياته لهم ليكون ممثلين ووكلاء عنهم لإدارة شئونهم من داخل الدولة التى تملك السلطة فوق الجميع لقوتها المستمدة من دستور وقوانين أقرها الشعب. وليس للحكام أى سيادة على شخصية الدولة أو على شعبها الذى يعيش داخل إقليمها. وللدولة الحق فى حماية إقليمها وشعبها من خلال فرض قوانينها ونظامها وحكمها على هذا الإقليم لتحقيق غاية الشعب ساكن الإقليم ولا يجوز لها التنازل أو التصرف فى أى جزء من إقليمها لدولة أخرى، وإنما لها الحق بعد موافقة شعبها على الاتحاد مع دول مجاورة لتحقيق أقصى طموحات رخاء شعبها ولها الحق فى معاقبة من يخالف قوانينها داخل إقليمها. والانتماء الحقيقى للشعب هو الانتماء لشخصية الدولة وكيانها وليس الانتماء إلى أشخاص ذوى مناصب داخلها، لأنهم زائلون وليس لهم أى حظوة أو مكانة من خلال مناصبهم. وستبقى دائما الدولة هى الكيان الباقى لأنها وحدة مستقلة عن أفرادها وليس ملكًا أو إرثا لطبقة معينة والهيئة الحاكمة، إنما تعبر عن الإرادة الحقيقية لشعبها الذى يمكنه فى أى لحظة مساءلتهم وتغييرهم حتى لو تطلب الأمر القيام بثورة ضد الحكام الفاسدين المستغلين لثروات البلاد والحكم بأهوائهم وتغليب المصلحة الشخصية على مصلحة المجمتع ككل. وأخيرا.. فإن الدولة ليس لها أى مصلحة أو غاية إلا توحيد شعبها داخل وطنه وحماية حدوده وهى الأحق والأولى بالانتماء.. تحيا مصر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل