المحتوى الرئيسى

الليبرالية الملعونة

06/08 14:42

    ‮< ‬هل الليبرالية حرام‮..‬والليبراليون زنادقة من أنصار الشيطان؟‮.. ‬سؤال مطروح وسط الناس الآن‮ ‬،ونحن فى العقد الأول من القرن الواحد والعشرين بعد مرور خمسين عاماً‮ ‬،أو أكثر على قيام من‮ ‬يستخدمون العقل فى التفكير،‮ ‬بالصعود إلى القمر،‮ ‬أى والله هذا مايحدث الآن فى بعض المقاهى والشوارع والمنتديات الصغيرة وصفحات الفيس بوك على شبكة الإنترنت،‮ ‬وكأن هؤلاء المفكرين الجدد لا‮ ‬يعرفون كيف‮ ‬يفكر العالم،‮ ‬ولا‮ ‬يفهمون أن وسائط التفكيرالسليم لا تتعارض عادة مع الدين‮ ‬،‮ ‬بل تتلاقى معه إذا فهمنا كيف نختلف ونناقش الأفكار بلا تعصب أو تمسك برأى واحد ووحيد‮ ‬،‮ ‬فالليبرالية تدعونا إلى التفكير،والإيمان بحق الآخر فى أن‮ ‬يقول رأيه دون حجر عليه،‮ ‬أو تسلط،أوقهر،أو تكفير‮!!‬‮< ‬الليبرالية لمن لا‮ ‬يعرفها‮ ‬،تعنى الحرية والمساواة وتكافؤ الفرص‮ ‬،وحق جميع المواطنين فى التنافس بمجال الاقتصاد والسياسة،‮ ‬بلا احتكار للمال ولا السلطة‮..‬فجميع المواطنين سواء أمام القانون الذى‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون عاماً‮ - ‬يطبق على كل الناس‮ - ‬ومجرداً‮ ‬لا‮ ‬يصدر من أجل شخص بعينه ولا حالة بعينها‮..‬ما رأيكم فى هذا المنهج الحرام‮ ..‬وهؤلاء الليبراليين الفاسدين؟‮! . ‬‮< ‬نعرف أن هناك حملة شرسة على الليبراليين فى مصر‮ ‬يقودها أصحاب نظريات ومناهج أخرى،بسبب انفجار الثورة الشعبية‮ ‬يوم‮ ‬25‮ ‬يناير‮ ‬،على أيدى شبان صغار فى السن‮ ‬يعتنقون الليبرالية منهجاً‮..‬ونجحوا فيما فشل فيه‮ ‬غيرهم من أصحاب المدارس الأخرى،عبر سنوات طوال‮ ‬،‮ ‬من العمل وسط الجماهير‮...‬والهجوم‮ - ‬المنظم‮ - ‬الذى‮ ‬يمارس الآن على الليبراليين الجدد فى مصر،بدعوى أن الليبرالية‮ "‬حرام‮" ‬هو جزء من هذا المخطط‮ ‬،الذى‮ ‬يستهدف تفريغ‮ ‬الساحة من أصحاب مبادرة الثورة على الحاكم‮ ‬،‮ ‬فهؤلاء الثوار الليبراليون هم الذين تستقبلهم القنوات الفضائية كل‮ ‬يوم‮ ‬،‮ ‬هم أصحاب الترمومتر فى ميدان التحرير،‮ ‬وهم الذين دعوا إلى مليونية،‮ ‬قاطعها الإخوان المسلمون،‮ ‬فنجحت،بلا مساندة من التيار الأكثر عدداً‮ ‬من حيث التنظيم،‮ ‬فكان الثمن المقابل لهذا النجاح هو تعرض‮ "‬المنهج‮ " ‬للهجوم والتشويه،‮ ‬بنفس الطريقة التى تم بها تسويق‮ ‬،‮ ‬التصويت بــ‮ "‬نعم‮ " ‬خلال التعديلات الدستورية،‮ ‬والتى ثبت بعدها‮ ‬،‮ ‬لمن قالوا‮ "‬نعم‮" ‬أن كلمة"لا‮ "‬كانت هى الأصوب‮ ‬،‮ ‬ولكنهم‮ ‬،‮ ‬تعرضوا لعملية خطف عقلى سريعة ومباغتة،‮ ‬على أيدى أصحاب فتاوى الحلال والحرام فى زمن‮ ‬غزوات الصناديق‮!!‬‮< ‬الغريب أن هناك كتائب تعمل بالشائعات لإجهاض أى تقدم للأمام‮ ‬،‮ ‬فكلما نسعى لتنوير الرأى العام‮ ‬يخرج من‮ ‬يحلل أو‮ ‬يحرم ما نقول،‮ ‬بلا مرجعية علمية تعطيه الحق فى الفتوى،‮ ‬وكأن الأزهر بعلمائه،‮ ‬والجامعات بأساتذتها‮ ‬،‮ ‬عجزوا عن الإدلاء برأيهم،‮ ‬فيما هو حلال وما هو حرام،‮ ‬رغم أن‮ "‬الحلال بين والحرام بيِّن وهذا الشعب لا‮ ‬يحتاج إلى وصاية من أحد فهو الذى حافظ على دينه وإسلامه قروناً‮ ‬عدة،‮ ‬وواجه محاولات طمس هويته‮ ‬،‮ ‬قرون أخرى ليبقى شعباً‮ ‬،‮ ‬يعرف كيف‮ ‬يختار طريقه بلا أوصياء ولا مرشدين‮ !!‬‮< ‬الأزمة التى‮ ‬يعانى منها الليبراليون الكلاسيكيون فى مصر أنهم بلا قائد‮ ‬،‮ ‬وترجع هذه الفوضى التى‮ ‬يعانون منها،‮ ‬إلى طبيعة المنهج‮ ‬،‮ ‬الذى لا‮ ‬يعتمد قوالب ثابتة،‮ ‬وعندما ظهر الشبان الذين‮ ‬يعتنقون الليبرالية منهجاً‮ ‬،‮ ‬دون الانتماء لتنظيم سياسى‮ ‬،‮ ‬ثبتت الحاجة إلى توحيد صفوف الليبراليين المصريين‮ ‬،‮ ‬فى اتحاد أو إئتلاف‮ ‬يضم كافة الفصائل الليبرالية،‮ ‬حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها لإفساد خطة الاستيلاء على ثورة هى ليبرالية بالأساس‮ ‬،قام بها شبان من مدارس مختلفة،‮ ‬لكنهم‮ ‬يؤمنون بأن الليبرالية السياسية‮ ‬،‮ ‬هى السبيل لنهضة هذا الوطن‮ ‬،‮ ‬الذى‮ ‬يجب أن‮ ‬يصبح حراً‮ ‬،‮ ‬حتى لا‮ ‬يعود مرة أخرى للوراء‮!!‬‮< ‬أدعو كل الليبرالين المصريين للالتقاء‮ ‬،‮ ‬ومناقشة الأمر لأنه خطير،فهذا المنهج الحر ليس شركاً‮ ‬،‮ ‬ولا الليبراليون شياطين‮ ‬،‮ ‬ولا الليبرالية ملعونة،ولا الشبان الذين فجروا الثورة فى ميدان التحرير من الكافرين‮ !!‬هوامش‮< ‬الصراع الذي‮ ‬تشهده مصر،‮ ‬في‮ ‬الفترة الحالية،‮ ‬بين الليبراليين والجماعات الدينية،‮ ‬سيفرز‮ "‬تياراً‮ ‬وسطاً‮" ‬يؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان المتعارف عليها دولياً،‮ ‬وفي‮ ‬الوقت ذاته متصالح مع المادة الثانية من الدستور المصري،هذا التيار المدني‮ ‬المعتدل سيكون له الغلبة بين القوتين المتصارعتين،‮ ‬والمرحلة الحالية بمثابة اختبار مهم للنخبة المدنية المصرية،‮ ‬ولو فشلت هذه النخبة سيكون البديل هو الانقلاب على العملية الديمقراطية،‮ ‬من قبل جماعات سلطوية‮.‬‮(‬د‮. ‬عمرو الشوبكى‮)‬‮< ‬سنة‮ ‬1688ظهر مفهوم الديمقراطية الليبرالية فى إنجلترا،‮ ‬فالديمقراطية وفقاً‮ ‬لذلك المفهوم ليست مجرد حكم الأغلبية،‮ ‬وإنما هى أساسا احترام حقوق الأفراد الأساسية وحرياتهم،‮ ‬ولا تعدو الانتخابات والأحزاب والمجالس النيابية سوى إجراءات وتنظيمات من أجل احترام وحماية هذه الحقوق والحريات الأساسية‮. ‬فليست الديمقراطية ليبرالية بتلك النظم التى تنتهك بعض الحقوق والحريات ولو باسم الأغلبية،‮ ‬فالحقوق الأساسية للأفراد حقوق سابقة على وجود المجتمعات نفسها،‮ ‬ووجود هذه المجتمعات‮ ‬يجد تبريره فى أنها توفر الحماية والضمان لهذه الحقوق والحريات،‮ ‬وبطبيعة الأحوال،‮ ‬فإن حقوق كل فرد وحرياته مقيدة بضرورة احترام حريات الآخرين‮.‬‮(‬د‮. ‬حازم الببلاوى‮) ‬‮< ‬تترجم الليبرالية مبدأ الحرية إلى ضمانات للحريات الأساسية للمواطنين كحرية التعبير العلنى عن الرأى وحرية التنظيم وحرية المشاركة فى العمل الحزبى والنقابى،‮ ‬أما تكافؤ الفرص والمنافسة فيترجمان إلى نظام سياسى ديمقراطى تتداول به السلطة سلمياً‮ ‬ودورياً‮ ‬بين قوى وأحزاب وأشخاص متنافسين وفقاً‮ ‬للإرادة الشعبية التى‮ ‬يعبر عنها المواطنون من خلال المشاركة فى انتخابات تعددية ونزيهة،‮ ‬كما‮ ‬يضمن به قانوناً‮ ‬وفى الممارسة لكل القوى والأحزاب وبغض النظر عن عظم أدوارها أو محدوديتها نفس الفرص للمشاركة فى المنافسة السياسية‮.‬‮ ( ‬د.عمرو حمزاوى‮)‬هامش أخير‮< ‬تلقيت اتصالاً‮ ‬هاتفياً‮ ‬من العاملين فى قسم الحملة الميكانيكية التابع للوحدة المحلية لمدينة إسنا بمحافظة الأقصر قالوا فيها‮: ‬إن المسئولين عن الوحدة فى العهد السابق قاموا بنقلهم من موقع عملهم إلى مكان جديد تكلف ملايين الجنيهات‮ .. ‬وعند انتقالهم إليه اكتشفوا أنه مجرد سور تحيط بقطعة أرض بلا سقف‮ ..‬ويمارسون العمل فى تصليح السيارات‮ ‬يومياً‮ ‬تحت الشمس الحارقة التى قد تقتل بعضهم‮. ‬العمال‮ ‬يهددون بتنظيم مظاهرات إذا لم‮ ‬يتم نقلهم لمكان آخر آدمى‮.‬‮ ‬[email protected]‭ ‬ 

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل