المحتوى الرئيسى

تباطؤ غربي في التخطيط لليبيا بعد القذافي

06/08 13:55

واشنطن (رويترز) - قد تقود حملة القصف المكثف التي يشنها الغرب لانهاء حكم الزعيم الليبي معمر القذافي ولكن ليس لدى اوروبا وامريكا فكرة عما سيحدث حين يرحل.وتتردد اوروبا والولايات المتحدة في وضع خطة شاملة لحقبة ما بعد القذافي لقلقهما من تحمل عبء بناء دولة بعد حملتين باهظتي التكلفة قوبلا برفض شعبي في العراق وافغانستان.ويشعر خبراء التنمية بالقلق فيما يبدو من افتقار الغرب لخطة ملموسة ويريدون تحركا اسرع لمساعدة المعارضة الليبية على اعداد استراتيجية للامن والحكم.وقال دانييل سروير خبير اعادة البناء عقب الصراعات بجامعة جون هوبكينز "انا مندهش لعدم التوسع في المناقشات في هذ الشأن. قد يرحل القذافي غدا ولن نكون مستعدين."وقال سروير "ثمة مجموعة كاملة من المؤسسات ينبغي ان تقام من نقطة الصفر. ليست البراعة ان نصل باحداها لمستوى الكمال بل ان نحسن اداء مجموعة كاملة من المهام ونصل بها لمنتصف الطريق بشكل صحيح."وستسلط الاضواء على مستقبل ليبيا بعد القذافي حين تجتمع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كينتون مع نظرائها في التحالف الذي يسعى لانهاء حكم القذافي الذي تجاوز 40 عاما في أبوظبي الاسبوع الجاري.وبدأت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا حملتها الجوية في ليبيا في 19 مارس اذار وهدفها الظاهر حماية المدنيين الليبيين من هجمات قوات القذافي. ويؤكد مسؤولون غربيون ضرورة رحيل القذافي.ولم توجه الحملة التي يقودها حلف شمال الاطلسي ضربة قاضية للقذافي بعد ولم تحسم المعارضة المسلحة الحرب البرية ضد قواته. وكثف حلف شمال الاطلسي غاراته في الاسابيع الاخيرة ونشر طائرات هليكوبتر هجومية لاستهداف القوات التابعة للقذافي في المناطق الحضرية المأهولة بدقة أكبر.وقال مسؤولون في الحلف انهم واثقون من رحيل القذافي عاجلا ام اجلا ليصبح مستقبل ليبيا على المحك بعد أشهر من الصراع الدموي.ويقول مسؤولون امريكيون واوروبيون ان التخطيط المبدئي للمرحلة المقبلة في ليبيا يجري بالتنسيق مع قادة المعارضة في بنغازي ويقوده ليبيون.ويظل التقدم نحو استراتيجية بطيئا.وقال دبلوماسي غربي مطلع على الامر "دار حديث خلال الاسبوعين الماضيين عن الخطوة التالية ولكننا لانزال في البداية. لم نصل بعد لنقطة التكليف بالمهام."وفي الفترة التالية لرحيل القذافي مباشرة سيحتل الامن مقدمة الاهتمامات. ستحتاج ليبيا لمساعدة للحيلولة دون تفشي حالة من الفوضى واراقة الدماء في ظل عملية تصفية للحسابات ويتطلب ذلك قوة شرطة أولا ونظاما قضائيا عاملا وقضاة محايدين لارساء حكم القانون.ويقول حلف شمال الاطلسي انه لا يتوقع ان يلعب دورا رئيسيا ولكن مسؤولين غربيين لمحوا لاحتمال ارسال قوات بعد الحرب للمساهمة في تقديم مساعدات انسانية عاجلة. ويتطلب اي تفويض اوسع حسابات سياسية صعبة في الداخل.وشكل المجلس الوطني الانتقالي المعارض مجالس محلية في المدن المحررة وجهازا وطنيا مكلفا بوضع خطط لاعداد دستور جديد واجراء انتخابات ديمقراطية في نهاية المطاف.وثمة تساؤلات بشأن قدرة المجلس على الاضطلاع بكل تلك المهام بسرعة فضلا عن قدرته على ان يصبح مؤسسة سياسية أكثر شمولا.وفي الاونة الاخيرة بدأت روسيا والصين اتصالات مع المجلس مما منحه دفعة قوية.واعترفت فرنسا وحفنة من الدول بالمجلس رسميا على الصعيد الدبلوماسي بينما لم تفعل الولايات المتحدة ويشير خبراء امنيون في المنطقة ان ذلك يبرز شكوكا تجاه المجلس تزعج واشنطن.وقال ديفيد هارتويل محلل الشرق الاوسط في مؤسسة اي.اتش.اس جينز "طرحت المعارضة افكارا غامضة نوعا عن الحرية والانتخابات النزيهة واعادة صياغة الدستور. وان وجدت خطط أكثر تفصيلا او اي شيء اخر فانها لم تطرح علنا."هذا يعني ان نترك لتخمين ما يجري."وفي وزارة الخارجية الامريكية يضع المسؤولون عدة تصورات من تفاوض سري على رحيل القذافي عقب ابرام هدنة الى سيناريو يتوقع انهيارا عنيفا للهيكل الحكومي باسره من الداخل.وتقود "خلية سياسية" تضم نحو 20 دبلوماسيا من بينهم السفير الامريكي لدى ليبيا جين كريتز عملية التخطيط الامريكية وتشمل مسؤولين من وزارة الدفاع (البنتاجون) ووزارة الخزانة والوكالة الامريكية للتنمية الدولية ووزارتي الطاقة والتجارة.وقال مسؤول امريكي بارز طلب عدم نشر اسمه "لدينا جهد منسق الى حد كبير علي نطاق دولي ولكن ينبغي تكثيفه. اذا سقط غدا ينبغي ان يكون هناك شخص على استعداد لملء الفراغ."ولكن الجهود الامريكية محدودة بكل تأكيد مما يعكس اصرار الرئيس الامريكي على عدم الاضطلاع بدور قيادي في الصراع وتنامي مخاوف الكونجرس من تدخل امريكي.واستبعد الرئيس الامريكي باراك اوباما مرارا ارسال قوات برية واي تدخل امريكي قوي في ليبيا ما بعد القذافي قد يثير جدلا جديدا بينما يسعى اوباما لفترة رئاسة ثانية مكبلا بعجز متنام في الميزانية واداء اقتصادي متباطيء.ولكثير من الامريكيين فان الدرس المستفاد من العراق يبعث برسالة قوية وحيدة .. لا تتورط مرة اخرى.وقال جيم دوبنز المسؤول السابق في وزارة الخارجية والبيت الابيض خبير التخطيط لما بعد الصراعات بمؤسسة راند "من الواضح تماما ان ادارة اوباما لا ترغب في الاضطلاع بدور قيادي ولن تؤكد نفسها في عملية التخطيط."وصرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الذي زار بنغازي الاسبوع الماضي لاجراء محادثات مع زعماء المعارضة بأنهم في امس حاجة لاستكمال ما وصفه بخطط "مبدئية" لمرحلة ما بعد القذافي.وقال هيج لهيئة الاذاعة البريطانية "نشجع المجلس الوطني الانتقالي على تقديم مزيد من التفاصيل بشأن نقل السلطة المقترح-ان يحددوا بتفصيل أكبر خلال الاسبوع المقبل ماذا سيحدث في اليوم الذي سيرحل فيه القذافي.. ومن سيدير ماذا.. كيف ستشكل حكومة جديدة في طرابلس.."والمعارضة غير راضية عن تحركات الغرب البطيئة لتحرير اصول ليبية مجمدة بمليارات الدولارات تحتاجها الحكومة الوليدة المرتقبة بشدة لتصريف امورها.وقال السفير الليبي السابق لدى الولايات المتحدة علي الاوجلي والذي يعمل حاليا كممثل غير رسمي لبنغازي في واشنطن ان قضية المال حيوية ولم تحل رغم التعهدات المتكررة.وقال الاوجلي من المقر الانيق لاقامة السفير الليبي في واشنطن "انها حالة طارئة. لا أطلب من الولايات المتحدة ان تعطينا مالا. تمتلك ليبيا اموالا ضخمة في حساباتنا ولكن علينا ان نسدد فواتيرنا."وفيما يتراجع الدور الامريكي ينسق اخرون الجهود الدولية وتتوقع الغالبية ان تقوده الامم المتحدة.ومرة اخرى يقول مسؤولون ان العمل لا يزال في مراحله الاولى وبصفة خاصة السيناريوهات التي تتطلب ارسال قوات حفظ سلام اذا ما حدثت حالة من الفوضى عقب رحيل القذافي.وقال دبلوماسي غربي في الامم المتحدة "يحتاج نشر قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة ثلاثة اشهر من تاريخ موافقة مجلس الامن. نحتاج تدخلا على الارض لذا ينبغي ان يكون على اساس وطني."وتعقد اجتماعات التخطيط لما بعد الحرب على هامش اجتماع مجموعة الاتصال بشأن ليبيا التي تبدأ اجتماعاتها في ابو ظبي يوم الخميس.وركزت الاجتماعات السابقة على الحملة العسكرية كثيرا ويقول مسؤولون ومحللون ان خطة ما بعد الحرب ينبغي ان تحتل المقدمة سريعا.وقال هارتويل "ينبغي ان يناقشوها الان. ولكن حتى الان ثمة صمت مطبق."من اندرو كوين

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل